لامين يامال يرفض الانتقاد ويلغي متابعة صحفي لهذا السبب!

في عالم كرة القدم، تعتبر الانتقادات جزءًا لا يتجزأ من رحلة الرياضيين، فهي التي تُسهم في صقل المواهب وتحفيزهم على التطور، يبرز اسم لامين يامال، النجم الصاعد في صفوف برشلونة، الذي واجه موجة من الانتقادات التي لم تُخلُ من طابع اللذاعة أحيانًا، مما دفعه لاتخاذ موقف حازم ضدها، ومع ذلك، فإن الطريقة التي يُوجه بها النقد قد تُحدث فرقًا كبيرًا، خاصةً بالنسبة للاعبين الشباب الذين ما زالوا في بدايات مسيرتهم الاحترافية.

النقد، في جوهره، يمكن أن يكون سلاحًا ذا حدين؛ فمن جهة، إنه يدفع اللاعب إلى مراجعة أدائه والسعي نحو تحسينه، ومن جهة أخرى، إذا تجاوز حدوده وتحول إلى هجمات شخصية لا هدف منها سوى الإضرار بالنفس، بالنسبة للاعبين الشباب مثل يامال، الذين يواجهون تحديات كبيرة في التكيف مع مستوى الاحتراف والتوقعات الجماهيرية، يصبح من الضروري أن يكون النقد بناءً ويهدف إلى رفع مستوى الأداء وليس الإيذاء.

قد يكون الانتقاد أحيانًا بمثابة البوصلة التي توجه الرياضيين نحو التطور، إلا أن تكراره بشكل متواصل وبتلك الطريقة الجارحة يُلقي بظلاله على معنوياتهم، وقد أثرت مثل هذه الممارسات على العديد من اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مع قسوة الإعلام والضغط النفسي الناتج عن الانتقادات المتكررة، وفي هذه الحالة، يظهر يامال موقفه الواضح برفضه لهذه الطريقة من الانتقاد، مما يُظهر وعيه بحقه في بيئة عمل تدعم الإبداع وتقدر الجهود الفردية.

تأثير الانتقادات على مستقبل لامين يامال والمجتمع الرياضي

في مباراة شديدة الإثارة جمعت بين برشلونة وأتلتيكو مدريد في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، قدم لامين يامال أداءً لافتًا رغم أن النتيجة انتهت بالتعادل 4-4، وعلى الرغم من عدم تسجيله هدفًا، إلا أن اللاعب الشاب أضاف بصمته الخاصة من خلال صناعة الهدف الرابع لزميله البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وقد أثبت يامال من خلال مشاركته في المباراة أنه يمتلك القدرة على التأثير في مجريات اللعب، وهو ما يعكس جودة موهبته رغم الانتقادات المتكررة.

بعد المباراة، وفي خطوة أثارت الجدل، كشف الإعلامي الإسباني جوسيب بيدريرول، مقدم برنامج “إل شيرينجيتو”، عن سبب إلغاء لامين يامال متابعة حسابه على إنستجرام، وذكر بيدريرول أن ذلك جاء نتيجة لانتقادات لاذعة توجه إليها من خلال البرنامج، حيث يُذكِّر الإعلاميون دومًا الجمهور بفترة انقطاع اللاعب عن التسجيل في الدوري الإسباني، وفي تصريحات لاحقة، أفاد الصحفي جون ألفاريز من نفس البرنامج بأن “لامين يشعر بغضب كبير من وسائل الإعلام الإسبانية التي تذكر الجميع باستمرار بفترة انقطاعه عن التسجيل”.

Lamine Yamal will make your head spin. 😵‍💫 pic.twitter.com/T3Ha7PwI2p

— FC Barcelona (@FCBarcelona) February 26, 2025

إن قرار يامال بإلغاء المتابعة يعكس رغبته في حماية نفسه من تدفق النقد السلبي الذي لا يُعطي مجالاً للنمو الشخصي والمهني، ففي عمر الـ17، يتعرض اللاعب لضغوط كبيرة نتيجة التوقعات الهائلة الملقاة على عاتقه، ويُعد هذا القرار بمثابة رد فعل منطقي في ظل الظروف التي قد تؤثر سلبًا على حالته النفسية وتركيزه داخل الملعب.

يمتلك لامين يامال موسمًا مميزًا مع برشلونة، حيث سجل 11 هدفًا وقدم 17 تمريرة حاسمة في 34 مباراة بمختلف المسابقات، فيما سجل في الدوري الإسباني 5 أهداف، وكان آخرها في الكلاسيكو أمام ريال مدريد بالجولة العاشرة (في سياق خوض الفريق 25 جولة حتى الآن)، هذه الأرقام تثبت أن اللاعب، على الرغم من الانتقادات، يُعتبر من اللاعبين الواعدين الذين يمكنهم أن يشكلوا مستقبل كرة القدم.

إن تأثير الانتقادات لا يقتصر على اللاعب فقط، بل يمتد إلى المجتمع الرياضي بأكمله، حيث إن الطريقة التي يُتَناقل بها النقد بين وسائل الإعلام والجماهير تساهم في تشكيل صورة عامة قد تكون لها آثار بعيدة المدى على الثقة بالنفس ومستقبل اللاعبين، لذلك، من المهم أن يكون هناك توازن بين النقد البناء والدعم المعنوي، وأن يعمل الإعلاميون على تقديم تقييمات موضوعية تساهم في تطوير المواهب دون الإضرار بها.

على صعيد آخر، يجب أن نتذكر أن كل لاعب يمر بفترات من التحديات والانتقادات، وأن التقدم في المسيرة الاحترافية يتطلب مواجهة هذه الصعوبات وتحويلها إلى دافع للنمو، وفي حالة لامين يامال، يُظهر رفضه للانتقاد الجارح والتصرف بحزم من خلال إلغاء متابعة الحساب الذي ينشر مثل هذه الانتقادات، أنه يضع حدًا للضغوط التي قد تحول دون استمراره في التألق.

Best in the world 🪄 pic.twitter.com/GcR2LO6Y1b

— Lamine Yamal 🇪🇸 (@Lamineeyamal__) February 26, 2025

إن دعم اللاعبين الشباب لا يقتصر على تقديم المدح والتهليل فحسب، بل يشمل أيضًا تقديم النقد بشكل محترم وبناء يساهم في تطوير الأداء دون المساس بالكرامة الشخصيةن يجب على وسائل الإعلام وجميع الأطراف المعنية باللعبة أن تعمل على خلق بيئة إيجابية تدعم الشباب وتحثهم على الاستمرار في الابتكار والتألق.

يُعد لامين يامال مثالًا حيًا على التحديات التي يواجهها اللاعبون الشباب في عالم يشهد تنافسًا شديدًا وضغوطًا إعلامية لا ترحم، إن رفضه للانتقاد اللاذع وإزالته لمتابعة الحساب الذي ينشر تلك التعليقات يمثل دعوة لكل من في الوسط الرياضي إلى تبني أسلوب نقدي بناء يساهم في رفع مستوى الأداء وتحقيق النجاحات.