أخبار الكرة الإسبانيةباريس سان جيرمانبرشلونةأخبار
الأكثر تداولًا

كيف توقف لامين يامال عن نثر سحره في مباريات برشلونة الكبرى؟

حلقة جديدة من مسلسل سقوط لامين يامال المستمر مع برشلونة هذا الموسم، فمع الانهيار الكامل للفريق في ستامفورد بريدج، لم يظهر الساحر الشاب كما اعتاد في المواعيد الكبرى.

خرج لامين يامال من الباب الصغير في ملعب ستامفورد بريدج أمس في هزيمة فريقه 3-0 في دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي، ولم يقدم أي مساهمة هجومية.

ذلك السقوط المتكرر في المباريات الكبرى أصبح يثير القلق لدى جماهير برشلونة بشأن لاعبهم الأفضل في الموسم الماضي، حيث اختفى ضد ريال مدريد، ولم يكن بنفس التأثير ضد باريس سان جيرمان.

هل تأثر لامين يامال بخسارة الكرة الذهبية؟

في سبتمبر الماضي، خسر لامين يامال الكرة الذهبية وحل في المركز الثاني خلف عثمان ديمبلي، وسط آمال تحطمت لدى الإسباني بتحقيق الجائزة المرموقة.

وبالعودة إلى أكتوبر 2024، فكانت خسارة فينيسيوس جونيور للكرة الذهبية، رغم موسم قوي، ذات تأثير كبير نفسيًا وفنيًا على مستواه لاحقًا، وعجز بعد ذلك عن استعادة النسخة المثالية التي كان عليها قبل ذلك.

ورغم أن يامال حصل على المركز الثاني في ترتيب 2025 وجائزة “كوبا” لأفضل لاعب شاب، إلا أنه يبدو أن خسارة الكرة الذهبية تؤثر عليه.

لكن هناك اختلافًا جوهريًا بين الحالتين: فينيسيوس كان في ذروة النضج ومستوى الأداء حين خسر الجائزة، ما جعل التوقعات على عاتقه كبيرة، وفور خسارته بدأ يُنتقد على تراجع مستواه.

بينما يامال لا يزال شابًا، مع ضغوط مبكرة، وإصابات، وتذبذب في الأداء، ما يعني أن خسارة الكرة الذهبية قد تمثل له درسًا، ولكن يجب أن يعتني بنفسه للعودة من جديد إلى حفل البالون دور العام القادم.

ضغط غير مبرر

في الموسم الماضي، توهج لامين يامال تحت قيادة هانز فليك، على مستوى المساهمات والحسم في المباريات الكبرى، وكان ضوءًا يلمع في كل ملعب بقميص البلوجرانا.

قاد برشلونة للفوز بالثلاثية المحلية، والوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وأبدع في مباراتي إنتر، لكن ذلك الإبداع لم يكن كافيًا للوصول إلى النهائي.

في مواجهة ريال مدريد بالكلاسيكو في الموسم الماضي، تعرض لامين يامال لهتافات عنصرية، لكنه كان لا يبالي، ولم يهتم، وأكمل طريقه وترك كل شيء خلفه.

وكانت نتيجة ذلك تقديم أفضل مواسمه، وتواجده في المركز الثاني بترتيب الكرة الذهبية، ولكن ما حدث هذا الموسم عكس ذلك تمامًا.

اللاعب الإسباني ذو الأصول المغربية بدأ يستفز جماهير ريال مدريد، وقبل الكلاسيكو نشر صورًا استفزازية، مما أشعل المباراة بين الفريقين، قبل أن يخسرها لامين.

فينيسيوس جونيور - لامين يامال - ريال مدريد - برشلونة - المصدر (Getty images)
فينيسيوس جونيور – لامين يامال – ريال مدريد – برشلونة – المصدر (Getty images)

بعد اللقاء، خرج يامال مكتوف الأيدي، سيطر عليه كاريراس، وسيطرت عليه الضغوطات، وتربص به نجوم ريال مدريد الذين اشتعلوا بوقود تصريحات الإسباني الشاب.

تلك الضغوطات وضعها لامين يامال دون أي مبرر على عاتقه، مما جعل جزءًا كبيرًا من الإعلام الكتالوني وجمهور برشلونة ينتقده على ذلك، خاصة وأنها ليست المرة الأولى؛ فقد صرّح تصريحات استفزازية قبل نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد فرنسا، قبل أن يخسر النهائي أمام البرتغال في الصيف الماضي.

حياة لامين يامال بعد العقد الجديد

لا شك أن أحد أهم الأسباب يتعلق بحياة لامين يامال خارج الملعب، ما بين الشائعات حول صديقاته، والارتباط الفعلي حسب ما أعلن بـ نيكي نيكول، ثم إنهاء العلاقة.

بالإضافة إلى ذلك، السهر وطريقة اللبس، مع بعض الصور التي يقوم بنشرها على حسابه عبر “إنستجرام”، وهو ما يبدو طبيعيًا لحياة لاعب أوروبي شاب في سن لامين يامال، لكنه غير مقبول للبعض بالنظر لبيئة اللاعب ومكانته كذلك في البلوجرانا.

لامين يامال - نيكي نيكولا (المصدر: gettyimages)
لامين يامال – نيكي نيكولا (المصدر: gettyimages)

في يوليو الماضي، وبمجرد أن أتم اللاعب عامه الـ18، قرر برشلونة إقامة حفل أعلن من خلاله تجديد العقد حتى 2031، مع إعطاء لامين الرقم 10 التاريخي في كامب نو.

برشلونة لم يعلن عن الراتب، ولكن التقارير الصحفية الإسبانية أكدت أن لامين سيحصل على 9 ملايين يورو سنويًا، على أن يزيد سنويًا بشكل تدريجي حتى يصل إلى 18 مليون يورو في الموسم الأخير.

في العقد السابق، كان لامين يتقاضى مليونًا ونصف المليون يورو سنويًا، وهو ما يجعل شابًا مراهقًا — لم تكن طفولته سهلة — يبدأ بالنظر للأمور بشكل آخر.

أثرت تلك الحياة على لامين، دافع عنه البعض وانتقده البعض، ولكن ما هو مؤكد على أرض الواقع أن الجناح الإسباني تأثر بذلك خلال المباريات الماضية.

تجديد عقد لامين يامال مع برشلونة
تجديد عقد لامين يامال مع برشلونة

ولِمَ لا؟ قد يكون ذلك سببًا بشكل غير مباشر في الإصابات المتكررة التي عانى منها اللاعب وأبعدته عن برشلونة، بل وتسببت في خلاف بين البلوجرانا ومنتخب إسبانيا.

إصابات لامين يامال

في الموسم الماضي، غاب لامين يامال عن 5 مباريات فقط مع برشلونة على مدار الموسم بمختلف المسابقات، وهو نفس عدد المباريات التي غاب عنها خلال 18 مباراة فقط خاضها البلوجرانا في مختلف المسابقات هذا الموسم.

لامين يامال - المصدر: gettyimages
لامين يامال – المصدر: gettyimages

إصابة العانة كانت سببًا في غياب لامين يامال، وهي نفسها التي عانى منها عدد من اللاعبين، أبرزهم نيكو ويليامز زميله في المنتخب الإسباني.

قد يكون ضغط المباريات سببًا، وربما السهر والحياة الخاصة للاعب الإسباني، ولِمَ لا تكون الضغوطات نفسها التي وضع نفسه فيها منذ بداية الموسم.

لامين لم يعد يركض بنفس الطريقة التي كان عليها، ويظهر كأنه يخشى تجدد الإصابة، ولم يعد يفوز بالالتحامات، وهو ما ظهر في مواجهة كاريراس لاعب ريال مدريد، ونونو مينديز في باريس سان جيرمان، وأخيرًا كوكوريلا زميله في المنتخب الإسباني مع تشيلسي.

مساهمات لامين يامال هذا الموسم: في 13 مباراة سجل 6 أهداف وصنع 8، وهي أرقام جيدة بالتأكيد، لكن في المباريات الكبرى كان الإسباني مثل الشبح.

نونو مينديز - لامين يامال - باريس سان جيرمان ضد برشلونة (المصدر:Gettyimages)
نونو مينديز – لامين يامال – باريس سان جيرمان ضد برشلونة (المصدر:Gettyimages)

في دوري أبطال أوروبا، فشل في الصناعة أو التسجيل ضد باريس سان جيرمان ثم تشيلسي، وخسر برشلونة المباراتين.

وفي الدوري الإسباني، قدم أسوأ مبارياته ضد ريال مدريد، ولم ينقذ البلوجرانا من الهزيمة على ملعب سانتياجو بيرنابيو، وهو ما يجعل الأرقام ليست كافية هذا الموسم.

طريق العودة يبدأ من مدريد

بعد العودة إلى إسبانيا، سيبدأ برشلونة الاستعداد لمواجهة ديبورتيفو ألافيس في الدوري الإسباني يوم الأحد المقبل، قبل أسبوع من ملاقاة أتلتيكو مدريد.

قد تكون هذه المباراة مفتاح العودة للنجم الإسباني، الذي كان شبحًا في المباريات الكبرى للبلوجرانا هذا الموسم، فلا يوجد أي توقف دولي خلال الفترة المقبلة.

لامين يامال - برشلونة ضد أتلتيكو مدريد
لامين يامال – برشلونة ضد أتلتيكو مدريد (المصدر:Gettyimages)

إجازة أعياد الميلاد ستكون من يوم 22 ديسمبر وحتى 2 يناير، قبل مواجهة إسبانيول في الديربي، ثم أتلتيك بلباو في نصف نهائي السوبر الإسباني.

لا مجال للسقوط مجددًا؛ أمام لامين يامال فرصة للعودة، وعودة الاسم الذي أبهر الجميع في أرض الملعب، وليس خارجه من خلال عناوين الصحف والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة