مبابي الذي لم ينجُ من لعنة الموسم الأول في رحلة البحث عن الألقاب
لكل منا حلم خاص يسعى إلى الوصول إليه في مسيرته المهنية، ويحاول أن يسلك كل الطرق ويقدم كل ما في وسعه لتحقيق هذا الحلم، وتمر به واحدة من أصعب اللحظات عندما يفشل أكثر من مرة في الوصول إلى حلمه هذا، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو الفرنسي كيليان مبابي نجم هجوم فريق ريال مدريد.
مبابي الذي كان منذ طفولته والجميع يتوقع أنه سيكون لاعب واعد وواحد من أهم نجوم كرة القدم، وقد كان بالفعل ومنذ ظهوره الأول مع موناكو في عام 2016 وخطف أنظار الجميع وتصارع عليه كبار أوروبا، وفي النهاية نجح باريس سان جيرمان.
كان كيليان بمثابة حلم للعديد من كبار قارة أوروبا، وكان أي نادٍ ومدرب يتمنى وجوده في تشكيلته، ولكن النجم الفرنسي كان حلمه مختلفًا، إذ كان يبحث بقوة عن دوري أبطال أوروبا ثم الكرة الذهبية، فهما الشيئان اللذان كانا ينقصانه بعد الفوز بكل البطولات المحلية مع باريس سان جيرمان وكأس العالم 2018 مع منتخب فرنسا.
مبابي في رحلة البحث عن الإنجاز
وبمرور الوقت أكد الجميع على أحقية مبابي في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ومن ثم الكرة الذهبية، ولكنه وصل لنهائي البطولة الأوروبية مع باريس مرة وحيده خسر فيها على يد بايرن، وودعها من الأدوار الإقصائية أكثر من مرة.
وسئم مبابي من هذا الوضع ونصحه الجميع بأن حلمه سيتحقق إذا وافق على الانضمام إلى نادي ريال مدريد، النادي الأكثر تتويجًا بلقب دوري أبطال أوروبا على مر التاريخ، والذي توج العديد من لاعبيه بالكرة الذهبية، والذي أظهر اهتمامًا جادًا بضم المهاجم الفرنسي في أكثر من مناسبة.
وبعد محاولات عديدة الملكي ذهب مبابي حيث نصحه الجميع وحزم أمتعته وشد الرحال إلى إسبانيا، وانضم إلى ريال مدريد بالفعل في الصيف الماضي لعام 2024، وفي أولى مبارياته بأول البطولات التي يشارك فيها، حصد كأس السوبر الأوروبي مع الميرينجي بل وسجل هدفه الأول أيضا.

وظن الجميع أن الحظ ابتسم لمبابي بالفعل وأصبح على بُعد خطوات قليلة فقط من تحقيق حلمه الذي ظل يبحث عنه سنوات طويلة، ولكن كانت الصدمة الكبرى بتوديع ريال مدريد لبطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم من الدور ربع النهائي لأول مرة منذ موسم 2019/2020، وعانى من تراجع في الأداء وغاب حلمه تدريجيًا أمام أعينه حتى تلاشى تمامًا هذا العام.
مبابي ليس الأول ولكن!
ولكن النجم الفرنسي لم يكن هو الأول الذي يفقد حلمه في الموسم الأول من رحلته في البحث عن حصد الألقاب، بل سبقه العديد من النجوم لعل أبرزهم الثنائي محمد صلاح وهاري كين.
والبداية يجب أن تكون من كين الذي يطارده سوء حظ غريب طوال مسيرته، فقد قضى عشرة سنوات في صفوف نادي توتنهام من 2013 حتى 2023، لم يحصد خلالها أي لقب مع الفريق، رغم مستواه المبهر واعتباره واحد من أفضل مهاجمي العالم خلال السنوات الماضية.
لذلك حاول هاري كين الذهاب بعيدًا ليبحث عن أحلامه وترك مسقط رأسه وذهب إلى ألمانيا حيث انضم لصفوف بايرن ميونخ في صيف 2023، العملاق المسيطر على مسابقة الدوري الألماني والذي حصد دوري الأبطال 6 مرات من قبل، وله اسمه وتاريخه في أوروبا.
ولكن تلقى كين الصدمة الكبرى بخسارة بايرن ميونخ لقب الدوري الألماني في موسمه الأول مع الفريق في 2023/2024 لحساب باير ليفركوزن، بالرغم من أنه حصد اللقب 11 مرة على التوالي قبل خسارته الموسم الماضي.

وخرج بايرن ميونخ بموسم صفري هذا العام، ولم يحصد كين معهم أي لقب في صدمة غير متوقعة، على الرغم من أنه كان هداف الدوري الألماني هذا الموسم وحصد جائزة الحذاء الذهبي بعد تسجيله 36 هدفًا، ولكن لم يكن كافيًا لحصد أي ألقاب.
ولكن أصبح كين على بُعد خطوات بسيطة من تحقيق حلمه وحصد البطولة الأولى له في مسيرته، فقد اقترب بايرن ميونخ من حصد لقب الدوري الألماني 2024/2025، ليصل المهاجم الإنجليزي لما يتمناه وهو في الـ31 من عمره.
وهناك حالة مشابهة للنجم المصري صلاح الذي حصد لقب الدوري السويسري في أول موسم له مع بازل في 2012/2013، وكان نجم الفريق منذ بداية انضمامه، ولكن رغبته كانت اللعب في مستوى أعلى ليحصد دوري الأبطال والكرة الذهبية.
وذهب صلاح إلى تشيلسي ولم يحصل على فرصة المشاركة الكافية ولكنه حصد كأس الرابطة الإنجليزية مع الفريق، ثم ذهب إلى فيورنتينا ثم روما ولم يحصد معهما أي ألقاب، إلى أن جاءت الفرصة وانضم إلى ليفربول في صيف 2017.

ولكن اصطدمت أحلامه بالواقع ولم يحصد دوري الأبطال في موسمه الأول، ولم يتمكن من الفوز بالبطولة مع ليفربول إلا مرة وحيده في موسم 2018/2019، وبالرغم من ذلك لم يفز بالكرة الذهبية حتى يومنا هذا، ولكنه نجح في كتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ أوروبا.
مبابي سيواصل البحث
والآن جاء دور مبابي الذي أصبح عليه الانتظار حتى نهاية الموسم الحالي وبداية الجديد، ليحاولة مرة أخرى البحث عن حلمه، وتحقيق الإنجاز والقتال من أجل حصد دوري أبطال أوروبا الأول له والاقتراب أكثر في سباق الكرة الذهبية، وأن يرى القصص التي سبقته ليعرف أن الحلم يمكن تحقيقه ولكن قد يصطدم أولًا بلعنة الموسم الأول.