باريس سان جيرماندوري أبطال أوروباقصص 365Scores365TOP

في برلين احتفل إنريكي مع زانا .. هل يهدي لها دوري الأبطال مجددًا من ميونخ ؟

في كل مرة نتحدث عنها، نضحك ونتذكر، لأنني أعتقد أن زانا لا تزال ترانا.. بتلك الكلمات المؤثرة تحدث لويس إنريكي عن ابنته الراحلة.

في يونيو 2019، خرج لويس إنريكي في مؤتمر صحفي ليُعلن اعتذاره عن الاستمرار في منصب المدير الفني لمنتخب إسبانيا، بسبب ظروف وأسباب شخصية.

تلك الظروف كانت بسبب مرض ابنته زانا، وبعد شهرين، تحدث إنريكي باكيًا عن وفاتها بسبب مرض سرطان العظام، بعد صراع دام خمسة أشهر فقط.

في نهاية عام 2019، عاد لويس إنريكي من جديد لتدريب المنتخب الإسباني، وبدأ يتعامل مع روح زانا، لأنها لم تعد حاضرة بجسدها، حسب تصريحاته.

إنريكي بطل أوروبا 2015 يحتفل مع ابنته

في 2015، حقق لويس إنريكي دوري أبطال أوروبا الأخير لبرشلونة، بقيادة سواريز وميسي ونيمار، وتمكن من الفوز على يوفنتوس في النهائي بملعب برلين.

حينها، كان لويس إنريكي يسيطر على الأخضر واليابس، وحقق الثلاثية (الدوري الإسباني، وكأس إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا).

كان يحتفل إنريكي مع زانا في ملعب برلين، يركض ويلهو معها بينما كانت الجماهير تحتفل بالفريق الذي استعاد دوري الأبطال بعد غياب ثلاث سنوات آنذاك.

صنع إنريكي اسمه في مجال التدريب بهذه البطولة، بعد موسم أول ناجح مع البلوجرانا، قبل أن يرحل في 2017، ويخلفه إرنستو فالفيردي.

إنريكي والعودة من بوابة اللاروخا

في يوليو 2018، تولى إنريكي تدريب المنتخب الإسباني بعد خروج “اللاروخا” من كأس العالم أمام روسيا، وبعد التخبط الذي أعقب رحيل لوبيتيغي وتولي هييرو المهمة مؤقتًا، ظهر “اللوتشو”.

بعد ست مباريات فقط، وفي مارس 2019، أعلن إنريكي اعتذاره عن الاستمرار في تدريب المنتخب الإسباني، ليتولى مساعده روبرت مورينو المهمة، مع تأكيد رئيس الاتحاد حينها: “لقد أبلغت إنريكي أن باب المنتخب سيظل مفتوحًا دائمًا أمامه، وسننتظره”.

لويس إنريكي
لويس إنريكي

بعد عودته، اتهم لويس مورينو بالخيانة، وقال إنه لم يكن وفيًا له، حيث أراد الاستمرار كمدير فني، وهو ما نفاه مورينو، مشيرًا إلى أن تصريحات إنريكي كانت لتبرير استبعاده فقط من الجهاز الفني.

في نوفمبر 2019، عاد إنريكي، وبعد وفاة ابنته كان يحاول نسيان الآلام من خلال كرة القدم، وظل حتى 8 ديسمبر 2022 مدربًا لمنتخب إسبانيا، قبل أن يرحل عقب الخروج من كأس العالم أمام المغرب.

باريس سان جيرمان.. والمشروع الجديد

في يوليو 2023، تولى لويس إنريكي تدريب فريق باريس سان جيرمان، في الوقت الذي رحل فيه الثلاثي ميسي ونيمار وسيرجيو راموس.

تغييرات بالجملة في باريس سان جيرمان، وحقبة جديدة تلوح في الأفق. ولكن بدون النجوم، باستثناء كيليان مبابي الذي استمر رغم رغبته في الرحيل.

موسم واحد فقط، ورغم التتويج بالثنائية المحلية (الدوري والكأس)، يرحل كيليان مبابي، ويفتح له إنريكي الباب للمغادرة إلى ريال مدريد، من أجل بناء مشروع من الألف إلى الياء.

كيليان مبابي - لويس إنريكي
كيليان مبابي – لويس إنريكي (المصدر gettyimages)

استمر إنريكي في بناء المشروع، عبر صفقات يمكنها تطبيق أفكاره، لتكوين فريق لا يمتلك نجمًا كبيرًا، بل يصنع النجوم بنفسه، بمعدل أعمار منخفض كثيرًا.

ورغم البداية الصعبة في ظل جدول صعب أيضًا في مرحلة الدوري، تأهل باريس سان جيرمان لدور الـ16 بشق الأنفس، ليجد نفسه في مواجهة الفريق الذي لا يُقهر في دوري الأبطال، ليفربول.

تخطى إنريكي ليفربول بركلات الترجيح، وواصل التفوق على الأندية الإنجليزية بإقصاء أستون فيلا ثم أرسنال، والآن يستعد للنهائي أمام إنتر ميلان على ملعب أليانز أرينا.

العودة إلى ألمانيا وذكريات الاحتفال مع زانا

في يونيو 2015، احتفل إنريكي مع زانا كما ذكرنا في البداية، ليعود مجددًا إلى ألمانيا ويخوض نهائي دوري الأبطال بعد عشر سنوات من لقبه الأول والأخير.

لكن هذه المرة، الأمر مختلف. فقد فقد إنريكي زانا، ابنته التي ظلت معه بروحه رغم رحيل جسدها، حسبما وصف بنفسه.

في أكتوبر الماضي، تحدث إنريكي في فيلم وثائقي بعنوان “ليست لديك فكرة”، وقال: “أعتبر نفسي محظوظًا، محظوظًا جدًا. جاءت ابنتي زانا لتعيش معنا تسع سنوات رائعة. لدينا آلاف الذكريات عنها، ومقاطع فيديو، وأشياء لا تُصدق”.

“لم تستطع والدتي الاحتفاظ بأي صور لزانا حتى عدت إلى المنزل وقلت لها: لماذا لا توجد صور لزانا؟ قالت: لا أستطيع، لا أستطيع”.

“قلت لها: يا أمي، عليك أن تضعي صورًا لزانا، زانا على قيد الحياة. إنها ليست هنا جسديًا، لكنها هنا روحيًا. في كل مرة نتحدث عنها، نضحك ونتذكر، لأنني أعتقد أن زانا لا تزال ترانا”.

وبالنظر إلى تصريحات إنريكي، فإن العودة إلى ألمانيا من جديد، حتى وإن كان المكان مختلفًا، من برلين إلى ميونخ، فإن اللقب سيكون لروح زانا، سيُهديه لها “التشولو” إن فاز به مجددًا.

ربما يكون دافع نسيان الأحزان هو ما يُحرك إنريكي، فالشخص الذي يمر بظروف صعبة مثل فقدان أحبائه، لن يواجه في حياته العملية ما هو أصعب من ذلك.

خيانة صديقه، حسب وصفه، لم تؤثر عليه. رحيل النجوم في باريس سان جيرمان جعله أقوى. والبداية السيئة هذا الموسم في دوري الأبطال لم تجعله يستسلم.

كما قاوم آلام فقدان زانا، استطاع أن يعود إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مجددًا، ليُهدي اللقب لمن احتفل معها به ذات يوم، عندما حمل “ذات الأذنين” وحملها على أعناقه في الملعب الأولمبي ببرلين.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة