في عالم كرة القدم الذي تغيّر كثيرًا خلال عقدين فقط، لم تعد المقارنة بين الأجيال مجرد حديث عابر في المقاهي الرياضية، بل أصبحت مرآة تعكس التحولات الاقتصادية والفكرية في اللعبة.
وأحدث ما كشفته الأرقام أن لامين يامال، جوهرة برشلونة الصاعدة، يتقاضى 200 ضعف ما كان يحصل عليه أسطورة الفريق السابق، الأرجنتيني ليونيل ميسي عندما كان في نفس عمره.
رقم مذهل، يختصر كيف تغيّر العالم من حقبة ميسي وكريستيانو رونالدو إلى عصر العقود الذهبية للمراهقين.

ما بين حقبة لامين يامال وميسي.. المال الجديد في لاماسيا
في سن الثامنة عشرة فقط، أصبح لامين يامال واحدًا من أعلى اللاعبين أجرًا في الدوري الإسباني، براتب أسبوعي ضخم يصل إلى 300 ألف يورو، عقده الجديد مع برشلونة لم يكن مجرد مكافأة على موهبته، بل استثمارًا طويل الأمد في مستقبل النادي، الذي يرى فيه امتدادًا طبيعيًا لإرث ميسي.
على النقيض، عندما بلغ ميسي نفس العمر في عام 2005، كان يتقاضى 1,500 يورو أسبوعيًا فقط، فيما كان كريستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد يتقاضى حوالي 1,200 يورو أسبوعيًا، وبحسبة بسيطة، يتضح أن يامال يكسب في أسبوع واحد ما كان يكسبه ميسي في قرابة أربع سنوات كاملة من عقده الأول مع برشلونة!
⚽️🔥🔥 هدف ولا أروع عن طريق لامين يامال يعيد التقدم لبرشلونة في المباراة#رمضان_مع_beIN | #دوري_أبطال_أوروبا | #برشلونة_بنفيكا#RamdanWithbeIN |#UCL pic.twitter.com/aOE1JElv4y
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) March 11, 2025
جيل ميسي ورونالدو شقّ طريقه في عالم كانت فيه كرة القدم ما تزال تعتمد على الأداء قبل التسويق، على الشغف قبل العلامات التجارية، أما جيل يامال، فهو يعيش في زمنٍ أصبحت فيه الموهبة سلعة ثمينة، والمراهق الذي يلمس الكرة بمهارةٍ استثنائية يمكن أن يجني ملايين اليوروهات بمجرد توقيع القلم على الورق.
الزمن تغيّر.. لكن السحر باقٍ
اليوم، تضع شركات الرعاية وحقوق البث والقمصان المطبوعة باسم “Yamal 10” أرقامًا خيالية في حسابات النادي واللاعب على حدٍ سواء، لتتحول الموهبة إلى صناعة متكاملة.
الفرق بين ميسي ويامال ليس فقط في الأرقام، بل في السياق الزمني، فحين كان ميسي يصنع مجده في كامب نو وسط نجوم كُثر، كان العالم ما يزال يتعرّف إلى الإنترنت والهواتف الذكية، أما يامال، فهو نجم وُلد في عصرٍ رقميٍّ يصنع الأساطير على الشاشات قبل الملاعب.
Delicious 🤤#UCL pic.twitter.com/OkPn4ycisJ
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) December 25, 2023
لكن رغم كل هذا، تبقى المقارنة بينهما شاعرية ومثيرة في آن واحد — ميسي صعد من الصفر ليُغيّر وجه اللعبة، ويامال يسير على خطاه مدعومًا بعصرٍ يمنحه كل ما يحتاجه للانطلاق نحو المجد.
قد يكون دخله أكبر من ميسي بـ200 مرة، لكن التحدي الحقيقي هو أن يكتب سطرًا جديدًا في التاريخ يستحق هذا الرقم — لأن الملايين قد تشتري القمصان، لكنها لا تشتري المجد.
لامين يامال
نيكو ويليامز
إندريك
فيتور روكي