أتلتيكو مدريدالدوري الإسباني365TOPبرشلونة
الأكثر تداولًا

كامب نو كابوس أتلتيكو.. سيميوني يقود أسوأ سلسلة لا فوز بالدوري أمام برشلونة

لا يحتاج برشلونة دائمًا إلى أن يكون في أفضل حالاته ليُخيف خصومه.. يكفي أن تُقام المباراة في كامب نو، الملعب الذي شهد أعظم لحظات النادي، وأخطر لياليه الأوروبية، تحوّل على مدار العقود إلى سلاح سرّي يسبق صافرة البداية، ويكسر أعصاب المنافسين قبل أن تطأ أقدامهم العشب الأخضر.

لكن من بين كل ضحايا هذا الملعب، لا يوجد فريق تعذّب في “كامب نو” مثل أتلتيكو مدريد، ولا يوجد مدرب دفع الثمن مثل دييجو سيميوني، هذه قصة “الملعب الملعون” لأتلتيكو مدريد.. قصة لا تُصدّق إلا عندما تراها مكتوبة أمامك.

فريق بطل ومدرب أسطوري.. لكن ليس في كامب نو

في السنوات الأخيرة، ظهر أتلتيكو مدريد كأحد أقوى فرق أوروبا، ونافس برشلونة وريال مدريد على كل بطولة، بل وحصد الليجا مرتين في عهد سيميوني، لكن رغم كل ذلك يقف الفريق عاجزًا تمامًا كلما جاء الموعد مع كامب نو.

18 مباراة في الدوري.. بلا أي فوز

أتلتيكو مدريد لم يُحقق أي انتصار في آخر 18 زيارة له للكامب نو في الدوري الإسباني، ليس مجرد رقم… بل أسوأ سلسلة لا فوز على ملعب واحد في تاريخ الليجا.

أرقام سيميوني الكارثية بلا فوز على برشلونة على كامب نو

عندما تتحول العقدة إلى تاريخ، تصبح أرقام كامب نو أكثر من مجرد إحصاءات؛ إنها شهادة على استحالة تجاوز هذا الملعب لزوار أتلتيكو عبر الأجيال.

0 انتصار
5 تعادلات
13 خسارة

سجل أتلتيكو مدريد على كامب نو (18 مباراة)

يظهر جليًا أن الكامب نو ليس مجرد ملعب، بل عقبة مؤرخة في ذاكرة النادي.

هذه السلسلة الطويلة بلا انتصار حولت كل مواجهة هناك إلى اختبار للصبر، وكل تعادل إلى إنجاز نسبي، بينما تظل الخسائر ترسخ فكرة أن الكامب نو بوابة صعبة للنجاح، وأن الانتصار هناك ليس مسألة مهارة فقط، بل معركة مع التاريخ نفسه.


سيميوني.. المدرب العاجز في كامب نو

أما دييجو سيميوني، الذي هزّ أوروبا مع أتلتيكو وبنى فريقًا مرعبًا، فيتضح من بياناته ضد برشلونة في الكامب نو أنه يعاني من نفس اللعنة:

0 انتصار
7 تعادلات
10 خسارة

سيميوني ضد برشلونة في كامب نو (كل البطولات – 17 مباراة)

هذا الرقم لا يكرّمه فحسب، بل يخلّده أيضًا كأكثر مدرب تاريخيًا زار الكامب نو دون أن يحقق فوزًا، رقم سلبي يعكس استحالة التغلب على إرث برشلونة هناك.

أسوأ سجل للمدربين على كامب نو عبر التاريخ

كامب نو ليس مجرد ملعب بالنسبة للمدربين المنافسين، بل ساحة تختبر حدودهم التاريخية، دييجو سيميوني، رغم إنجازاته الأوروبية الهائلة مع أتلتيكو، يحمل الرقم القياسي السلبي بعد 17 مباراة دون أي فوز، ما يجعل زيارته للكامب نو تجربة مأساوية في سجل أي مدرب.

خافيير أجيري ومارسيلينو يشاركانه الألم، لكن أرقامهم تظل أقل إثارة للدهشة مقارنة بسيميوني، هذا السجل يوضح أن كامب نو لا يمنح الانتصارات بسهولة.

مباريات دون فوز على كامب نو (المدربون)
دييجو سيميوني 17 مباراة
خافيير أجيري 16 مباراة
مارسيلينو 13 مباراة

وأن هزيمة واحدة هناك قد تترك أثرًا طويل الأمد على السمعة والتاريخ، محولًا كل مواجهة إلى اختبار حقيقي للقدرة على مواجهة أسطورة ملعب برشلونة.

حقيقة تاريخية لا ينسى أتلتيكو مذاقها

أدق مثال على تأثير كامب نو على أتلتيكو يظهر من حقيقة تاريخية لا تُنسى:

طوال تاريخ النادي، لم يسبق أن تُوّج أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني في أي موسم شهد هزيمته على ملعب كامب نو.

هذا يعني أن كل خسارة هناك لم تكن مجرد نتيجة مؤقتة أو مباراة عابرة، بل كانت مؤشرًا واضحًا على استحالة تحقيق اللقب في تلك السنة.

بهذا المعنى، تحولت كل مواجهة في الكامب نو إلى أكثر من مجرد مباراة؛ إنها اختبار تاريخي لمسيرة النادي، وربطت بين اللعنة الفردية—مثل فشل سيميوني أو أي مدرب آخر— والتاريخ الجماعي للنادي، الكامب نو أصبح رمزًا لعقدة مستمرة تتحدى الزمن والنجوم، حيث يُذكّر أتلتيكو دائمًا بأن الانتصار على برشلونة هناك ليس مجرد انتصار رياضي، بل خطوة ضرورية لكتابة صفحة مشرقة في تاريخ النادي.


لماذا هذا السقوط المتكرر أمام برشلونة؟

  • الضغط النفسي قبل الفني:
    كامب نو ليس مجرد ملعب بل حالة نفسية كاملة تحيط باللاعبين قبل أن تبدأ المباراة، المدرجات الشاهقة، التاريخ المكدّس بالبطولات، والذكريات الثقيلة التي يحملها كل فريق حلّ ضيفًا هناك.. كلها تصنع شعورًا دائمًا لدى أتلتيكو بأنه يدخل إلى ساحة معركة وكأنه “ضيف غير مرحَّب به”، هذا الضغط الذهني غالبًا ما ينعكس على قرارات اللاعبين منذ الدقائق الأولى.
  • أسلوب برشلونة ضد سيميوني:
    دييجو سيميوني بارع في إيقاف الفرق المنظمة تقليديًا، تلك التي تعتمد على الشكل التكتيكي الثابت والهجمات المباشرة، لكن برشلونة يمثّل “العقدة” لنهجه؛ فهو فريق يملك الكرة بلا كلل، ويُدوّرها بسرعة تضرب أي تنظيم دفاعي، ويُكثّف هجومه من الأطراف بطريقة تُخرج دفاع أتلتيكو المتكتل من مناطقه، هذا النوع من اللعب يُربك منظومة سيميوني ويجبره على مطاردة الإيقاع بدل فرضه.
  • الأخطاء الفردية المتكررة:
    في معظم زيارات أتلتيكو لكامب نو، لم تكن المشكلة فقط في الخطة، بل في التفاصيل الصغيرة: هدف مبكر، تمريرة مقطوعة، رقابة تُفلت في اللحظة الحاسمة، هذه الأخطاء الفردية كانت كفيلة بقلب سيناريو المباراة بالكامل، وبعد تلقي الضربة الأولى، غالبًا ما يفقد الفريق السيطرة على إيقاعه، ويُضطر للدخول في مباراة لا تشبهه، وهو ما يمنح برشلونة أفضلية نفسية وفنية مزدوجة.

لماذا يستمر لغز برشلونة وأتلتيكو؟

برغم مرور السنوات وتغير الأجيال، واستقدام المدربين والنجوم الجدد، يبقى كامب نو عقدة حقيقية لأتلتيكو مدريد، نقطة سوداء لم يفلح أي أحد من أبناء العاصمية في تجاوزها، تتكرر اللقاءات، وتتنوع التكتيكات، لكن التاريخ يصر على نفسه، كأن الملعب يحمل توقيعًا خاصًا يجعل الانتصار هناك بعيد المنال، كل مباراة تبدو فرصة جديدة، وكل محاولة هزيمة لبرشلونة تتحطم على صخرة إرث الكامب نو الطويل، وكأن الزمن نفسه يقف ضد أتلتيكو في هذا المكان بالذات.

حتى سيموني، المدرب الذي صنع من أتلتيكو قوة أوروبية، والذي رفع الفريق إلى منصات التتويج، ما زال يطارد فوزًا وحيدًا على هذا الملعب الأسطوري، فوز واحد يمكن أن يمحو عقدة كامب نو من ذاكرة النادي، ويمنح مدربه فرصة لكتابة تاريخ جديد يخلد اسمه بعيدًا عن الرقم الذي يحرجه.

لكن الواقع مختلف؛ فالملعب يظل سلاح برشلونة السري، واللعنة التي لا تترك أتلتيكو يهرب منها، تستمر في تعميق لغز عدم الانتصار، لتبقى كل مواجهة هناك أكثر من مجرد مباراة؛ إنها اختبار للصبر والإصرار، ودرس مستمر في كيف يمكن للتاريخ أن يفرض نفسه على الحاضر.

منصور مجاهد

صحفي مصري منذ 2019، خريج إعلام القاهرة، شغوف بكرة القدم الإنجليزية وصناعة التقارير العميقة، مقدم برامج ومعلق صوتي بخبرة أكثر من 7 سنوات بمجال الإعلام.