الدوري الإسبانيبرشلونةأخباربرشلونة
الأكثر تداولًا

لامين يامال اختار منتخب إسبانيا لأنه كان سيُقتل في المغرب!

في كرة القدم الحديثة، لم يعد الولاء للمنتخب الوطني يرتبط فقط بالانتماء الجغرافي أو الأصل العائلي، بل أصبح مزيجًا معقدًا من الطموحات الشخصية، الاعتبارات الرياضية، والضغوط الخارجية، لاعبون كُثر وُلدوا في بلد يحملون جنسيته، بينما تعود أصولهم لبلد آخر، مما يمنحهم حرية اختيار المنتخب الذي يمثلونه.

هذه الحالة أصبحت أكثر شيوعًا مع تزايد عدد اللاعبين المهاجرين وأبناء المهاجرين في المنتخبات الأوروبية، ولعل المثال الأبرز في السنوات الأخيرة هو لامين يامال، موهبة برشلونة الفذة، الذي فضّل ارتداء قميص اللا روخا بدلًا من تمثيل المغرب، البلد الذي ينتمي إليه والده.

لطالما شكلت مسألة ازدواجية الجنسية تحديًا لكثير من اللاعبين، البعض يحسم قراره مبكرًا بناءً على الانتماء العاطفي، بينما البعض الآخر ينتظر الفرصة الأفضل لمستقبله المهني، العوامل المؤثرة في هذا القرار تختلف من لاعب لآخر، لكنها عادة ما تشمل:

  • القيمة الرياضية للمنتخب: بعض المنتخبات تمتلك سجلًا حافلًا في البطولات العالمية، مما يجعلها أكثر جذبًا للاعبين الباحثين عن المجد.
  • الاستقرار الرياضي: وجود منظومة كروية قوية وبرنامج تطوير واضح يساعد في إقناع اللاعبين بتمثيل منتخب معين.
  • الضغوط العائلية والسياسية: بعض اللاعبين يواجهون ضغوطًا من عائلاتهم أو حتى من حكومات بلادهم لاتخاذ قرار معين.
  • المشاركة الدولية المضمونة: اللاعبون الذين يجدون صعوبة في الحصول على فرصة في منتخب كبير قد يلجأون لاختيار منتخبات أخرى تضمن لهم اللعب بشكل منتظم.
لامين يامال لاعب منتخب إسبانيا - (المصدر:Gettyimages)
لامين يامال لاعب منتخب إسبانيا – (المصدر:Gettyimages)

لامين يامال: بين الجذور والطموح.. لماذا فضّل إسبانيا على المغرب؟

لامين يامال، موهبة برشلونة الشابة، هو نتاج لهذا الصراع بين الانتماء والفرصة، وُلد في إسبانيا لأب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، ما منحه الفرصة لاختيار أي من المنتخبات الثلاثة، ورغم المحاولات المكثفة من الاتحاد المغربي لإقناعه بتمثيل أسود الأطلس، إلا أن يامال اختار دون تردد الدفاع عن ألوان المنتخب الإسباني.

قرار اللاعب لم يكن مفاجئًا، إذ نشأ وترعرع في أكاديمية لا ماسيا، وتمت دعوته لتمثيل منتخبات إسبانيا للفئات العمرية منذ الصغر، ما جعله جزءًا لا يتجزأ من مشروع لا روخا المستقبلي، كما أن اللعب مع منتخب إسبانيا يفتح أمامه أبواب المنافسة على البطولات الأوروبية والعالمية الكبرى، وهو ما يعزز فرصه في تحقيق إنجازات كبيرة على المستوى الدولي.

منتخب إسبانيا يُعد من أقوى المنتخبات في العالم، فقد توّج بكأس العالم 2010 وثلاثة ألقاب في كأس الأمم الأوروبية، وهو ما يمنح يامال فرصة اللعب على أعلى المستويات وتحقيق إنجازات كبرى، اختيار إسبانيا يعني عدم الاضطرار للغياب عن برشلونة خلال فترات كأس الأمم الإفريقية، ما يضمن له مكانًا ثابتًا في التشكيلة الأساسية للنادي.

منذ صغره، كان يامال جزءًا من منظومة الكرة الإسبانية، حيث تم استدعاؤه للفئات السنية المختلفة، ما جعله أكثر ارتباطًا بإسبانيا من المغرب أو غينيا الاستوائية، بالرغم من محاولات المغرب لضمه، إلا أن عائلته لم تمارس عليه ضغطًا قويًا لاختيار المغرب. بل على العكس، يبدو أن والديه منحاه الحرية لاتخاذ القرار الأفضل لمسيرته.

كشفت تصريحات ألبرت لوكي، مدير الكرة السابق لمنتخب إسبانيا، بعض التفاصيل المثيرة حول كيفية إقناع يامال باختيار “لا روخا”. حيث قال: “لم تكن القضية سهلة. مدرب المغرب قام بزيارة خاصة للامين، بل حاولت الحكومة المغربية إقناعه باللعب لهم”.

وأضاف: “عندما تحدثت مع لامين يامال أخبرني: (أريد أن أكون بطلًا لأوروبا، أتعرض لضغوط من جميع الجهات لكنني أريد اللعب لإسبانيا). كان هذا قبل أن يظهر لأول مرة”.

لكن اللافت في تصريحاته كان حديثه عن موقف والد يامال، حيث أوضح: “كان والده هو الأصعب في الإقناع، أخبرني بأنهم سيقتلونه في المغرب إذا لم يلعب للمنتخب، قال لي بعض الأشياء التي كان من الأفضل ألا أقولها”.

أما والدته، فقد كانت صاحبة التأثير الأكبر عليه، حيث قال لوكي: “والدة لامين هي الشخص الذي يعتمد عليه أكثر، سألتني إذا كنت أريد أن يذهب لإسبانيا وأخبرتها كذبًا بأن السبب هو أنه مستعد جيدًا وليس بسبب المغرب”.

كيف استقبل المغرب قرار لامين يامال؟

خيبة الأمل كانت واضحة في الشارع الرياضي المغربي بعد إعلان لامين يامال تمثيل إسبانيا، العديد من الجماهير اعتبرت أن الاتحاد المغربي لم يكن كافيًا في محاولاته لإقناع اللاعب، بينما رأى آخرون أن قراره كان متوقعًا نظرًا لنشأته في إسبانيا.

في المقابل، لم يُظهر الاتحاد المغربي أي رد فعل رسمي قوي بعد القرار، واكتفى بالتأكيد على أنه يحترم خيارات اللاعبين، لكنه مستمر في البحث عن المواهب المزدوجة الجنسيات لإقناعهم بتمثيل أسود الأطلس.

قرار لامين يامال بتمثيل إسبانيا يبدو منطقيًا في سياق مسيرته وطموحاته، اللعب لمنتخب أوروبي كبير مثل إسبانيا يتيح له فرصًا أكبر للتألق والمنافسة على الألقاب العالمية، كما يضمن له استقرارًا في برشلونة.

لكن يبقى التساؤل مطروحًا: هل سيشعر يومًا بالندم على عدم تمثيل المغرب؟ أم أن نجاحه مع الماتادور سيؤكد أنه اتخذ القرار الصحيح؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة عن هذا السؤال.

إحصائيات مواهب الدوري الإسباني


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.