كيف أنقذ رونالدو شقيقه من ادمان الكحول والمخدرات ؟

عند النظر إلى عائلة كريستيانو رونالدو، عادة ما تتذكر القصة التي روتها والدته، حين أتخذت قرارًا بإجهاضه للتخلص منه لعدم قدرتها على تحمل أعباء طفل جديد في أسرتها الصغيرة!.
الأم ماريا سانتوس أفيرو، والدة الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات كريستيانو رونالدو، أشارت في حديث لها في السابق، عن قرارها القاسي بإجهاض “رونالدو” حين علمت بحملها فيه.
لكن تدابير الرب حالت بينها وبين قرارها، فلم يُجهض رغم ما حرصت عليه من مجهود ضخم لأجل تحقيق ذلك، حينها قالت “ماريا” أن ما حدث كان بمثابة المعجزة التي نبهتها بضرورة التمسك بجنينها لأنه سيكون بارقة أمل بالنسبة لها.
بالنظر إلى قرار إجهاض “ماريا” الأم لجنينها الذي لم يتجاوز الشهر بعد، ربما أول ما سيأتي إلى رأسك هو أين كان “رب الأسرة” من كل هذا، لكن عند مراجعة السيرة الذاتية لرونالدو نفسه، ستعلم أن الأب “خوسيه دينيس” كان يُضيع وقته بالكامل على تناول المشروبات الكحولية والمخدرات، حتى أنه كان سببًا في ترك الكثير من الندوب في نفس رونالدو في طفولته وشبابه -وفقًا لتصريحات والدته ماريا-.
وفيما بعد اعتزم “خوسيه دينيس” على ترك أسرته خلفه في البرتغال ليذهب إلى أنجولا رفقة الجيش البرتغالي من أجل الحرب التي استمرت لسنوات.
في ذلك الوقت كان “هوجو” الشقيق الأكبر لكريستيانو رونالدو قد أتم عامه الـ 17، في ذلك الوقت لم يكن لديه المال الكافي من أجل تحمل تكاليف أفراد الأسرة بأكملها، لذا قرر ترك مدرسته والتفرغ للعمل في أحد المصانع القريبة من المنزل.
ضمن السيرة الذاتية لرونالدو قيل أن “هوجو” كان في ذلك العمر لاعبًا ماهرًا لكرة القدم، حيث شارك رفقة جيرانه من الشباب في العديد من البطولات غير الرسمية.
لكن وبشكل مفاجئ، عزف “هوجو” عن كرة القدم أيضًا، وبسبب هموم الحياة حاول التنفيس عن نفسه بالمشروبات الكحولية والمخدرات، هناك فقط وجد ضالته! كان ذلك في منتصف التسعينات أي كان رونالدو حينها لم يبلغ العاشرة بعد.
تأثر “هوجو” كثيرًا بوالده وتصرفاته، كما كان المكان الذي يقطنوه في ماديرا والملئ بتجار المخدرات سببًا آخر في تأثر الشقيق الأكبر لأسرة رونالدو بتلك المسألة، حد سرقة محتويات المنزل وبيعه من أجل شراء المخدرات!
ظل الوضع كما هو عليه حتى أتم رونالدو العشرين منه عمره، جاءه في عام 2005 خبر مُحزن يفيد بوفاة والده الذي عانى طويلًا من الفشل الكلوي الناجم عن كثرة تناول الكحوليات والمخدرات.
كريستيانو رونالدو عقب وفاة والدة، كان له تصريح لن ينسى، أظهر من خلاله كيف يكون وقع الصدمة سببًا في تغير حال شخصِ ما، فقال: ” كنت أعرف جيدًا أن الألم يمر، وأن أهم شئ هو الاستمرار في العمل والاجتهاد “
اعتزم رونالدو من ذلك الحين على تغيير حياته بالكامل، بجانب تغيير حياة المحيطين به، وأولهم شقيقه هوجو!
ماذا فعل رونالدو لإنقاذ شقيقه من ادمان المخدرات ؟
بعدما فشلت كافة محاولات رونالدو لانتشال شقيقه “هوجو” من وحل المخدرات والكحوليات، جلسا سويًا في أوائل عام 2014، في تلك الجلسة قرر رونالدو عقد إتفاقية مع شقيقة الأكبر، بأن يحصل هو على كأس دوري أبطال أوروبا على أن يُقلع “هوجو” عن إدمان المخدرات والكحوليات تمامًا وبشكل نهائي دون رجعه!
حتى جاء صيف العام 2014 مُحملًا بالسرور على كافة أصعدة أسرة رونالدو، حين توّج بلقب دوري أبطال أوروبا رفقة ريال مدريد على حساب أتلتيكو مدريد بنتيجة 4\1، وقتها أرسل إلى شقيقة “هوجو” رسالة لرؤيته في الحال.
حين التقيا عقب التتويج بذي الأذنين، طالبه بضرورة الوفاء بوعده له، حيث طالبه بالفوز بالبطولة من أجل التوقف عن تعاطي المخدرات وتناول الكحوليات، ولطالما كان يطمح هوجو لكن دون جدوى.
هوجو ظهر في فيلم وثائقي عن حياة كريستيانو رونالدو، ليروي بنفسه تأثير شقيقه الأصغر على تخلصه من عاداته السيئة بالكامل، حتى أصبح ما هو عليه الآن.
جدير بالذكر، أن هوجو يتولى إدارة متحف كريستيانو رونالدو حاليًا، غير أنه بات لا يفارق ظله ويعمل كمرافقًا له في مختلف رحلاته سواءًا الخاصة بكرة القدم أو رحلاته الترفيهية.
