أخبار الكرة الإسبانيةالدوري الإسبانيأخباربرشلونة

لامين يامال بين الإعلام والوكلاء.. من الضحية إلى الشريك في اللعبة

في كل جيل يظهر لاعب صغير يسرق الأضواء، لكن قلّما نجد مراهقًا مثل لامين يامال، الذي تحوّل في سنواته الأولى مع برشلونة من موهبة واعدة إلى ظاهرة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.

لم يعد الحديث عن يامال مقتصرًا على لمساته ومراوغاته، بل أصبح مادة يومية في عناوين الصحف، ووجبة دسمة لوسائل الإعلام، وواجهة لعشرات الحملات الإعلانية.

هنا يبرز السؤال، هل يامال فعلًا ضحية لهذه الدوامة، أم أنه اختار أن يكون شريكًا فيها منذ البداية؟

من السهل أن نتخيل اللاعب المراهق فريسة للضغوط، لكن الحقيقة أن لامين أذكى مما يُعتقد، فمنذ خطواته الأولى في عالم الاحتراف، اختار أن يرتبط بالوكيل البرتغالي خورخي مينديز، الرجل الذي غيّر قواعد اللعبة وصنع إمبراطورية تمتد من الملاعب إلى مكاتب الشركات.

لامين يامال - برشلونة - المصدر (Getty images)
لامين يامال – برشلونة – المصدر (Getty images)

لم يأتِ هذا القرار صدفة، بل كان بمثابة إعلان مبكر أن يامال لا يريد أن يكون مجرد لاعب يُراقَب، بل علامة تجارية تُدار وتُسوَّق.

كيف يحوّل خورخي مينديز لامين يامال إلى قصة تُباع وتشترى؟

مينديز يدرك أن كرة القدم اليوم لا تُباع فقط بالأهداف والبطولات، بل بما يحيط بالنجم من قصص جانبية، خاصةً عندما تكون عن حياته الشخصية خارج المستطيل الأخضر.

لكن الجدير بالذكر أن ما يحدث مع يامال ليس جديدًا، فقد رأينا كيف استُخدمت صورة الأسطورنة البرتغالي كريستيانو رونالدو قبل عقدين كسلعة إعلامية، ليس فقط داخل الملعب، بل في كل تفاصيل حياته.

كان الجمهور يبحث عن من ارتبط به، ماذا يرتدي، وما الذي يفعله بعيدًا عن البساط الأخضر، نفس السيناريو يتكرر الآن، لكن بأدوات أكثر تطورًا، وبتنسيق أوثق بين الإعلام والوكلاء وشركات التسويق.

لامين يامال اليوم يعرف أنه ليس مجرد صبي يلعب بالكرة في شوارع بلدته الصغيرة كما كان من قبل، بل بطل رواية يتابعها الملايين.

الصحافة قد تتعمد تضخيم القصص، والوكلاء بدورهم يضيفون “بهارات” تجعل النجم حاضرًا على مدار الساعة، لكن اللاعب نفسه يختار أن يكون طرفًا في هذه المعادلة.

بشكل منطقي، لا يمكن النظر إليه على أنه ضحية فقط، لأنه يستفيد من هذه الدوامة مثلما تستفيد منه.

الجماهير من جانبها تُسهم في تكريس هذا المشهد؛ صباحًا تلتهم الأخبار عن علاقاته وأسراره، مساءً تشكو من إدمانها على الإنترنت، ثم تعود في الليل للسخرية من كل شيء في دائرة لا تنتهي أو تكِف عن الدوران، بل تزداد سرعتها من حينٍ لآخر.

إنها لعبة يعرفها الجميع، حيث يتحوّل اللاعب إلى مادة تسويقية متكاملة، والإعلام إلى منصة عرض، والجماهير إلى مستهلك لا يشبع.

بين البراءة والعقلانية، وبين المراهقة والنضج، يقف لامين يامال الآن على مفترق طرق، لكن المؤكد أن موهبته لم تعد وحدها هي التي تحدد مساره، بل الصورة التي يُسمح برسمها عنه، والتي يختار هو أن يشارك في تلوينها.

إحصائيات مواهب الدوري الإسباني


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.