في مشهد يجمع بين كرة القدم والسياسة في أكثر لحظاته غرابة، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاعبي فريق يوفنتوس الإيطالي داخل أروقة البيت الأبيض، وذلك على هامش تواجد الفريق في العاصمة واشنطن استعدادًا لخوض كأس العالم للأندية 2025.
الزيارة، التي ضمّت وفدًا من أبرز نجوم النادي، تحوّلت سريعًا من لقاءٍ بروتوكولي إلى منصة سياسية أثارت كثيرًا من علامات الاستفهام.
إذ استغل ترامب وجود لاعبي الفريق، وعلى رأسهم الأمريكيان ويستون ماكيني وتيموثي وياه، لفتح نقاشات حادة حول قضايا الهجرة، والرياضات النسائية، وتحديدًا مسألة مشاركة المتحولات جنسيًا في المنافسات الرياضية.

كرة القدم في قلب السياسة.. سر تواجد يوفنتوس في البيت الأبيض
فيما وقف لاعبو يوفنتوس خلف مكتب الرئيس داخل المكتب البيضاوي، تحدث ترامب مطولًا عن سياسات الرئيس السابق جو بايدن، معرّجًا على ما أسماه “ضرورة حماية الرياضات النسائية من التنافس غير العادل”، في إشارة مباشرة إلى قضية مشاركة النساء المتحولات في تلك الرياضات.
ثم توجّه ترامب بأسئلته إلى اللاعبين مباشرة: “هل يمكن للمرأة أن تنضم إلى فريقكم؟”، سادت لحظات من التوتر، تبادل خلالها اللاعبون النظرات دون إجابة.
Juventus squad in the background as Trump answers questions on Iran….. what a time to be alive pic.twitter.com/2jGompOJTA
— Juventus News Live (@juvenewslive) June 18, 2025
تدخل المدير العام للنادي، داميان كومولي، ليقول بهدوء: “لدينا فريق نسائي ممتاز”، في محاولة دبلوماسية لاحتواء المشهد، لكن ترامب كرر سؤاله بصيغة أكثر حدة، دون أن يتلقّى ردًا حاسمًا، ثم أنهى حديثه ساخرًا: “إنهم دبلوماسيون للغاية”.
قميص يوفنتوس رقم 47
خلال اللقاء، قدّم وفد يوفنتوس قميصًا تذكاريًا للرئيس يحمل الرقم 47، في إشارة رمزية إلى طموحات ترامب في العودة إلى سدة الحكم كرئيس للولايات المتحدة للمرة الثانية، بصفته الرئيس رقم 45 سابقًا.
وضم الوفد أسماء لامعة مثل دوسان فلاهوفيتش، تيون كوبمينيرز، لوكاتيلي، جاتي، والمدرب إيغور تيودور، إلى جانب النجم السابق جورجيو كيليني الذي يشغل منصبًا إداريًا.
كما حضر رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، في تأكيد على متانة العلاقة بينه وبين ترامب، وهي علاقة شهدت محطات بارزة خلال فترة التحضير لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة.
ما بدا ظاهريًا كزيارة احتفالية، حمل خلف كواليسه مشاعر مختلطة، خاصة للاعب مثل ويستون ماكيني الذي سبق وأن عبّر عن رفضه لسياسات ترامب.
ففي عام 2020، خلال الاحتجاجات المناهضة للعنصرية عقب مقتل جورج فلويد، صرّح ماكيني بأنه لا يرى ترامب “كرئيس مسؤول عن الأمة، بل شخص يفتقد للتعاطف ويفشل في فهم قضايا مجتمعه”.
Trump is talking about bombing Iran with the Juventus squad standing in the background. pic.twitter.com/CoaUX4O4hI
— hash (@hashim0307) June 18, 2025
وقوف ماكيني خلف ترامب، بينما الأخير يتحدث عن الهجرة والرياضات النسائية في وجود فريق رياضي دولي، بدا كصورة رمزية لحالة التوتر غير المنطوقة، حتى وإن التُقطت بعدسات المصورين بابتسامات محايدة.
يوفنتوس وترامب.. زيارة بروتوكولية بنكهة سياسية
زيارات الفرق الرياضية للبيت الأبيض تقليد متجذر في الرئاسة الأمريكية، لكنها غالبًا ما تُخصص للاحتفال ببطولات محلية، وليس بالضرورة لدعوة أندية أوروبية.
حضور يوفنتوس أتى كخطوة خارج السياق المعتاد، وبدا أنها استُخدمت سياسيًا أكثر مما خدمت الجانب الرياضي.
فبينما كانت أجندة اليوم حافلة بتصريحات سياسية حول إيران والحدود والانتخابات المقبلة، بدا الفريق الإيطالي، الذي جاء ليُمثّل كرة القدم، وكأنه حُشر وسط حملة انتخابية غير معلنة.
من المؤكد أن يوفنتوس لم يتوقع أن يُزجّ به في قلب قضايا مثيرة للجدل بهذه الصورة، لكن النادي، كما بدا من ردود مسؤوليه، اختار الانسحاب من الموقف بلباقة، دون الدخول في صدام مع شخصية بحجم ترامب.