مانشستر يونايتد والدوري الـ20 لليفربول: لحظة ميلاد الفرح كان في حبيب رايح
“مين فينا جاى مرساها مين رايح؟ لحظة ميلاد الفرح كان فى حبيب رايح”، جزء من أغنية تتر مسلسل “حديث الصباح والمساء” المحفور في أذهان عدد كبير جدا من أفراد الوطن العربي، ولكن ما علاقته بعملاقي إنجلترا مانشستر يونايتد وليفربول.
الصراع بين ليفربول ومانشستر يونايتد منذ عقود، بدأ بسبب حكومة إنجلترا التي قررت الاستغاء عن ميناء ليفربول للتجارة وجعلت ميناء مانشستر هو مصدر التجارة، وبالطبع هذا تسبب في أزمة مالية كبرى للعمال في ليفربول ودخلوا في خلافات مع الحكومة، ومع مرور الزمن تحول الأمر لصراع كروي أكبر على زعامة إنجلترا، لكن ما المقياس؟ البطولات الأوروبية أم المحلية؟
وظل كلا الفريقين يسيران في طريقهما يحصدان البطولات ويحققان الإنجازات، ومن وقت لأخر ينظر كل منهما إلى الأخر ويرى كيف أصبح الفارق وبالطبع كانت المنافسة في حالة هبوط وصعود دائم بين الطرفين، ولكن في وقت ما تفوق مانشستر يونايتد ووصل إلى لقبه رقم 20 في البريميرليج متفوقًا على الجميع.

صراع أزلي على زعامة إنجلترا
ولكن قبل الوصول إلى اللقب رقم 20 لمانشستر يونايتد، يجب أن نعلم أن هناك صراع أزلي وشرس بينهم وبين ليفربول، على زعامة إنجلترا ومن هو عملاق البلاد بأكملها.
هذا الصراع سببه أن كلاهما يعتبران أكثر فريقين في إنجلترا تحقيقًا للألقاب خاصة الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، والفارق بينهم وبين أقرب منافسيهم تقريبًا كبير.
وهذا هو ما دفع السير أليكس فيرجسون المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد، يتوعد ليفربول في تصريحه الشهير بأنه سيتخطاهم في عدد مرات الفوز بالدوري الإنجليزي والجميع سخر منه، ولكن في النهاية يظل المشهد الشهير محفورًا في أذهان الجميع وهو يحقق البطولة رقم 20 بالفعل.

الموازين تنقلب في الدوري الإنجليزي
بعدما توج مانشستر يونايتد بلقبه العشرين في موسم 2012/2013، لم يتمكن من إضافة لقب جديد إلى خزائنه، لكنه ظل الفريق الأكثر تتويجًا بالبطولة.
ولكن على الجانب الأخر ظل ليفربول يلاحق مانشستر يونايتد في المنافسة إلى أن وصل إلى لقبه رقم 19 في موسم 2019/2020، وهنا ظهر الخطر الحقيقي على الشياطين الحمر.
فلم يكن هناك منافس لمانشستر يونايتد في قائمة أكثر الأندية تحقيقًا للبريميرليج أخطر من ليفربول، فقد كان أقرب منافس الثنائي هو أرسنال ويملك 13 لقبًا.
قائمة أكثر 5 أندية تحقيقًا للدوري الإنجليزي الممتاز
| النادي | عدد ألقابه |
| مانشستر يونايتد | 20 |
| ليفربول | 19 |
| أرسنال | 13 |
| مانشستر سيتي | 10 |
| إيفرتون | 9 |
ومع تحقيق ليفربول اللقب رقم 19 بدأ القلق يدخل إلى أذهان جماهير مانشستر يونايتد خوفًا على تحطيم إنجازهم، بل وفي كل موسم كان يخسر فيه الريدز المنافسة كانوا ينهالوا عليه بالسخرية على منصات التواصل الإجتماعي وفي الشوارع.
وظل ليفربول بالفعل منذ أن حصد لقب الدوري الإنجليزي آخر مرة في 2020 وظل يخسر اللقب على فارق نقطة وحيدة تقريبًا، لينهال عليه الجميع بالسخرية، وبالطبع جماهير يونايتد تتابع من بعيد وتضحك، وفي الوقت نفسه تتنفس الصعداء بعد الحفاظ على إنجازهم.
ولكن شاء القدر أن يرد ليفربول على كل السخرية التي تحملها هذه بطريقة مختلفة، بل ورده يكون في أصعب أوقات مانشستر يونايتد تقريبًا.
ففي الموسم الحالي 2024/2025 بدأ ليفربول بشكل قوي ونافس على لقب الدوري الإنجليزي بشدة، بل وسيطر على صدارة الترتيب بفارق 16 نقطة عن أقرب منافسيه حتى لحظة كتابة هذه السطور.
بالطبع النقاط ستزيد أو تقل، ولكن حتى هذه اللحظة الريدز حسم المنافسة بشكل كبير من وقت مبكر، والآن أصبح قريب بشكل كبير جدا، ولكن ليس هذا كل ما في الأمر.
سخرية القدر تشاء أن يكون وقت اقتراب ليفربول من تحقيق لقب الدوري العشرين في تاريخه، يكون نادي مانشستر يونايتد يقضي أصعب مواسمه تقريبًا، بل وهناك من يقولون أنه يقترب من الهبوط.
فيتواجد مانشستر يونايتد حاليا في المركز الخامس عشر من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 33 نقطة، ومتساويا مع وست هام صاحب المركز السادس عشر، وبفارق 10 نقاط عن ولفرهامبتون صاحب المركز السابع عشر، بالطبع لن يهبط العملاق الإنجليزي بسهولة، ولكن نتائجه غير مبشرة.
والمصادفة أن يكون أفضل مواسم ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز هي أسوأ مواسم مانشستر يونايتد، وهذا ما يعيد كلمات تتر العمل الفني الشهيرة “حديث الصباح والمساء”، ويجعلنا نقول لحظة ميلاد الفرح كان في حبيب رايح.
لم تنتهي الأمور هنا يجب أن نترك السخرية وننظر إلى الأمر بنظرة جادة قليلًا، ليفربول اتخذ الأمر بشراسة كبيرة وظل يسير في طريقه نحو حصد الألقاب، وبالنظر إلى التوقعات المستقبلية فإنه سيتخطى مانشستر يونايتد بشكل كبير.
أما مانشستر فقد ظل في أجواء السخرية تقريبًا ونسي أن جميع الأرقام القياسية قابلة للتحطيم، وبالتالي ظل واقفًا مكانه بأرقامه التاريخية والجميع أصبح يركض من حوله ويعادل هذه الأرقام وقريب من تخطيها، فهل سيعود كبير إنجلترا أم فاز ليفربول بالصراع الأزلي إلى الأبد.