لا خلاف على كون النظام الحالي للتصويت على الكرة الذهبية مُثيرًا للشكوك والتساؤلات، الأمر الذي يجعل العديد من الأندية تُبدي غضبها لعدم حصول نجومهم المفضلين على هذه الجائزة.
وفي العام الماضي أثارت مجلة “فرانس فوتبول” المسؤولة عن توزيع جوائز الكرة الذهبية، غضب نادي ريال مدريد، لعدم منح الجائزة لـ فينيسيوس جونيور وتقديمها إلى لاعب مانشستر سيتي رودري، ليقرر النادي الملكي بعدها مقاطعة البالون دور تمامًا كنوع من الضغط على المجلة.
لم يقتصر الأمر عند مجرد غضب ريال مدريد، بل إن الجماهير في مختلف أنحاء العالم أبدت تعجبها من فكرة ذهاب الكرة الذهبية إلى رودري الذي سجل 9 أهداف، وقدم 15 تمريرة حاسمة، في 50 مباراة، على حساب فينيسيوس جونيور الذي سجل 24 هدفًا، وقدم 11 تمريرة حاسمة في 39 مباراة.
أي أن -من منظور الجماهير- أنتم منحتم الكرة الذهبية إلى لاعب يملك 24 مساهمة وتهديفية ودوري إنجليزي، على حساب لاعب مُتوج بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا ولديه 35 مساهمة تهديفية، فإن كان الأمر متعلقًا بالأداء الفردي فـ فينيسيوس يتفوق، وعلى مستوى الإنجازات الجماعية البرازيلي يبدو الأفضل.
Who decides the Ballon d’Or? 👀
— Ballon d'Or (@ballondor) September 18, 2025
The rules, the jury, the criteria — here’s everything you need to know about football’s most prestigious award 🏆
But there’s one question left: who will win on Monday?#ballondor pic.twitter.com/VSOGab262m
لاحظوا أننا حتى الآن، نتحدث من وجهة نظر الجماهير، وهو ما يجعلنا نطرح سؤالًا هو أساس موضوعنا.. ماذا لو أجرت مجلة فرانس فوتبول تعديلًا على نظام الكرة الذهبية ومنحت الفرصة للجماهير للتصويت؟
معايير الفوز بالكرة الذهبية
هذا يجعلنا أولًا نسأل أنفسنا، ما هي معايير الفوز بالكرة الذهبية؟ وكيف يتم التصويت عليها؟ قبل أن نرى إن كانت تلك المعايير يمكن للجماهير أن يمنحوا أصواتهم على أساسها.
المعايير التي أعلنتها مجلة فرانس فوتبول للفوز بالكرة الذهبية هي؛ الأداء الفردي للاعب ومدى تأثيره على فريقه في حسم المباريات، والإنجازات الجماعية الخاصة التي حققها اللاعب رفقة فريقه التي هي البطولات، وأخيرًا سلوك اللاعب داخل الملعب وخارجه.
The final touch! #ballondor pic.twitter.com/kYcCJJD6wG
— Ballon d'Or (@ballondor) September 18, 2025
ويقوم 100 صحفي من أعلى 100 دولة من حيث التصنيف على مستوى العالم، بالتصويت عن طريق اختيار 5 لاعبين، فيحصل صاحب المركز الأول على 6 نقاط، والثاني على 4، والثالث على 3، والرابع على نقطتين، والأول نقطة وحيدة.
آراء النجوم والمدربين حول الكرة الذهبية
لكن هذا النظام لا يبدو أن يُعجب العديد من النجوم والمدربين؛ فقد سابق للألماني يورجن كلوب، المدير الفني السابق لفريق ليفربول، أن قال إنه لا يفهم ترشيحات الكرة الذهبية ومعاييرها، وأن الفوز بهذه الجائزة يحتاج أن تكون ميسي أو رونالدو، وإلا فعليك التتويج بدوري أبطال أوروبا أولًا.
حتى نجم هولندا السابق يوهان كرويف قال إن كل شخص يصوِّت للاعبه المُفضل دون أن يكون هناك منطق أو معايير واضحة لهذا التصويت.
الفرنسي فرانك ريبيري الذي خسر الكرة الذهبية في 2013 لصالح كريستيانو رونالدو، رأى أن ذلك ليس إلا ظلم تعرض له، مُبررًا ذلك بأنه قدم كل شيء على المستوى الفردي، وحقق دوري أبطال أوروبا، منتقدًا طريقة التصويت الخاصة بهذه الجائزة.
ولم يُبدِ آرسين فينجر، المدير الفني الأسبق لـ أرسنال، إعجابه بفكرة الكرة الذهبية، التي قال عنها إنها تجعل اللاعبين يهتمون بالأداء الفردي ويتجاهلون الفريق.
وهنا يظل السؤال الأهم.. ماذا لو قررت مجلة فرانس فوتبول فجأة تغيير نظام التصويت من الصحفيين إلى الجماهير، أو إشراك الجماهير مع الصحفيين في التصويت؟
ماذا لو تدخلت الجماهير في التصويت على الكرة الذهبية؟
دعونا نتخيل أن الجمهور أصبح له بصمة في التصويت على الكرة الذهبية، بالتأكيد سينحاز الجمهور إلى لاعبه المفضل، أو اللاعب الذي يلعب في فريقه المفضل بغض النظر عن المعايير الموضوعة من فرانس فوتبول، وسنرى اللاعبين الأكثر شعبية يفوزون بها.
وصحيح أن تصويت الجماهير سيجعل للجائزة مصداقية أكبر، كون المشجعين يصبح لهم دور مؤثر في منح هذه الكرة الذهبية للاعب بعينه، وبالتالي لن ينتقدوا هذه الجائزة، لأنهم بات لهم دور في اتجاهها، ومع ذلك سيبقى الأمر مُعلقًا بطبيعة الجمهور العاطفية التي ستجعل الجائزة تذهب للاعب الأكثر شعبية.
والآن يا عزيزي المشجع، هل ترى أن فرانس فوتبول يجب أن تُشرك الجماهير في التصويت على الفائز بالكرة الذهبية أم تكتفي بتصويت الصحفيين والخبراء؟