365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكأس العالم 2022كرة القدم الألمانيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

متخاذل في كأس العالم – حكاية مايكل بالاك “قيصر النحس” مع منتخب ألمانيا

يقول رجل حكيم في قريتنا: ” لا تتحدى حظك.. فينقلب عليك! وتصبح أضحوكة الجميع.. وقتها لن يشفق عليك أحد! “

كرة القدم أيضًا لا تُحب من يعاندها.. لكن ماذا إن كانت ترفضك تمامًا؟ أو لا تريد منحك الجانب السعيد منها.. كل ما تعطيه لك فقط الجزء الذي ستشقى فيه أثناء الرحلة، لكن لحظة الوصول لن تجد رفيقًا تعانقه سوى حظ سيء مغلف بالفشل.

في سلسلة “متخاذل في كأس العالم ”، سنرصد بعض اللاعبين الذين منحهم التاريخ فرصة لأن يضعوا أسمائهم بأحرف من ذهب في العُرس العالمي؛ كأس العالم، إلا أنهم رفضوا الهدية في المحطة الأخيرة، ربما سنقسو قليلًا على بعض اللاعبين، لكن تاريخ كرة القدم لا يكذب ولا يغفر ولا يتغافل أيضًا، فهذا كله ما حدث بالضبط!

وفي ثانِ حلقات سلسلة “متخاذل في كأس العالم”.. سنغوص قليلًا مع النحس الذي لازم قيصر ألمانيا.. مايكل بالاك حتى أنه امتد معه إلى المنتخب الألماني في نسخة كأس العالم 2002 و2010!

مايكل بالاك.. الذي قال عنه الألمان: “إذا أردنا أن نحقق البطولات فليبتعد بالاك أولًا “

الحكاية بدأت مع مايكل بالاك باكرًا، حين كان ما زال مراهقًا يُداعب الكرة مع فرق مغمورة في ألمانيا، حيث لم يُكتب له أبدًا الوصول إلى مباراة نهائية والفوز بها!

خسر مايكل بالاك قرابة 6 مباريات نهائية في مسيرته في بطولات مختلفة، سواءً مع الأندية أو المانشافت، لكن في هذه الحلقة لن نتحدث عن النحس الذي لازم بالاك مع منتخب ألمانيا، حيث لم يكتب له القدر الفوز بأي بطولة دولية مع الماكينات.

تعلق بالاك منذ أن كان مراهقًا بالقميص رقم 13، واختار أن يضعه خلف ظهره طوال مسيرته الكروية، عاند كثيرًا رغم ما قيل له بأن هذا الرقم من الأرقام الغير المحبوبة أو “المنحوسة” في كرة القدم.. ورغم ذلك اختاره ليقترن بإسمه طوال مسيرته، فلم يفترق عنه النحس أبدًا.

بالاك أصيب بالفعل بلعنة النحس فلم يحصد سوى البطولات المحلية فقط، برغم تألقه الكبير مع منتخب ألمانيا في البطولات الأوروبية والدولية!

شارك بالاك مع المانشافت في 98 مباراة سجل خلالهم 42 هدفًا، وبرغم البطولات التي حققها مع الأندية التي ارتدى قميصها مثل: باير ليفركونز وبايرن ميونخ وتشيلسي! لكنه أبدًا لم يحصد أي بطولة دولية.

وبسبب لعنة النحس التي رافقته في مسيرته طويلًا، خرجت الجماهير الألمانية بعبارة: “إذا أردنا أن نحقق البطولات قليبتعد بالاك أولًا “، تلك العبارة تم ترديدها على نطاق واسع، وربما أنها نزلت كالصاعقة على قلب مايكل بالاك يومًا ما، لكنه حقيقية للغاية.

قيصر ألمانيا أم قيصر النحس ؟

اقترن مفهوم النحس مع مايكل بالاك بقوة في موسم 2000، وتحديدًا حين خسر الدوري الألماني في جولته الأخيرة حين كان لاعبًا في صفوف باير ليفركوزن، لكن لأنه مايكل بالاك صاحب الرقم 13، فقد شارك في فوز فرانكفورت على ليفركوزن في تلك المباراة بعدما سجلهدف في مرماه بالخطأ! ليسهل المهمة على الخصم ويمنح لقب البوندسليجا لبايرن ميونخ.

في الموسم الذي يليه مباشرة، خسر مايكل بالاك لقب الدوري الألماني مجددًا، هذه المرة كانت الخسارة بفارق نقطة وحيدة ليحسم بوروسيا دوتموند اللقب لصالحه.

في نفس الموسم، لازم النحس بالاك بطريقة مستفزة، حتى خسر كأس ألمانيا أمام شالكة في المباراة النهائية، ثم اصطدم باير ليفركوزن بريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا وخسرهأيضًا.

إلا أن استدعائه مع المانشافت في القائمة الرسمية المشاركة في كأس العالم 2002، أنعشت آماله وصالحته على الحياة مجددًا، حينها شعر بالاك أن بإمكانه حصد لقبه الأول مع منتخب ألمانيا.. فماذا حدث؟

كأس العالم 2002.. خيبة أمل ألمانية والنحس يلعب لعبته مرتين!

شارك مايكل بالاك مع المانشافت في كأس العالم 2002، وساهم بقوة في قيادة منتخب بلاده نحو الأدوار الإقصائية، حتى أن تلك النسخة من المونديال شهدت على نتيجة قياسية لمباراة جمعت ألمانيا مع السعودية وانتهت 8-0، في مرحلة دور المجموعات.

سقطت الماكينات في المجموعة الخامسة مع منتخبات: ” السعودية وأيرلندا والكاميرون “، انتصر الألمان على السعودية 8-0 وتعادلوا مع أيرلندا 1-1، قبل العودة للفوز على الكاميرون 2-0.

تأهل منتخب ألمانيا إلى دور الـ 16 لمواجهة البرتغال، ونجح في الفوز بهدف نظيف، لتصطدم الماكينات في ربع النهائي بالولايات المتحدة الأمريكية، وبنفس نتيجة مباراة البرتغال 1-0 سجله “بالاك” حسم الألمان تلك المباراة أيضًا وتأهلوا نحو المربع الذهبي.

في نصف النهائي تواجه منتخب ألمانيا مع كوريا الجنوبية، قاد بالاك المانشافت للفوز بهدف نظيف، لكن تلك المباراة لم تمر مرور الكرام على مايكل بالاك، الذي حصل على جميع البطاقات الصفراء المسموح بها في البطولة للاعب واحد، ليتعرض للإيقاف!

نعم بالاك الذي تصرف بسذاجة كبيرة في مواجهة كوريا الجنوبية، وقاد بلاده نحو نهائي كأس العالم 2002. لم يتواجد في المباراة النهائية بسببب الإيقاف!

لكن القدر لم يكن هيّنًا عليه كثيرًا تلك المرة. لأن منتخب ألمانيا الذي كان الكثيرين يثقون في فوزه باللقب وقتها، خسر مباراته النهائية أمام البرازيل بهدفين دون رد.. في ليلة غاب عنها بالاك لكن النحس ظل ملازمًا للماكينات.

وفي 2006.. برغم من مشوار ألمانيا المبهر في كأس العالم الذي استضافته على أراضيها، إلا أن مايكل بالاك وميروسلاف كلوزه وفيليب لام وكتيبة يورجن كلينسمان مجتمعة لم تتكاتف حينها على حلم واحد.. فكان من السهل الخسارة في نصف النهائي من إيطاليا، التي أطاحت بكل الأحلام أرضًا.

أما في كأس العالم 2010.. فلم يكتب له القدر الظهور بالأساس، بعدما تعرض لإصابة قوية للغاية مع تشيلسي قبل انطلاق البطولة، أبعدته عن التواجد مع المانشافت وشاهد مباريات المونديال من خلف شاشات التلفاز مع المشجعين.

لكن الأمر الذي أكد أن لعنة النحس التي ظلت تلازم مايكل بالاك لازمت المانشافت أيضًا.. هو أن منتخب ألمانيا حقق لقب كأس العالم في نسخة 2014 التي أقيمت في البرازيل.. وبعد عامين فقط من اعتزال مايكل بالاك كرة القدم! يث علق حذائه في يوليو 2012 نهائيًا..

ومن هنا.. أصبحت مقولة الألمان هي الأكثر صدقًا على الإطلاق: ” إذا أردنا أن نحقق البطولات فليبتعد بالاك أولًا “.