ليالي الكأس القاسية.. كيف أطاحت المفاجآت تاريخيًا بالأهلي؟
ودّع النادي الأهلي بطولة كأس مصر مجددًا من الأدوار المبكرة، بعدما تلقى خسارة مفاجئة أمام فريق المصرية للاتصالات بنتيجة 2-1، في مواجهة دور الـ32، ليُسجل خروجًا جديدًا وصادمًا في سجل مشاركاته بالبطولة الأقدم في الكرة المصرية.
ورغم الفوارق التاريخية والفنية بين الفريقين، فإن المصرية للاتصالات نجح في استغلال الفرص المتاحة، وفرض أسلوبه أمام الأحمر، ليقصيه من البطولة مبكرًا، في واحدة من أكبر مفاجآت النسخة الحالية.
خروج الأهلي أمام فرق أقل منه لم يكن الأول من نوعه، إذ شهد تاريخ البطولة العديد من الصدمات التي أطاحت بالمارد الأحمر في أدوار غير متوقعة، رغم كونه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج.
نهاية المباراة pic.twitter.com/MHeTccjnzO
— النادي الأهلي (@AlAhly) December 27, 2025
من المحلة إلى الاتصالات.. مفاجآت لا تُنسى في وداع الأهلي
تُعد بطولة كأس مصر واحدة من أكثر البطولات إثارة في كرة القدم المصرية، لما تحمله دائمًا من مفاجآت تقلب التوقعات رأسًا على عقب، وتمنح الفرق الأقل حظًا فرصة لكتابة التاريخ على حساب الكبار.
وعلى مدار سنوات طويلة، لم يسلم النادي الأهلي، صاحب البطولات والإنجازات، من صدمات الخروج المبكر التي شكّلت علامات فارقة في مسيرته بالبطولة.
ومع تجدد المفاجآت، عاد شبح الخروج المبكر ليطارد الأهلي من جديد، بعدما ودّع النسخة الحالية من كأس مصر على يد فريق المصرية للاتصالات من دور الـ32، خسارة أعادت إلى الأذهان سلسلة من النتائج غير المتوقعة التي صنعتها فرق مغمورة أو أقل منه، لكنها نجحت في استغلال لحظات التراجع، لتدوّن أسماءها في سجل المفاجآت التاريخية للبطولة.
المصرية للإتصالات يطيح بالأهلي خارج كأس مصر بعد الفوز عليه 2/1 في دور الـ 32 من البطولة 🏆
— ON Sport (@ONTimeSports) December 27, 2025
أهداف المباراة كاملة ⚽️ pic.twitter.com/12BKvw1O3u
خسارة الكأس أمام المعلم
واحدة من أغرب مفاجآت كأس مصر كانت في موسم 2003/2004، حين خسر الأهلي النهائي أمام المقاولون العرب بقيادة حسن شحاتة، بعدما قلب ذئاب الجبل تأخرهم بهدف إلى فوز تاريخي بنتيجة 2-1.
وشهد ذلك اللقاء أحداثًا استثنائية، أبرزها خروج الحارس أمير عبد الحميد مصابًا، واضطرار شادي محمد للوقوف في حراسة المرمى بعد استنفاذ الأهلي جميع تبديلاته، قبل أن يُهدر الأحمر ركلة جزاء كانت كفيلة بتغيير مجريات المباراة.
وداع مبكر أمام الفلاحين
وفي موسم 2005، تعرّض الأهلي لخروج مبكر وصادم من الدور الثاني أمام غزل المحلة، بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، قبل أن يحسم زعيم الفلاحين المواجهة لصالحه بركلات الترجيح.
تلك الخسارة اعتُبرت من أكثر المفاجآت إيلامًا لجماهير الأهلي، خاصة أن الفريق كان مرشحًا بقوة للمنافسة على اللقب، لكنه اصطدم بتنظيم دفاعي قوي من المحلة.
حمدي سيف يطرد الأحمر من الكأس
ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، ففي موسم 2007/2008، ودّع الأهلي بطولة كأس مصر من دور الـ32 أمام فريق بترول أسيوط، أحد أندية الدرجة الثانية آنذاك.
وسجل حمدي سيف هدف المباراة الوحيد، ليُقصي بطل الثنائية المحلية في واحدة من أكثر الهزائم غرابة في تاريخ المسابقة، ويُثبت أن الكأس لا تعترف بالأسماء.
خروج صادم أمام الأسيوطي
وفي موسم 2017/2018، تلقى الأهلي ضربة جديدة عندما خرج من ربع نهائي كأس مصر أمام فريق الأسيوطي سبورت، الصاعد حديثًا للدوري الممتاز حينها، والذي يُعرف حاليًا باسم بيراميدز.
وخسر الأهلي تلك المباراة بهدف دون رد، سجله عمر كمال عبد الواحد، ليُفاجأ الجميع بخروج الأحمر أمام فريق حديث العهد بالمنافسات الكبرى، في سيناريو تكرر أكثر من مرة عبر السنوات.
تاريخ الأهلي في الخروج المبكر من الكأس
كما شهدت البطولة مفاجآت أخرى للأهلي أمام أندية مثل إنبي وحرس الحدود في بعض النسخ، حيث عانى الفريق الأحمر كثيرًا أمام الفرق المنظمة دفاعيًا.
وتؤكد هذه النتائج أن بطولة كأس مصر دائمًا ما تحمل مفاجآت غير متوقعة، وأن خروج الكبار يظل واردًا مهما بلغت قوتهم أو خبراتهم.
ويُعاني الأهلي في بعض الأحيان من ضغط المباريات أو الاعتماد على التدوير، وهو ما تستغله الفرق الأصغر لتحقيق نتائج تاريخية تُخلد في ذاكرة البطولة.
ويبقى خروج الأهلي أمام المصرية للاتصالات امتدادًا لسلسلة مفاجآت لا تُنسى، تُجدد التأكيد على أن كأس مصر بطولة لا تعترف إلا بالعطاء داخل المستطيل الأخضر، مهما كان اسم المنافس.