أخبار الكرة الإسبانيةالدوري الإسبانيأخباربرشلونة

لو تدرب لامين يامال مع جوارديولا أو إنريكي… هل سيكره نفسه؟

منذ كان طفلًا صغيرًا يمرح في أزقة برشلونة، عرف لامين يامال أن الطريق إلى النجومية لا تُهدى، بل تُكتسب بشق النفس والمثابرة، اليوم، وهو في الثامنة عشرة، يحمل بالفعل أرقامًا تاريخية في النادي والمنتخب الإسباني، لكنه ما زال على مفترق طرق قد يقوده إلى الصراع الداخلي مع ذاته إذا وضعه تحت الضغط الذي يعرفه جيدًا مدربان من طراز فريد: بيب جوارديولا ولويس إنريكي.

على الرغم أن لامين يُنظر له كمستقبل النادي الكتالوني في مشروعه الجديدة، إلا أن مع هذا الإشراق، جاءت الشهرة الجبارة التي لطالما كانت سلاحًا ذو حدين، خاصةً بعدما انتشرت صور علاقته العلنية مع المغنية الأرجنتينية نيكي نيكولا، وأصبحت حياته العاطفية تحت عدسات المراقبة، ما أربك جزءًا من تركيز متابعي الكرة. 

هانز فليك-لامين يامال-برشلونة
فليك-ولامين يامال-برشلونة – المصدر: getty images

هانز فليك.. المدرب الحاني لكنه صارم

المدرب الألماني ليس من أسلوبه أن يُجبر اللاعب على ما لا يريد، لكن هانز فليك يُعرف بأنه مدرب يحب الانضباط والمشاركة حسب الجاهزية، تحت قيادته، قدم يامال مستويات رائعة، لكن مؤخرًا ظهرت توترات بينهما، ليست جازمة لنهاية علاقتهما، لكنها قد تدق ناقوس الخطر فيها.

البداية؛ عندما تأخر لامين مرتين عن التدريبات وهو الأمر المرفوض تمامًا عند المدرب الألماني، بالإضافة إلى تصرفات اللاعب التي لا تمُت بالنضج بصلة، سواء بتنزيل سرواله بشكل مستمر، وهي الحركة التي لا تتناسب مع قيمة اللاعب وحجمه، لدرجة أن فليك شوهد في عدة لقطات وهو يرفع ليامال شورته.

@eplworld

مشجع رايو فايكانو يطلب من يامال أن يرفع سرواله أثناء اللعب! 😅👀 #لامين_يامال #يامال #برشلونة #الدوري_الإسباني #كرة_القدم #eplworld

♬ original sound – EPLworld

بالإضافة إلى ظهور نيكي مع لامين في العديد من المناسبات وهو ما أعطى انطباع أن اللاعب يعطي حياته العاطفية حجمًا أكبر من الطبيعي، وهو ما قد يعود بالسلب على مسيرته الكروية خاصةً مع هذا السن الصغير، ومع ذلك، يوفّر فليك بيئة تتيح للموهبة النماء مع توازن نسبي بين الحماية والتحديات.

جوارديولا وإنريكي: لا مكان للدلال في ملاعبهما

لو تولى جوارديولا مهمة تدريب يامال، فالرجل الذي يجلس النجوم إحتياطيًا مثل روبن ومولر وفرانك ريبييري أو حتى تياجو ألكانتارا، لن يتحمّل الدلال أو التعامل الخاص تجاه لاعبٍ اعتاد معاملة خاصة، المدرب الذي أوقف أجويرو في بعض الأوقات بالكُرة، دلّ ذلك على أن الأسلوب العاطفي يُهزم أمام الفرض الكروي.

أما إنريكي، فقد عرف بشخصيته القوية وقراراته الجريئة، سبق أن أجلس الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي ونظيره البرازيلي نيمار دا سيلفا والعديد من زملائهما على الدكة في 2015، رغم اعتبارهما من أهم نجوم الفريق في هذا الوقت، لم يكن القرار انتقاميًا أو انفعاليًا، بل نابعًا من إيمانه بأن مصلحة الفريق فوق أي اسم.

وأثار جدلًا آخرًا، حين أجلس عثمان ديمبلي في مباراة باريس سان جيرمان أمام أرسنال في دوري أبطال أوروبا، معلنًا أنه ليس فريقًا يعتمد على الاسم بل الأداء، وأن الانضباط أهم من الموهبة، واليوم، حتى مع لامين يامال، يبدو أن إنريكي سيبقى ثابتًا على مبدئه: لا أحد أكبر من الفريق.

مع مدربين مثل جوارديولا أو إنريكي، لن تُقبل أعذار، ولن تُضفى معاملة خاصة على أي لاعب مهما كان اسمه، إذا أخفق لامين يامال، فسوف يُحاسب كأي مهاجم عادي — وقد يشعر بالندم إذا لم يكن مستعدًا لهذا النمط.

ماذا لو؟ سيناريو المواجهة الأكبر.. لامين يامال أمام الصرامة

تخيل أن لامين يامال يومًا أصبح لاعبًا رئيسيًا في مانشستر سيتي أو برشلونة تحت قيادة جوارديولا، أو انتقاله إلى باريس ليُدرّبه إنريكي، لن تنفع معه “الحماية الإعلامية”: سيكون أمام جمهور ينتظر إما التألق أو السقوط.

الحياة العاطفية لن تُعذّر أمام المدرب، علاقته بـ نيكي نيكولا قد تُستغل ضدّه، لأن الوسط الكروي لا يرحم أي نقطة ضعف، الضغط على الأداء بل وعلى الشخصية، في هذه التجارب، سيتعرض لامين يامال أحيانًا لرفض الجلوس أو الاستبعاد، حتى إن كان الاسم الأضخم، كما حدث سابقًا مع نجوم كبار.

إذا تدرب لامين يامال تحت يد جوارديولا أو إنريكي، قد يواجه أقوى اختبار في مسيرته: ليس فقط كيف يكون الأفضل، بل كيف يظل هو — صامدًا أمام أقسى مدربين وكاميرات العالم — دون أن يكره نفسه في الطريق.

إحصائيات مواهب الدوري الإسباني


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.