لم ينل ما يستحق.. رافينيا البطل الذي ردَّ في الملعب وخُذل خارجه
أثار رافينيا الجدل خلال الأيام القليلة الماضية، من خلال صور نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام”، حيث فاض به الكيل بسبب شعوره بالظلم.
اللاعب البرازيلي يغيب عن برشلونة بسبب الإصابة، ولن يعود قبل فترة التوقف الدولي، وهو ما يجعله متفرغًا بشكل أكبر للتعليق على استبعاده من الجوائز الفردية.
ليست الأرقام وحدها من تتحدث؛ فبعد موسم استثنائي للنجم البرازيلي، وجد نفسه بعيدًا عن الأضواء التي يستحقها، والتي يجب أن تُسلط عليه.
موسم استثنائي في صمت
قبل بداية الموسم الماضي، كان رافينيا مرشحًا للرحيل، ووُصف بالبرازيلي المُزيف بسبب سوء الأداء وعدم امتلاكه قدرات اللاعبين البرازيليين.
مع انطلاق الموسم، بدأ رافينيا في الانفجار، وأصبح أحد أبرز نجوم برشلونة، إن لم يكن النجم الأول والأبرز في الفريق، وكان حاسمًا في العديد من المباريات الكبرى.
قدّم رافينيا واحدًا من أفضل مواسمه منذ وصوله إلى أوروبا، ليس فقط بالأهداف والتمريرات الحاسمة، بل بثباته وتأثيره المباشر في مباريات مصيرية وحاسمة. كان السلاح الأخطر في لحظات معقدة، اللاعب الذي يلجأ إليه الفريق عندما يختنق الحل في الثلث الهجومي.
🔥🔥 مباراة تاريخية .. ريمونتادا تاريخية
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 21, 2025
⚽️ رافينيا يسجل الهدف الخامس لبرشلونة ويقلب الطاولة على بنفيكا#دوري_أبطال_أوروبا | #بنفيكا_برشلونة #UCL pic.twitter.com/yKpowZ4I4G
هذا ما حدث في مواجهات بنفيكا في مرحلة الدوري وكذلك في دور الـ16، ثم في مواجهات ريال مدريد وبايرن ميونخ، وفي جوزيبي مياتزا كان قريبًا من قيادة البلوجرانا للنهائي، لولا انقلاب النيرازوري من خلال أتشيربي وفراتيسي.
رغم الإصابات التي مر بها، لم يفقد البرازيلي بريقه، بل حافظ على إيقاعه، وظهر في صورة البطل الذي يعرف متى يصنع الفارق وكيف يدير لحظات المباراة بذكاء وجودة.
كل هذا حدث في صمت، دون أن يتحدث رافينيا، كان يعمل في الملعب فقط، ورغم ذلك لم تنصفه الجوائز الفردية، باستثناء الفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإسباني.
رافينيا يعمق جراح ريال مدريد بهدف رابع#الدوري_الإسباني #كلاسيكو #الكلاسيكو #ريال_مدريد_برشلونه #clasico #elclasico #LaLiga pic.twitter.com/W7IjVVADU9
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) October 26, 2024
الأضواء لا تعرف طريق رافينيا
مع تغيير المعادلة قليلًا، أصبح التألق في الملعب ليس كافيًا لكي تجلب الأضواء، بل تحتاج لظهير إعلامي قوي، وعلامة تجارية، وبعض الأمور الخاصة بالحياة الشخصية.
حصل عدد من هؤلاء اللاعبين على الإشادة أكثر من رافينيا، وبعضهم تقدم عليه في ترتيب الكرة الذهبية، وربما كان هو الأكثر حسمًا منهم.

وجد رافينيا نفسه في الظل، بينما احتل لاعبون آخرون العناوين رغم تقارب الأرقام أو حتى تفوقه عليهم في بعض الجوانب. لم يكن امتلاك موهبة لامعة أو تقديم أداء قوي كافيًا ليجذب الأضواء.
الكرة الذهبية في مهب الريح
حصل عثمان ديمبلي على الكرة الذهبية بعدما جمع 1380 نقطة، بفارق أكثر من الضعف عن رافينيا الذي جاء في المركز الخامس.
هل من الأساس كان ذلك المركز مناسبًا أو منصفًا للبرازيلي؟ الإجابة لا، بالنظر للتأثير والقيمة الثابتة للاعب البرازيلي مع برشلونة.
رافينيا حصل على 620 صوتًا، بفارق 37 صوتًا عن الرابع محمد صلاح، وربما كان فيديو صانع المحتوى الرياضي أرتيبو رفقة البرازيلي، كافيًا لوصف الأمر.
ذهب أرتيبو وقال لرافينيا: “بالنسبة لي، أنت الفائز الحقيقي، المركز الخامس سرقة، إنها سرقة حقيقية”.
هذه الأرقام كانت قبل الحفل مباشرة، حتى آخر مباراة أقيمت قبل حفل العاصمة الفرنسية باريس.
— FCB World (@forcabarca_ar) September 23, 2025
أخفى رافينيا دموعه، والحزن كان واضحًا على ملامح البرازيلي طوال الحفل، حيث ذهب ليصفق لزميله لامين يامال وجميع المتوّجين، وهو لم يكن من بينهم.
تفوق عليه فيتينيا الذي قدم مستوى ممتازًا، لكنه لم يكن بتأثير رافينيا، وقبله كان محمد صلاح الذي خرج من دور الـ16 ولم يكن بنفس الحسم الذي كان عليه البرازيلي.
| اللاعب | عدد المباريات | الأهداف | التمريرات الحاسمة | عدد البطولات |
|---|---|---|---|---|
| محمد صلاح | 57 | 37 | 24 | 1 |
| فيتينيا | 65 | 8 | 7 | 6 |
| لامين يامال | 62 | 21 | 22 | 3 |
| رافينيا | 63 | 38 | 23 | 3 |
وحتى زميله لامين يامال، لم يكن مؤثرًا بنفس تأثير رافينيا في الموسم الماضي، فكان البرازيلي هو المُحرّك الرئيسي لهجوم البلوجرانا، مع تعدد الأدوار بين صانع الألعاب والجناح الأيسر.
غياب عن التشكيل المثالي
عند إعلان التشكيل الأفضل من فيفبرو “جمعية اللاعبين المحترفين”، وجد رافينيا نفسه خارجه، مع وجود عدد من اللاعبين الآخرين، رغم أن العديد من المؤشرات والأرقام والمقارنات كانت تدفعه بقوة نحو هذا التشكيل على الأقل.
ذلك الأمر جعل رافينيا يغضب، أو ربما يحزن، لأنه لم يفعل شيئًا سوى التعبير عن حزنه. فعندما يرى لاعبين مثل كول بالمر وجود بيلينجهام، رغم تراجع مستوى الثنائي في الموسم الماضي، ضمن القائمة وهو خارجها، تجد له كل العذر للحزن.
وجد رافينيا نفسه مصابًا، البعض ينتظر عودته والبعض ينسى وجوده، والحديث الأكبر عن لامين يامال، مع عدم تقدير ما قام به في الموسم الماضي من مختلف المنظمات التي تعطي الجوائز.
This is the 2025 FIFPRO Men's #World11, voted by players worldwide.
— FIFPRO (@FIFPRO) November 3, 2025
🇮🇹 Gianluigi Donnarumma
🇲🇦 @AchrafHakimi
🇵🇹 Nuno Mendes
🇳🇱 @VirgilvDijk
🏴 @BellinghamJude
🏴 Cole Palmer
🇪🇸 @Pedri
🇵🇹 @Vitinha
🇫🇷 @DemBouz
🇫🇷 @KMbappe
🇪🇸 Lamine Yamal pic.twitter.com/yDeqAfQz2y
الجميل في قصة رافينيا أنه لم يدخل في صدام أو ضجيج، لم يشتكِ ولم يبحث عن عناوين، بل أكمل طريقه بنفس الهدوء والثقة، عندما كان أكثر الذين يتعرضون للانتقادات، كان الملعب وسيلة الرد الوحيدة.
لاعب ليدز السابق في الموسم الماضي قدم مواقف بعيدًا عن الأرقام والأهداف، فقد كان خير قائد لبرشلونة، واختياره من قبل هانز فليك لم يكن أبدًا قبيل الصدفة.
في النهاية، في عالم كرة القدم، هناك العديد من المهمشين. رافا قد لا يكون نجم الإعلانات أو بطل الحملات الإعلامية، لكنه المثال الأوضح على اللاعب الذي يرد داخل الملعب فقط.

قد تكون الجوائز غابت، والتشكيلات المثالية تجاهلته، لكن الأثر باقٍ، والجمهور الكتالوني على الأقل يعرف جيدًا ويقدّر ما قدمه البرازيلي.
ربما يكون هذا الموسم هو موسم الرد، في انتظار عودة الجناح الأيسر الأفضل في العالم الموسم الماضي، الذي فعل كل شيء من أجل برشلونة ومن أجل إثبات نفسه.