لماذا يجب ألا يفقد ريال مدريد الثقة في ألونسو مبكرًا؟
خسر ريال مدريد الإسباني، من نظيره ليفربول الإنجليزي، في المواجهة التي جمعتهما مساء أمس، في دوري أبطال أوروبا 2025-2026، بهدف دون رد.
وجاءت الهزيمة من ليفربول، لتزرع الشك في قلوب جماهير وإدارة ريال مدريد، تجاه أسلوب تشابي ألونسو الجديد، والذي يحاول تطبيقه منذ توليه مهمة تدريب الفريق، مطلع الموسم الجاري.
ريال مدريد اشتهر دائمًا بكونه الفريق “البراجماتي” الذي يلعب بأقصر طريق للفوز، والتي لا يهم إن كانت دفاعية صارمة أو هجومية هوجاء. سواء سجل الفريق من لعب مفتوح أو ركلات ثابتة، أو حتى بهدف عكسي، المهم هو تحقيق الانتصار.
وسط كل هذا، يحاول تشابي ألونسو، المدير الفني لفريق ريال مدريد تطبيق أسلوب لعبه مع الفريق، وتحفيظ لاعبي ريال مدريد مهامهم الجديدة، تحت قيادته.
365Scores يحلل لماذا يجب ألا يفقد ريال مدريد الثقة في تشابي ألونسو؟
ألونوسو بين إرث الماضي وحداثة الحاضر
من المعروف عن تشابي ألونسو أنه مدرب صارم، ويطالب دائمًا بالانضباط داخل وخارج الملعب.
وظهر ذلك على أداء باير ليفركوزن تحت قيادته، فضلًا عن اللقطات التي ظهرت له في التدريب، وتصحيحه الأخطاء أكثر من مرة للاعبين.
ولكن ما علاقة هذا بريال مدريد؟
أسلوب ألونسو الصارم والمتطلب، يأتي على نقيض سلفه كارلو أنشيلوتي، والذي كان يفضل ترك مساحة وحرية الإبداع للاعبيه داخل الملعب، مع وضع بعض الضوابط في نواحٍ معينة.
ريال مدريد “أنشيلوتي” لم يكن فريقًا صاحب أسلوب واضح، بل اعتمد على قدرات أجنحته الفردية في الهجوم على مرمى الخصم، ولكن بدون شكل واضح لحالة الفريق الهجومية، وتنوع بين اللعب المباشر الطويل نحو فينيسيوس جونيور تارة، والكرات العرضية من ظهيري الجنب تارة أخرى، أو حتى التسديد من خارج المنطقة.
كما لم يكن ذلك الفريق الذي يسيطر على مجريات اللعب طوال الوقت، فأحيانًا يترك الكرة للخصم ويلعب على الضغط والارتداد السريع، وأخرى يتركها ويتراجع لمنطقته ويبدأ الضغط من مساحات متوسطة.
لماذا يجب الصبر على ألونسو مع ريال مدريد؟
منذ بداية الموسم الجاري، حاول ألونسو فرض أسلوب لعبه على الفريق شيئًا فشيئًا، وبدأ في الاعتماد على تنويع أساليب اللعب ولكن في إطار واحد للفريق وبشكل ومنهجية واحدة. وهي الاعتماد على الكثافة العددية للفريق في وسط الملعب وبسط سيطرة الفريقه عليه، وهو ما يتزامن مع الضغط على دفاع الخصم لخنق كافة محاولاته للخروج بالكرة.
تشابي ألونسو، منذ انطلاق الموسم قاد ريال مدريد في 15 مباراة في مختلف المسابقات. وحقق الفوز في 13 وخسر مباراتين فقط.
ألونسو خسر ضد ليفربول، وأتلتيكو مدريد فقط منذ انطلاق الموسم محليًا وأوروبيًا، وفي كلتا المباراتين تعرض ريال مدريد لضغط من مساحات متقدمة، وسبقهم ضغط باريس سان جيرمان مع إنريكي، في كأس العالم للأندية، والذي كبّل فريق ريال مدريد ووضعه على قضبان السكك الحديدية في طريق قطار مُسرِع، وسحقه بسهولة.
مواجهتا باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد على وجه الخصوص، ظهر خلالهما القصور الذي يعيب تكتيك ألونسو حتى الآن مع ريال مدريد، وهو افتقار الفريق لقدرة التعامل مع الضغط العالي، في المباريات الكبرى.
قصور تكتيك ريال مدريد الدفاعي، نتيجة لإرث حمله ألونسو منذ توليه المهمة، باعتماد الفريق على القدرات الفردية في كل نواحي اللعب، وكذلكالثقة الزائدة في جودة اللاعبين لتصحيح الأخطاء داخل المباراة، بدلًا من الاعتماد على منظومة دفاعية متكاملة تقلل مساحة الخطأ من الأساس، وهو ما جعل الفريق عرضة للارتباك عند فقدان الكرة، وخاصة أمام الخصوم الذين يجيدون التحول السريع، إذ يضطر لاعبو الوسط والأظهرة إلى التراجع بشكل متأخر مما يضعف الترابط الدفاعي.
ورغم محاولات ألونسو لإرساء شكل أكثر تنظيمًا في الضغط واسترجاع الكرة، إلا أن التطبيق لا يزال متقطعًا وغير مستقر، وهو ما يكشف أن الفريق ما زال في مرحلة انتقالية بين هوية “الريال البراجماتي” وهويته الجديدة المبنية على السيطرة والبناء من الخلف.
وفي الشق الهجومي، يحاول تشابي ألونسو فرض إيقاع وأسلوب واضح للفريق يعتمد على الجماعية والمحاولات بدلًا من الارتجال والاعتماد على لحظات فردية تحسم المواجهات، يسعى إلى أن يكون التقدم بالكرة تدريجيًا ومنسقًا، مع توزيع الأدوار بين لاعبي الوسط والأطراف لخلق زوايا تمرير متعددة تسمح بخلق فرص من خلال المنظومة لا من اللاعب الواحد. ومع ذلك، فإن التحول لم يصل بعد إلى أقصى درجات الانسجام، ومازال الفريق يفتقر للسرعة في إنهاء الهجمات، والقدرة على كسر خطوط الضغط العالية، الأمر الذي يجعل الأداء الهجومي يبدو منبضطًا نظريًا، ولكن يفتقد للمباشرة والحِدة التي اشتهر بها أسلوب لعب ريال مدريد.
ريال مدريد مع تشابي ألونسو، سيتحسن وسيتطور الأداء الهجومي وكذلك مستويات الضغط، والتحولات السريعة من الدفاع للهجوم. ولكنه يحتاج لمزيد من الوقت لاكتساب الثقة والوصول لمستوى التناغم والانسجام والتعود على أسلوب اللعب الجديد، والانتقال من البراجماتية إلى الحداثة.