باريس سان جيرمانلايت 365أخباربطولات ودوريات

قصة إنريكي مع ابنته الراحلة.. ما هي مؤسسة “زانا” صاحبة جائزة سقراط في حفل الكرة الذهبية 2025؟

لم يكن حفل الكرة الذهبية 2025 مجرد مناسبة للاحتفال بالنجوم والأهداف والبطولات، بل كان أيضًا مساحة إنسانية خالصة، حيث صعد اسم مؤسسة “زانا” إلى الأضواء بحصولها على جائزة سقراط المخصصة لأفضل عمل خيري وإنساني.

لحظة بدت مؤثرة إلى حد بعيد، لأنها تحمل قصة حزينة خلفها، لكنها أيضًا تعكس قدرة البشر على تحويل الألم إلى أمل.

في عام 2019، تلقى لويس إنريكي، مدرب برشلونة السابق ومدرب باريس سان جيرمان الحالي، صدمة كبرى حين فقد ابنته زانا وهي في التاسعة من عمرها بعد صراع قصير مع مرض سرطان العظام (Osteosarcoma).

لويس إنريكي - زانا - الكرة الذهبية - المصدر:gettyimages
لويس إنريكي – زانا – الكرة الذهبية – المصدر:gettyimages

لم يكن رحيلها حدثًا عاديًا بالنسبة لأسرة إنريكي، فقد أوقف مسيرته التدريبية آنذاك ليتفرغ إلى جانبها، محاولًا أن يمنحها كل ما يمكن من وقت وحب في أيامها الأخيرة.

وفاتها تركت جرحًا غائرًا، لكنه لم يتحول إلى عزلة، بل إلى دافع لإحياء اسمها بروح العطاء.

زانا وإنريكي.. الحكاية التي وصلت إلى منصة الكرة الذهبية

أسس إنريكي وزوجته مؤسسة حملت اسم ابنتهما، لتبقى “زانا” حاضرة في حياة أطفال آخرين.

تهدف المؤسسة إلى:

  • دعم الأطفال المصابين بأمراض خطيرة مثل السرطان.
  • توفير الرعاية الطبية والنفسية للأسر المتضررة.
  • المساهمة في تمويل الأبحاث والمبادرات الخاصة بعلاج هذه الأمراض.
  • لم تكن المؤسسة مجرد مبادرة خيرية عابرة، بل مشروع إنساني متكامل، يعكس رغبة الوالدين في أن تبقى ابنتهم رمزًا للأمل والابتسامة، بدلًا من أن تُختصر قصتها في الفقد فقط.

في نسخة هذا العام من حفل الكرة الذهبية، حصلت مؤسسة “زانا” على جائزة سقراط تقديرًا لعملها الإنساني.

الجائزة التي تحمل اسم الأسطورة البرازيلية سقراط، صارت تعبيرًا عن أن كرة القدم لا تقاس فقط بالألقاب والأهداف، بل أيضًا بمدى تأثيرها خارج الملعب.

الإرث الإنساني لابنة إنريكي يستمر في إنقاذ الأطفال

اختيار مؤسسة “زانا” للفوز بهذه الجائزة في حفل الكرة الذهبية 2025، لم يكن مجرد تكريم لعمل خيري، بل رسالة واضحة مفادها أن الرياضة يمكن أن تكون جسرًا للأمل، وأن الحزن يمكن أن يولد مبادرات تُغير حياة الكثيرين.

وكان إنريكي سبق وأن احتفل بلقب دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان عام 2024، مرتديًا قميصًا يحمل اسم ابنته “زانا”.

تلك اللحظة، التي ذرفت فيها الجماهير دموعها بقدر ما صاحت فرحًا، جعلت الجميع يدرك أن وراء كل انتصار كروي قصة إنسانية أعمق.

إنها قصة أب فقد ابنته، لكنه اختار أن يخلّدها في قلوب الآخرين عبر الخير؛ لتبقى زانا، الطفلة الصغيرة، حيّة في كل ابتسامة يمنحها العمل الإنساني لطفل آخر يقاوم المرض.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.