مباراة أولمبياكوس تفصل لامين يامال عن إنجاز تاريخي في دوري أبطال أوروبا
في كرة القدم، نادرًا ما يظهر لاعب يلفت الأنظار منذ لحظته الأولى، ويجعل الجميع يتحدث عنه وكأنه نجم في نهاية مسيرته وليس بدايتها. هذا ما يفعله لامين يامال، الجناح الإسباني الشاب الذي لا يزال في الثامنة عشرة من عمره، لكنه يلعب وكأنه يملك خبرة عقدٍ كامل في الملاعب الأوروبية.
منذ أن منحه المدرب تشافي هيرنانديز الفرصة الأولى، لم يتوقف يامال عن كسر التوقعات، سواء بموهبته الفطرية أو بثقته داخل الملعب. سرعة، مهارة، وذكاء تكتيكي يندر أن تجتمع في لاعب في هذا العمر، جعلته ركيزة أساسية في فريق بحجم برشلونة، ونجمًا يسطع اسمه كل أسبوع في البطولات المحلية والقارية.
ومع اقتراب برشلونة من مواجهة أولمبياكوس في دوري الأبطال، يقف لامين يامال على أعتاب إنجاز تاريخي جديد، سيجعله أصغر لاعب في تاريخ المسابقة يصل إلى 25 مباراة في البطولة، وهو رقم يرسخ مكانته كأحد أبرز المواهب في الكرة العالمية خلال العقد الأخير.
Demà ens visita l'Olympiacos 🎥🇬🇷 pic.twitter.com/pdUe78wZkp
— FC Barcelona (@FCBarcelona_cat) October 20, 2025
لامين يامال على أعتاب رقم قياسي جديد
سيكون يامال، بعمر 18 عامًا و100 يوم، أمام فرصة دخول كتب التاريخ كأصغر لاعب يصل إلى 25 مباراة في دوري أبطال أوروبا، متجاوزًا رقم الفرنسي زير إيمري صاحب الـ19 عامًا و32 يومًا.
وقد خاض حتى الآن 24 مباراة أوروبية، حقق خلالها 14 فوزًا و7 هزائم و3 تعادلات، وسجل 5 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة، ليصبح أحد الأعمدة الرئيسية في مشروع برشلونة الجديد.
بداية أسطورية ومسيرة متصاعدة
منذ ظهوره الأول أمام بورتو في أكتوبر 2023 وهو بعمر 16 عامًا و83 يومًا، بدأ يامال كتابة فصول من قصة مدهشة، لم تمر سوى أشهر حتى واجه أندية كبرى مثل بايرن ميونخ وبنفيكا ودورتموند وإنتر ميلان، مقدمًا أداءً جعل النقاد يصفونه بأنه “ظاهرة كروية نادرة”.
ليلة الإنتر التي غيرت كل شيء
عندما واجه برشلونة إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، عاش يامال واحدة من أهم لحظات مسيرته القصيرة. ففي تلك الليلة أصبح أصغر هداف في تاريخ نصف النهائي الأوروبي بعمر 17 عامًا و291 يومًا، محطمًا رقم كيليان مبابي.
أداء اللاعب في تلك المباراة أشعل مواقع التواصل، وأجبر أوروبا كلها على الوقوف احترامًا لموهبة لم تعرف الخوف.

إشادة من نجوم ومدربين كبار
أداؤه الاستثنائي جعل أساطير اللعبة تتحدث عنه بانبهار، وتلك الإشادات لم تأتِ مجاملة، بل كانت اعترافًا بأن كرة القدم الأوروبية وجدت نجمها القادم.
المدرب سيموني إنزاجي قال: “موهبة كهذه لا تظهر إلا كل 50 عامًا”.
أما هانسي فليك فوصفه بـ “العبقري”.
وتييري هنري اكتفى بجملة بسيطة: “إنه غير طبيعي”.
بينما كتب إيرلينغ هالاند على حسابه: “هذا الفتى مذهل”.
لامين يامال.. المستقبل بدأ بالفعل
ما يقدمه الجناح الإسباني لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بالنضج والتأثير الذي يملكه داخل الملعب. فبينما لا يزال العديد من أقرانه في مرحلة التكوين، أصبح يامال لاعبًا حاسمًا في أكبر المسابقات، رمزًا لجيل جديد يقود برشلونة نحو المستقبل بثقة.