في عصر يتداخل فيه الفن الرقمي مع عالم الرياضة، أصبح من الشائع أن يظهر اللاعبون بأساليب معدلة تُبرز بعض الصفات بطريقة هزلية؛ يُعتبر كريستيانو رونالدو، النجم الذي يقف على رأس قائمة أعظم لاعبي كرة القدم عالميًا، مثالًا حيًا على هذا التداخل؛ فحب الجماهير لتعديل الصور (الفوتوشوب) وتصميم الصور المزيفة بات يتردد بين محبي الرياضة، كما أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم أداةً قوية في صناعة المحتوى الرقمي، مما أتاح إمكانيات جديدة في إعادة تشكيل الوجوه والتلاعب بالمشاهد، وهو ما لم يغب عنه عشاق كرة القدم.
يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي في تعديل الصور وتوليد المحتوى الرقمي ظاهرة متنامية في الوقت الراهن، حيث أصبح بإمكان البرمجيات خلق صور تبدو واقعية جدًا لكنها في الواقع مجرد نتائج تلاعب رقمي، وهذا التطور التقني يطرح تساؤلات حول مدى تأثيره على تصور الجمهور للواقع الرياضي، خاصةً في ظل انتشار صور معدلة تُظهر نجوم مثل رونالدو في مواقف هزلية أو مفبركة.
في هذه الحالة، تُظهر الصورة الفيروسية كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعيد تشكيل معالم الوجوه وتغيير ملامح اللاعبين بطريقة قد تبدو ساخرة أو مُبالغ فيها، وهو ما يُثير الجدل بين محبي الرياضة والمختصين في التقنية.

كريستيانو رونالدو مع جون سينا.. مدى خطورة الذكاء الاصطناعي
على هامش ذلك؛ انتشرت مؤخرًا صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أنها تظهر نجم نادي النصر السعودي رفقة أسطورة المصارعة جون سينا مع شريكيهما أمام تاج محل بالهند، يقول التعليق الموجود على الصورة: “كريستيانو رونالدو يستمتع في تاج محل مع جون سينا وصديقته”.
لكن عند التدقيق، تبين أن هذه الصورة ليست سوى إنتاج رقمي مُنشأ باستخدام الذكاء الاصطناعي، فقد قام موقع NewsMobile بالتحقق من الصورة باستخدام أدوات كشف الذكاء الاصطناعي مثل Hive Moderation، وأكدت النتائج أنها مُنتجة وليس لها أي أساس واقعي، كما يكشف البحث العكسي عن عدم وجود أي تقارير إعلامية موثوقة أو منشورات رسمية من حسابات كريستيانو رونالدو أو سينا تؤيد هذه اللقطة، مما يثير علامات الحذر لدى المتابعين.
هذا الاستخدام للتكنولوجيا ليس مجرد وسيلة للتسلية أو التلاعب البصري، بل يحمل في طياته مخاطر جسيمة على مصداقية المعلومات والموثوقية في عالم الرياضة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُستخدم في توليد محتوى مُضلل يُشكّل صورة مشوهة عن الأداء الحقيقي للاعبين أو النتائج الرياضية، مما يؤثر سلبًا على ثقة الجماهير في المصادر الإعلامية وفي تقارير المباريات، كما أن انتشار مثل هذه الصور يُبرز الحاجة الماسة إلى تطوير معايير أخلاقية وتنظيمية صارمة تضمن استخدام الـAI بطريقة تحفظ نزاهة الرياضة وتحميها من التلاعب الرقمي والتضليل الإعلامي.
يُعد كريستيانو رونالدو رمزًا عالميًا في عالم كرة القدم، إذ يمتاز بلياقته البدنية ومهاراته الفردية التي جعلته محط أنظار الجماهير والنقاد على حد سواء، وعلى الرغم من أن صورته في هذه اللقطة تظهر معدّلة بشكل يُظهِر ملامح غير معتادة (حيث يبدو “أحول”)، إلا أن هذا لا ينقص من مكانته الأسطورية التي لا تتزعزع، إن رونالدو لا يزال مثالًا للالتزام والتفاني في العمل، وحبه للمنافسة يتجاوز حدود الملعب إلى عالم الموضة والإعلام، مما يجعله أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في الرياضة.

أما جون سينا، فهو أسطورة عالم المصارعة الحرة، الذي استطاع أن يحقق شهرة عالمية بفضل قوته البدنية وكاريزما شخصيته، على غرار كريستيانو رونالدو، يعتبر سينا رمزًا في مجاله، ويحب جماهيره شخصيته الجريئة والممتعة، وعلى الرغم من أن الصورة المزيفة تُظهره في موقف غير معتاد مع رونالدو، فإن هذه اللقطة لا تمس مكانته كأحد أبرز نجوم المصارعة، بل تُبرز مدى تأثيره وانتشاره في الثقافة الشعبية.
على الرغم من أن الصورة المُنتشرة قد تبدو مقنعة للوهلة الأولى، فإن التحقيقات أكدت أنها ليست سوى خدعة رقمية من صنع الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، تبقى هذه الظاهرة شاهدة على التأثير المتزايد للتكنولوجيا في عالم الرياضة، حيث يمكن أن تتداخل الصور الحقيقية مع المحتوى المُعدّل بشكل يصعب أحيانًا تمييزه، وفي النهاية، سواء كانت صورة رونالدو يبدو فيها “أحول” العينين، أو رونالدو وسينا يجتمعان في مكان خيالي، فإن كلاهما يظلان أساطيرً في مجالاتهما، يتمنى الكثيرون لقاءهما والإطلاع على حقيقتهما وراء هذه اللمحات الرقمية المبتكرة.
رونالدو
بنزيما
ياسين بونو
رياض محرز