كوابيس وتهديدات بالطرد.. اختصاصية تغذية تروي تجربتها القاسية داخل ريال مدريد
خرجت إيتزيار جونزاليس دي أريبا، اختصاصية التغذية السابقة في نادي ريال مدريد، إلى العلن كاشفةً تفاصيل ما وصفته بحملة مضايقات ومعاملة عدائية تعرّضت لها خلال فترة عملها داخل النادي الملكي.
وبدأت جونزاليس دي أريبا عملها مع ريال مدريد في موسم 2021-2022، قبل أن تغادر النادي الصيف الماضي بعد عدة مواسم شهدت صدامات متكررة، ليس فقط مع الطاقم الطبي، بل أيضًا مع المسؤولين عن الجوانب اللوجستية والعاملين في مجمع تدريبات فالديبيباس.
وأوضحت جونزاليس أنها بدأت العمل بشكل فردي مع كل من داني كارفخال ورودريجو جوس، قبل أن تحقق نتائج إيجابية دفعت إلى ترشيحها رسميًا للنادي، ليقرر رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز تعيينها اختصاصية تغذية للفريق الأول، وهو منصب لم يكن موجودًا من قبل داخل النادي.
🔚 Last match of the year! pic.twitter.com/1A0NvfeD5D
— Real Madrid C.F. 🇬🇧🇺🇸 (@realmadriden) December 19, 2025
قصة معاناة اختصاصية تغذية سابقة داخل ريال مدريد
لكن جونزاليس كشفت، في مقابلة مطوّلة مع صحيفة «ماركا»، عن أجواء عدائية منذ اليوم الأول، قائلة: “الطاقم الطبي خلق بيئة عدائية منذ البداية، في أول يوم لي قالوا إنني موجودة بسبب نزوة من الرئيس، وإنهم يعرفون كيف يتلاعبون به، وسيفعلون ذلك ليقنعوه بأنني مجنونة ويطردني، ولم يرحب بي أحد، لم يتم تقديمي، ولم يتحدث معي أحد، تجاهلوا جميع رسائلي وطلباتي للاجتماع”.
وأضافت: “كانوا لا يتحدثون معي إلا مصادفة في الممرات ليقولوا إنني أفعل كل شيء بشكل خاطئ، وإن الرئيس لا يريدني أن أتحدث مع أحد، ولا أغادر الغرفة الكئيبة التي وضعوني فيها، ولا أتعامل مع اللاعبين، ويخبرونني أن الجميع يكره وجودي وأن اللاعبين يشعرون بالاشمئزاز مني”.
وأشارت إلى أنها اتُّهمت في أسبوعها الأول بسرقة كمية كبيرة من المكملات الغذائية، قبل أن تثبت براءتها، وهو ما جعلها لاحقًا تحرص على توثيق كل تواصل كتابيًا خوفًا من تكرار الأمر.
صدامات مستمرة رغم دعم بيريز
وأكدت جونزاليس أنها تلقت دعمًا مباشرًا من فلورنتينو بيريز في عدة مناسبات، مشددة على أنه لا يتحمّل أي مسؤولية عمّا حدث، موضحة: “الرئيس نفسه أخبرني بما يريدني أن أفعله، وكان مختلفًا تمامًا عن التعليمات التي قيل لي إنها صادرة باسمه، طلب مني تطبيق منهجي بالكامل، والإشراف على كل شيء، من بوفيه الإقامة، إلى التغذية في السفر والفنادق، والمكملات الغذائية، وإعداد أنظمة غذائية مخصصة للاعبين”.
ورغم ذلك، تقول جونزاليس إنها واجهت عراقيل متعمّدة: “كانوا يقدّمون في البوفيه أطعمة حذّرت منها، والنادلة تسخر مني وتطلب من اللاعبين تجاهلي، والطاهي يقدّم ما يشاء، مثل الحلويات قبل المباريات، ومدير الفريق لا يشتري ما أوصي به، وحتى المكملات يتم تغييرها دون علمي، بينما يطلب الأطباء والمعالجون من اللاعبين عدم الالتزام بتعليماتي”.
وأوضحت أن الطاقم الطبي كان يخفي عنها معلومات مهمة تخص حالة اللاعبين الصحية والأدوية والفيتامينات المقدمة لهم، رغم تحذيراتها من خطورة تداخلها مع المكملات الغذائية.
🚨‼️ Exclusiva @marca | La denuncia de la nutricionista del Madrid
🗨️ "Desde el club se me impide entrar en Valdebebas, según ellos por mi seguridad física"
✍️ Un reportaje de @miguelanagelara https://t.co/uYls3mmqQB— MARCA (@marca) December 18, 2025
اتهامات كاذبة ومنع من العمل
كما كشفت جونزاليس أنها تعرضت لاتهامات كاذبة متكررة، دون الخوض في تفاصيلها، مشيرة إلى أنها أثبتت براءتها في كل مرة.
وقالت: “الأجواء في غرفة الملابس كانت إيجابية جدًا تجاهي، وهذا ما لم يحتمله الطاقم الطبي، بعد اتهامات كاذبة جديدة، قررت الإدارة إبعادي ومنعي من السفر مع الفريق لمباراة إسبانيول”.
وفي النصف الثاني من الموسم الماضي، تم منعها من دخول مرافق النادي، مع وعد بفتح تحقيق داخلي حول ما تعرضت له.
وأضافت: “قيل لي إنهم سيهينونني طوال الفترة المتبقية لي في النادي، ثم تم إبلاغي بأن منعي من دخول فالديبيباس كان حفاظًا على سلامتي، مع وعد بفتح تحقيق داخلي”.
وأشارت إلى أنها أُجبرت على مواصلة العمل من المنزل، رغم عدم امتلاكها أي معلومات عن حالة اللاعبين، ووصفت ذلك بأنه «سوء ممارسة مهنية».
الرحيل واللجوء للقضاء
وعن لحظة رحيلها، قالت جونزاليس إن إدارة الموارد البشرية شكرتها على عملها، وأبلغتها بإلغاء قسم التغذية بسبب عدم التوافق مع الطاقم الطبي، مع وعدها بالحصول على مستحقاتها كاملة.
وأشارت: “أبلغتهم أنني سأقدّم شكوى قانونية، فحذروني من أنني لن أفوز، وأنهم سيدمرون حياتي، لكنني لا أبحث عن الفوز أو الخسارة، بل عن أن يعرف الرئيس واللاعبون الحقيقة”.
وحول سبب كشفها القصة الآن، أوضحت: “الجميع حذرني من قوة ريال مدريد، ومن تشويه سمعتي وإيذائي، لكنني ما زلت أعاني من كوابيس يومية، أريد أن أغلق هذا الفصل للأبد، ولن أستطيع ذلك قبل أن أحكي قصتي”.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من نادي ريال مدريد بشأن هذه الاتهامات، في وقت لا تزال فيه الشكوى القانونية المقدمة من جونزاليس دي أريبا قيد النظر أمام الجهات القضائية.
