أخبارتقارير ومقالات خاصةقصص 365Scoresكأس العالم 2022كرة قدم
الأكثر تداولًا

قصص كأس العالم – “خورخي كلاروس” من رصاصة في الرأس لقيادة هندوراس في مونديال 2014

يأخذك 365Scores في جولة خفيفة بين حكايات وقصص كأس العالم عبر العصور، لاستكشاف كواليس منسيّة وأحداث كانت سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم بين مختلف البطولات المعترف بها الآن، والبطولة الوحيدة التي تشهد صمت العالم بأثره للالتفاف حول بؤرة ما تنير في إحدى بقاع الأرض كل 4 أعوام فقط.

خلال هذه الجولة، سنقفز معًا لرؤية حلم أحد اللاعبين الذي تحقق أخيرًا، بعدما عاش سنوات حاول بكل جوارحه الإيمان بعبارة “المعجزات تتحقق يومًا ما”.

بطل قصة اليوم هو الدولي الهندوراسي “خورخي كلاروس” نجم منتخب هندوراس الذي شارك في كأس العالم نسخة 2014 التي أقيمت في البرازيل، والمعروف أيضًا بإسم “بيتبول”.

لكن قبل معرفة ما حدث في كأس العالم 2014، يجب العودة بعجلة الزمن لسنوات قليلة للتعرف على حجم مصاب “بيتبول” ومدى تدخل القدر في تحقق حلمه.

صدفة مأساوية في أكثر المدن عنفًا في العالم تٌغيّر حياة خورخي كلاروس

ففي تاريخ 16 يونيو من عام 2011، لم يكن ذاك يومًا عاديًا على الإطلاق بالنسبة لـ”كلاروس”، فقبل شهر من هذا التاريخ كان يحتفل بتتويج ناديه “موتاجوا” ببطلًا للدوري في هندوراس، بعد فوزه على منافسه اللدود أوليمبيا في المباراة الفاصلة على اللقب.

كان لدى خورخي كلاروس حلمًا كبيرًا في هذا التوقيت، حيث ارتبط بالانتقال إلى نادي سيلتيك الاسكتلندي، فكان على بُعد خطوتين من الاجتماع بصديقه المقرب “إميليو إيزاجويري” الذي سبقه في العام السابق 2010 إلى نفس النادي في الدوري الاسكتلندي.

لكن ما حدث ليلة 16 يونيو 2011، كاد أن ينهي حلمه تمامًا، حيث كان رفقة زوجته “إلسا” وأحدى صديقاتها تجلس في الخلف، وهو يقود سيارته في مدينة “سان بيدرو سولا” ثانِ أكبر مدن هندوراس، حتى توقف أمام محطة بنزين، ليتفاجئ كلاروس بهجوم عدد من المجرمين على سيارته يريدون سرقتها منه وإلا سيتم تفجير رؤوسهم للتو.

حاول خورخي كلاروس الهرب مرارًا فرد عليه أفراد المافيا بإطلاق وابل من الرصاص حتى تحطم الزجاج الأمامي للسيارة، ثم ضًرب لاعب الكرة مباشرة في الكتف الأيسر قبل أن يصوب أحد المجرمين الرصاصة الثانية في رأسه!

لم تتضرر إلسا زوجته وصديقتها اللذان يجلسان في الخلف، لكن كلاروس يحكي عن تلك اللحظة بعد 11 شهرًا، ويقول لصحيفة “هيرالد” الاسكتلندية: ” ظل رأسي يفكر في ماذا سيحدث لأمي؟، لقد أصبت في كتفي وفي رأسي، لكن بعد حدوث ذلك مباشرة وضعت إصبعي في حفرة في رأسي ووجد الدم يتدفق على وجهي بسرعة بالغة “.

هذا الحادث ربما لم يتفاجئ به خورخي كلاروس ومن حوله، خاصة وأنه وقع في مدينة “سان بيدرو سولا” المعروفة بكونها المدينة الأكثر عنفًا في العالم، حيث إن 1.2 مليون بندقية غير مسجلة بالأساس موجودة بين أيدي مواطني تلك المدينة، الجميع هناك يتجول بالأسلحة ويستخدمها في الحق أو الباطل.

لكن المفاجئ، أن خورخي كلاروس تجاهل الثقب الموجود في رأسه وأكمل القيادة مبتعدًا عن المافيا والمجرمين، حتى وصل إلى أقرب مشفى في المدينة، وهناك استسلم لرعاية أحد الأطباء الذي يُدعى “أوسكار بينيتيز”.

الطبيب بينيتيز قال لوسائل الإعلام المحلية في اليوم التالي لتلك الواقعة: ” لقد كان كلاروس محظوظًا للغاية، ويمكن وصف وضعه بالمعجزة، لقد كان على بعد ملليمترات من الموت الفوري ” في ذلك الوقت، أكد الطبيب أن كلاروس لم يتضرر كثيرًا لكن عليه التعافي من إصابة الرأس في 3 أسابيع ومن ثم سنرى ما سيحدث.

المثير للدهشة، أن كلاروس انضم لفريقه “موتاجوا” بعد 6 أشهر من هذا اليوم وشارك معهم بالفعل في الموسم الجديد، وبعد 6 أشهر أخرى استقل رحلة إلى جلاسكو حيث كان قريب جدًا هذه المرة من اللانضمام إلى فريق رينجرز المنافس اللدود لفريق سيلتيك الذي كان يفاوضه بالفعل قبل الحادث المأسوي الذي تعرض له، لكن فشلت الصفقة في النهاية بسبب المقابل المادي.

وفي ظل تواجده في اسكتلندا، تفاجئ كلاروس بإرسال نادي “هيبرنيان” المنافس في الدوري الاسكتلندي، عرض لضمه من ناديه الهندوراسي! وبالفعل حصل هيبرنيان على خدمات اللاعب بنظام الإعارة وفيما بعد مدد عقده لموسم ونصف، قبل أن يعود إلى موتاجوا في مايو 2013.

خورخي كلاروس – عندما تتحقق الأحلام وتحدث المعجزات

بعد عام آخر وتحديدًا في 2014، كان خورخي كلاروس لا يزال يشعر بالبؤس بسبب مسيرته الكروية التي كانت على حافة الانتقال من القاع إلى المجد عام 2011، لكن كل شيء توقف وتأخر كثيرًا.

لكن “بيتبول” الذي كانت أكبر أحلامه اللعب من سيلتيك الاسكتلندي أو تمثيل هندوراس في الأولمبياد، تم استدعائه مع المنتخب الأول لخوض متصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2014 ومن ثم يشارك في نسخة المونديال التي أقيمت في البرازيل!

المثير للدهشة بالفعل، أن “بيتبول” أو خورخي كلاروس بطل قصتنا، تلقى أمر من “لويس سواريز” مدرب هندوراس، لإجراء عمليات الإحماء تمهيدًا للمشاركة في مباراة منتخبه الوطني ضد منتخب فرنسا في كأس العالم 2014، في تاريخ 16 يونيو 2014، وهو نفس التاريخ الذي تعرض لطلق ناري في رأسه خلاله قبل ثلاث سنوات بالتمام!

صحيح أن هندوراس خسرت بنتيجة 3-0 أمام فرنسا في هذا اليوم، لكن بيتبول الذي عانى طويلًا من أجل تحقيق الأحلام لثلاث سنوات بالتمام، قد حقق أكثر من أحلامه بكثيرر بلعب أول مباراة مونديالية له في التاريخ في نسخة كأس العالم 2014 في البرازيل.

لكن لأن مشوار هندوراس كان صغيرًا جدًا في كأس العالم 2014، لم يقدر بيتبول على المشاركة في مباريات أكثر، حيث خسر المنتخب الهندوراسي أمام سويسرا والإكوادور قبل خسارته أمام فرنسا في دور المجموعات ليغادر مونديال البرازيل 2014.