قبلة الحياة من أليجري.. كيف تحكم حب يوفنتوس في مصير أنشيلوتي مع ريال مدريد؟
كلما اقتربت مباراة ريال مدريد ضد يوفنتوس، كلما تبادر إلى ذهنك العديد من الذكريات بين عملاقي إسبانيا وإيطاليا، منذ ستينيات القرن الماضي إلى الآن.
العديد من الأساطير الذين لعبوا ليوفنتوس وريال مدريد، ما بين زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو وفابيو كانافارو، بالإضافة إلى مدربين من عمالقة كرة القدم مثل كارلو أنشيلوتي وفابيو كابيلو وغيرهم.
ولكن هناك قصة أخرى، يمكن أن يُطلق عليها أثر “أثر الفراشة”، ترتبط بماسيمليانو أليجري مدرب يوفنتوس السابق، وميلان الحالي، ومواطنه كارلو أنشيلوتي.
نظرية “أثر الفراشة” تعني أن تغييرًا بسيطًا يؤدي إلى نتائج كبيرة، مثل رفرفة جناح الفراشة الذي قد يؤدي إلى إعصار بعد فترة من الزمن.
أليجري وإقالة أنشيلوتي
في 2015، كان يوفنتوس بقيادة ماسيمليانو أليجري على موعد مع مواجهة حامل لقب دوري أبطال أوروبا ريال مدريد في نصف النهائي، عندما كان البيانكونيري الحلقة الأضعف، في مربع ذهبي يضم بايرن ميونخ وبرشلونة.
بطل 2011 برشلونة، ووصيف 2012، والبطل في 2013 بايرن ميونخ، مع العائد وحامل اللقب في 2014 ريال مدريد.
سخر البعض من يوفنتوس في ذلك الوقت، ولكن في نصف النهائي، دخل البيانكونيري متسلحًا بمدربه الجديد ماسيمليانو أليجري الذي أعادهم إلى أوروبا في مواجهة ملك القارة العجوز.
Final stages taking their toll on the coach's nerves. @OfficialAllegri is living every second of this. #UCL pic.twitter.com/AU3CUG6o2l
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) May 13, 2015
أليجري في ذلك الموسم، كان قد جاء خلفًا لأنطونيو كونتي، ولم يكن الاستقبال حافلًا، بل كان الجمهور ضد تعيين ماكس، وهاجمه في كل مكان.
مع مرور الوقت، تخطى يوفنتوس بوروسيا دورتموند، ثم موناكو، ليصطدم بريال مدريد، الفريق الذي يقوده كارلو أنشيلوتي في موسمه الثاني فقط.
تأتي مواجهة نصف النهائي، ويفوز يوفنتوس 2-1 في الذهاب، قبل أن يتعادل 1-1 إيابًا، ويعلن خروج الملكي في ملعبه سانتياجو بيرنابيو.

بعد أسبوعين من تلك المباراة، أعلن ريال مدريد في بيان رسمي، إقالة كارلو أنشيلوتي، الذي اكتفى بعامين فقط، ليترك الإيطالي، ويعين بدلًا منه رافائيل بينيتيز.
هذا هو أثر الفراشة الأول، عندما تسبب أليجري في إقصاء ريال مدريد، وإقالة كارلو أنشيلوتي، قبل أن يذهب الإيطالي إلى بايرن ميونخ، لكنه لم ينجح، ثم تنحدرت مسيرته ما بين نابولي إلى إيفرتون.
أليجري ينقذ مسيرة أنشيلوتي
كان أنشيلوتي مدربًا لإيفرتون في 2021، في الوقت الذي رحل فيه زيدان عن ريال مدريد، بسبب تذبذب النتائج وعدم التوافق بين زيزو والرئيس فلورنتينو بيريز.
في ذلك الوقت كان ماسيمليانو أليجري عاطلًا عن العمل، بعدما أقيل من تدريب يوفنتوس في 2019، لكن البيانكونيري بعد موسمين، الأول مع ساري فاز خلاله بالدوري، ثم بيرلو 2020-2021 فاز بالسوبر والكأس في إيطاليا.
في تلك الفترة، تحدث ماسيمليانو أليجري في مقابلة مع شبكة “سكاي” عن العديد من جوانب كرة القدم، تلك المقابلة أثارت الجدل في الرأي العام، وكيف لمدرب مثل ماكس لا يدرب فريقًا الآن، ويجلس في المنزل لمتابعة كرة القدم من على أريكته الخاصة، ويكتفي فقط بسباق الخيول؟

فلورنتينو بيريز في يونيو 2021، بدأ الحديث مع أليجري، وبالفعل فتح ماكس باب التفاوض مع النادي الإسباني، وحينها كشفت صحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” عن عرض لمدة موسمين مع خيار التمديد لموسم ثالث، وراتب 10 ملايين يورو في الموسم.
في نفس الوقت، كان يوفنتوس قد أقال بيرلو، وبدأ يهتم لما يقال عن أليجري في الوسط الإيطالي، ليقرر أندريا أنييلي إعادة ماكس إلى السيدة العجوز من جديد.
“كانت المفاوضات أسهل ما يمكن” .. هذا ما قاله أندريا أنييلي في مؤتمر تقديم أليجري مدربًا للبيانكونيري من جديد بعقد لمدة عامين.
إذاعة “كادينا كوبيه” الإسبانية، أكدت أن فلورنتينو بيريز تحدث مع أدريانو جالياني الرئيس التنفيذي التاريخي لميلان، لمحاولة إقناع أليجري، حيث أن جالياني صديق مقرب من الثنائي.
Branchini, Allegri agent:
— Real Madrid Info ³⁶ (@RMadridInfo) May 17, 2024
“If he had signed, Allegri would’ve been the coach of Real Madrid (3 years ago) Everything was agreed, everything, everything.” pic.twitter.com/0jkZPPp6CZ
كان رد ماكس في ذلك الوقت، أن يوفنتوس بالنسبة له الخيار الأول، لأنه لا يريد الخروج من إيطاليا ويحب النادي، في محاولة لتصحيح ما حدث في نهاية ولايته الأولى.
هُنا تحرك بيريز إلى أنشيلوتي، وبدأ في فتح خط اتصالات معه ومع أنطونيو بينتوس مدرب اللياقة البدنية، بسبب الأحمال التي عانى منها الملكي في موسمه الصفري مع زيزو.
لم يتردد أنشيلوتي في الموافقة على عرض ريال مدريد، حيث أكد مسؤولو إيفرتون بعد ذلك، أن العراب الإيطالي كان قد أخبرهم بأنه يستطيع فسخ العقد إذا جاء عرض من النادي الملكي، وهو ما حدث بالفعل.
✍️ @MrAncelotti firmó el contrato en la Ciudad Real Madrid acompañado por el presidente Florentino Pérez.#WelcomeBackAncelotti pic.twitter.com/5DiT5xMNDC
— Real Madrid C.F. (@realmadrid) June 2, 2021
أليجري يعطي أنشيلوتي قبلة الحياة ويعاني مع الكورتموزو
في موسمه الأول بعد العودة مع ريال مدريد 2021-2022، تغيّر الملكي تحت قيادة أنشيلوتي، وحقق في النهاية لقب دوري أبطال أوروبا التاريخي في 2022، بعد مباريات استثنائية وريمونتادا تلو الأخرى ضد باريس سان جيرمان، ثم تشيلسي، مرورًا بمانشستر سيتي، والفوز في النهائي على ليفربول.
أربع سنوات حقق فيهم أنشيلوتي نجاحات جديدة مع ريال مدريد، ما بين بطولتي دوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية والسوبر الأوروبي، وكذلك الفوز بجميع البطولات المحلية الممكنة.
وبعد أن كان أنشيلوتي في جوديسون بارك، ينتظر مباراة كل أسبوع مع إيفرتون، ويسعى لإنقاذ التوفيز من الهبوط، ومحاولة تأمين مركز مؤهل للدوري الأوروبي، عاد ليكون بطلًا لأوروبا وأفضل مدرب في العالم.

في الوقت ذاته، بعد أن رفض أليجري تدريب ريال مدريد، ذهب إلى يوفنتوس، في ظل نهاية الجيل الذهبي وتجديد الدماء للبيانكونيري، مع مشاكل مالية.
في موسمه الأول خرج بدون تحقيق أي لقب، خسر نهائي كأس إيطاليا، ولم يتمكن من المنافسة على لقب الدوري.
في دوري أبطال أوروبا، خرج أليجري من دور الـ16 ضد فياريال في 2022، وفي 2023 ذهب إلى الدوري الأوروبي بعدما فشل في تجاوز دور المجموعات.
كان أليجري يحقق انتصارات متتالية بهدف نظيف، ليعيد تصريحه الذي أطلقه في 2019 بنهاية ولايته الأولى: “كرة القدم تشبه سباقات الخيل، المهم هو أن تصل أولًا إلى خط النهاية، سواء بفارق كبير أو حتى بكورتموزو”.
Conhece a teoria do 'corto muso'?
— César Costa (@cesar21costa) August 11, 2025
Vencer uma corrida de cavalos por 100 metros de diferença ou por um "focinho curto" dá na mesma: um será o primeiro, outro será o segundo.
Não é difícil entender o que Massimiliano Allegri quis dizer com isso – talvez uma boa forma de… pic.twitter.com/c9rSk0NjtX
مصطلح “الكورتموزو” يُستخدم دائمًا في سباقات الخيل، لوصف سباق يفوز فيه حصان على آخر بفارق “الأنف”، وماكس من ضمن هواياته المفضلة تلك الرياضة.
في موسمه الأخير، حُرم أليجري من المشاركة الأوروبية، بسبب خصم 10 نقاط من يوفنتوس، تنفيذًا لعقوبة قضية “المكاسب الرأسمالية”.
وفي مايو 2024، خرج ماسيمليانو أليجري من يوفنتوس بطريقة سيئة، بعد خلاف مع المدير الرياضي كريستيانو جيونتولي، وأصدر النادي بيانًا أكد خلاله أن اعتراضات ماكس في نهائي كأس إيطاليا، لا تتوافق مع مبادئ البيانكونيري.

كان أنييلي معاقبًا ونيدفيد كذلك، ولم يجد أليجري أي من الذين تعاقدوا معه، ليخرج من البيانكونيري بطلًا لكأس إيطاليا، في ولاية ثانية سيئة للكورتموزو.
وفي 17 مايو، أقيل أليجري، قبل أسبوعين على بطولة دوري أبطال أوروبا الثانية لأنشيلوتي مع ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند.
وبالتالي، فإن أثر الفراشة ما بين فوز أليجري على كارلو في 2015، تسبب في إقالته، قبل أن يرفض وظيفة ريال مدريد، ويعيد مواطنه من جديد إلى الواجهة، ويصلح ما أفسده قبل 6 سنوات.