فينيسيوس ومبابي.. أخوين على السوشيال ميديا و’نفسنة’ في الملعب؟
منذ وصول الفرنسي كيليان مبابي إلى صفوف ريال مدريد، تلاحظ الصحافة والجماهير تباينًا غريبًا في العلاقة بينه وبين زميله البرازيلي فينيسيوس جونيور.
على السوشيال ميديا، يظهر الثنائي كأخوين متحابين، يضحكان معًا ويحتفلان بعد الأهداف، فيما يبدو التفاهم بينهما سلسًا ويعكس روح الفريق.
لكن على أرض الملعب، هناك لقطات متكررة تُظهر علامات انزعاج من مبابي في بعض اللحظات، خصوصًا عندما لا تصل الكرة إليه أو يفضل فينيسيوس الاحتفاظ بها.
الصحافة الأوروبية، وخاصة الإسبانية والفرنسية، لم تتردد في رصد كل إيماءة، كل تمريرة، وكل ابتسامة أو عبوس بين الاثنين.

المشهد يوحي أحيانًا بالتصادم على أرض الملعب، في حين يظهران على مواقع التواصل الاجتماعي عكس ذلك تمامًا.
علاقة مبابي وفينيسيوس.. هل هي ود أم تحدٍ؟
بداية الجدل الثائر، كانت نتاج مواقف عدة عبر موسم 2024–2025 أبرزت هذا التناقض؛ من مباراة لاس بالماس، حيث ظهر مبابي منزعجًا أكثر من مرة، إلى خسارة أنفيلد، حين بدا سلوكهما مختلفًا بعد المباراة، وصولًا إلى الهزيمة الثقيلة أمام باريس سان جيرمان، حيث ظهرت فجوة واضحة في الانسجام بينهما.
كما رُصد تكرار تقاطعهما على نفس الجناح، ما خلق نقاط توتر أثناء المباريات، لكن في المقابل، كانت هناك لحظات احتفال مشتركة، مداعبات متبادلة على الملعب، ورسائل دعم متواصلة على إنستجرام، تعكس جانبًا آخر من العلاقة، احترام متبادل وروح تعاون.
— . (@perdifcb8) April 29, 2025
بالإضافة إلى ذلك؛ كان فينيسيوس قد طالب برفع راتبه ليوازي ما يتقاضاه كيليان مبابي، وهو ما فسرته الصحافة الفرنسية أن هذا التحرك مؤشر على الغيرة أو التنافس الداخلي بين النجوم، رغم أن الهدف الأبرز للبرازيلي كان الحفاظ على مكانته في النادي والتأكيد على قيمته كلاعب أساسي.
الصحافة الفرنسية لم تترك الثنائي على حاله، وركزت بشكل مكثف على مبابي وفينيسيوس، خصوصًا بعد انتقال مبابي من باريس سان جيرمان إلى الميرنجي، وسائل الإعلام هناك لم تقتصر على متابعة أدائهما داخل الملعب، بل وجّهت نقدًا حادًا وحملات تحليلية.
في بعض الأحيان، تمت مقارنة سلوكاته بأداء فينيسيوس جونيور، في محاولة لرسم صورة عن توتر مزعوم داخل الفريق، وكأن الخلافات الصغيرة أو الانفعالات المؤقتة على أرض الملعب دليل على أزمة شخصية.
تفاهم قابل للتحسن.. هل يبني مبابي وفينيسيوس عهدًا جديدًا في ريال مدريد؟
في تصفيات كأس العالم 2026، فازت فرنسا على أوكرانيا 2-0، حيث سجّل كيليان مبابي هدفه الحادي والخمسين مع منتخب بلاده، معادلًا بذلك الرقم القياسي لتييري هنري الأسطوري، ويبتعد الآن بستة أهداف فقط عن الرقم القياسي التاريخي لأوليفييه جيرو.
أبدى فينيسيوس جونيور، سعادته بهذا الإنجاز وشارك مبابي فرحته بشكل واضح، حيث نشر عبر حسابه على إنستجرام إحصاءات زميله مع المنتخب، ليحظى بردّ الفرنسي الذي كتب تعليقًا دافئًا: “أخي” مع رموز القلوب الحمراء، في إشارة إلى قوة العلاقة بين النجوم رغم ضغوط المباريات.
مبابي يرد على فينيسيوس : أخي ❤❤
— BlancosGlobal (@Blancos_Global) September 5, 2025
KM10 × VJR7 😍😍 https://t.co/U4aIqc7VEJ pic.twitter.com/06DrPgW5uu
هل هذا يعني أن الثنائي يعاني من “نفسنة” من بعضهما البعض؟ ليس بالضرورة، هذه الانفعالات على أرض الملعب يمكن تفسيرها بأنها طبيعة المنافسة بين نجمين يسعيان لتقديم أفضل أداء، أحيانًا تصطدم طموحاتهما في لحظات معينة، لكنها ليست حربًا شخصية.
بل على العكس، قد تكون البداية لعهد جديد في ريال مدريد، حيث التنافس الشريف بين اللاعبين يقود الفريق إلى مستويات أعلى ويزيد من قوته على المدى الطويل.
في النهاية، سواء ظهر التوتر أحيانًا أو كانت لحظات الانسجام علنية، الهدف الأسمى واضح؛ مصلحة ريال مدريد، والاستفادة من أفضل ما لدى مبابي وفينيسيوس لجعل الفريق أقوى وأكثر تنافسية.
ربما ما نراه على السوشيال هو وجه الصورة العام، وما يحدث على الملعب هو مجرد جزء من عملية تكتيكية ونفسية، لا تهدد رابطة الفريق، بل تصقلها.
جود بيلينجهام
فينسيوس جونيور
مبابي
مودريتش