برشلونةبيدريأخباربرشلونة
الأكثر تداولًا

كيف يهرب فليك من خطة كرويف ضد بيدري؟

عاش فريق برشلونة بقيادة مدربه الألماني هانز فليك، أيام صعبة قبل فترة التوقف الدولي الحالية لشهر أكتوبر، وذلك بعد تعرض لخساراتين ثقيلتين على يد كل من باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، وإشبيلية في الدوري الإسباني.

الخساراتان كانتا بمثابة الصدمة لجماهير برشلونة بعد المستويات المميزة التي قدمها فريقهم الموسم الماضي 2024/2025 تحت قيادة فليك، والبداية الجيدة أيضا هذا الموسم، ولكن تراجع الفريق بهذا الشكل المقلق قبل الذهاب لفترة التوقف الدولي أثار حالة من القلق لدى الجميع.

وبعد الحصول على فترة لُيعيد فيها فليك ترتيب أوراقه مرة أخرى خلال التوقف الدولي الحالي، تفصلنا الآن ساعات قليلة عن مواجهة مرتقبة بين برشلونة ضد جيرونا يوم السبت 18 أكتوبر، في منافسات مسابقة الدوري الإسباني، وسط ترقب كبير من جماهير البارسا لما سيقدمه فريقه والشكل الذي يعود به مرة أخرى.

كيف استفاد إنريكي من خطة كرويف ضد برشلونة؟

ولكن ما علاقة كل ذلك بالهولندي يوهان كرويف أسطورة التدريب التاريخية لفريق برشلونة، وما علاقة لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، بالأمر أيضا وكيف يستفيد فليك من الثنائي؟

ما أعاد إلى ذاكرتنا كرويف مرة أخرى كان المباراة التي جمعت بين فريقي برشلونة ضد باريس سان جيرمان يوم الأربعاء الماضي 1 أكتوبر، في بطولة دوري أبطال أوروبا 2025/2026، وانتهت بفوز العملاق الفرنسي بهدفين لهدف.

نونو مينديز - لامين يامال - باريس سان جيرمان ضد برشلونة (المصدر:Gettyimages)
نونو مينديز – لامين يامال – باريس سان جيرمان ضد برشلونة (المصدر:Gettyimages)

في هذه المباراة اتبع إنريكي ما يسمى “المنطق الكرويفي”، حيث قام بتكليف الفرنسي زائير إيمري بإيقاف واحد من أخطر وأهم لاعبي برشلونة وهو بيدري نجم وسط الفريق، ونجح نجم باريس في الأمر بالفعل وذلك بعد أن راقب الموهوب الشاب كظله، وأوقف خطورته بشكل كبير وفقد الكثير من الكرات وهو أمر غير مألوف بالنسبة له، ونجح المدرب الإسباني في إيقاف خطورة البارسا بنسبة كبيرة.

وطبق إنريكي هذه الخطة لأنه أكثر شخص يعلم قيمة وخطورة بيدري بالنسبة إلى برشلونة، فهو الذي قام بتصعيده إلى منتخب إسبانيا الأول في 25 مارس 2021، وكان يبلغ من العمر 18 عامًا و120 يومًا، وأصبح من أصغر اللاعبين الذين ارتدوا قميص إسبانيا، لذلك نجح في إيقاف خطورته وخطورة فريقه بالكامل.

وما قام به إنريكي كانت واحدة من أشهر الخطط التي يقوم بها كرويف مع برشلونة، حيث كان يعتمد على إيقاف أفضل لاعب في صفوف خصمه خاصة لاعب الوسط أو صانع الألعاب بالتحديد، وبالتالي ينجح في جعل المباراة متوازنة ويحصل منها على ما يريد.

وأشهر مباراة قام فيها كرويف بهذه الطريقة كانت تلك التي جمعت بين برشلونة ضد سامبدوريا الإيطالي، في منافسات بطولة كأس أوروبا 1992، الذي أقيم على ملعب ويمبلي في لندن.

وكان الفريق الإيطالي يملك في صفوفه صانع ألعاب مميز للغاية من أشهر اللاعبين في مركزه آنذاك وهو “روبيرتو مانشيني” الذي درب فيما بعد فرق إنتر ميلان ومانشستر سيتي ومنتخبي إيطاليا والسعودية وغيرهم.

روبرتو مانشيني
روبرتو مانشيني – (المصدر: getttyimages)

وكان مانشيني أحد أهم عناصر سامبدوريا وأخطرها إن لم يكن الأهم، لذلك قرر كرويف أن يسند إلى ألبرت فيرير الظهير الأيمن للبارسا مهمة مراقبة مانشيني طوال اللقاء ليكون كظله، ونجح الأمر بالفعل ولم يتمكن سامبدوريا خلق أي فرصة خطيرة، وكانت السيطرة الكاملة على الكرة لصالح برشلونة.

وفي النهاية تمكن برشلونة من الفوز بالمباراة بنتيجة 1-0 بهدف سجله الهولندي رونالد كومان الذي درب الفريق فيما بعد، وحصد البارسا أول لقب من بطولة كأس أوروبا في تاريخه على الإطلاق، وبدأت حقبة كرويف التاريخية.

وخرج يوهان كرويف عقب المباراة بتصريح شهير تحدث فيه عن طريقته ضد سامبدوريا حيث قال: “كنت أعرف أن مانشيني هو من يعطي الحياة لسامبدوريا، إذا أوقفناه سنجعلهم يلعبون بعشرة لاعبين ضد أحد عشر”.

فليك والبحث عن خطة الهروب

بعد مرور عدة سنوات، تم تطبيق الخطة نفسها من أحد كبار المعجبين بطريقة كرويف وهو إنريكي وهذه المرة ضد برشلونة، ليضع فليك في اختبار صعب وهو الهروب من هذه الخطة التي قد يطبقها أي خصم آخر ضد بيدري بعدما أثبتت نجاحها ضد باريس سان جيرمان، والصعوبة الأكبر في التحديات التي تنتظر البارسا خلال الفترة المقبلة فهو على بٌعد أيام قليلة من مباراة الكلاسيكو الأولى هذا الموسم، والآن لن يواجه المدرب الألماني خصومه فقط، بل سيواجه شبح المدرب الهولندي أيضا، فهل يتعلم الدرس أم يعيده التاريخ من جديد؟

حسام مجدي

صحفي رياضي مصري مواليد 1999، بدأ العمل في المجال الصحفي عام 2017، مهتم بتغطية الأحداث العالمية والعربية، ومهتم بالقصص التاريخية عن كرة القدم، بجانب إجراء حوارات صحفية مع العديد من نجوم وأساطير اللعبة، بجانب تغطية الأخبار المحلية في مصر، والعمل في إعداد البرامج الرياضية.