أصبح سلوك حراس المرمى في ركلات الترجيح تحت دائرة الضوء من جديد، بعدما أثار جوردان بيكفورد الجدل في مباراة فريقه إيفرتون ضد ليدز منذ فترة قليلة، حين لجأ إلى زجاجة مياه دوّن عليها ملاحظات عن اتجاهات مسددي الفريق المنافس.
هذا التصرف، الذي لم يكن جديدًا على عالم كرة القدم، دفع مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) المسؤول عن وضع القوانين داخل فيفا، للتفكير في تعديل القوانين للحد من تلك الممارسات التي تمنح الحراس أفضلية غير عادلة.
القصة التي يرويها لكم موقع 365Scores تعود إلى سنوات مضت، حين ظهر حراس كُثر يعتمدون على ما يُعرف بـ “أوراق الغش”، وهي تدوينات على زجاجات المياه أو على ورق صغير، يتم فيها تحديد الزاوية المفضلة لكل لاعب أثناء تنفيذ ركلات الجزاء.

أبو جبل وبيكفورد.. أسلوب الزجاجة يثير الجدل في فيفا
من بين الأسماء التي ارتبطت بهذا الأسلوب كان محمد أبو جبل، الشهير بـ”جاباسكي” حارس مرمى منتخب مصر، الذي اشتهر بتلك الحيلة خلال مشاركاته الدولية، حين كان يلجأ إلى زجاجته لمعرفة اتجاه تسديدات الخصوم، الأمر الذي أكسبه سمعة واسعة بعد تصديه لركلات حاسمة.
ما قام به بيكفورد أعاد النقاش إلى السطح، خصوصًا وأن الحارس الإنجليزي لم ينجح هذه المرة في إنقاذ ركلة لوكاس نميشا رغم ذهابه في الاتجاه الصحيح، ليطرح السؤال؛ هل هذه الوسيلة فعّالة فعلاً أم مجرد خدعة نفسية؟
خبراء التحكيم في إنجلترا أكدوا أن هذه الظاهرة أصبحت “شائعة للغاية”، إذ باتت مشهدًا مألوفًا في كبرى البطولات، سواء على مستوى الرجال أو السيدات.
هانا هامبتون، حارسة منتخب إنجلترا للسيدات، لجأت لنفس الأسلوب خلال مواجهة إسبانيا، ما عزز الجدل حول ضرورة تدخل المشرعين.
يبدو أن أبــو جبـــل درس لاعبــي الكاميرون جيداً 🙄🇪🇬💪#كأس_أمم_أفريقيا #مصر_الكاميرون #مصر #beINTERACT #AFCON2021 pic.twitter.com/Je3QxRONX2
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) February 4, 2022
حتى الآن لا يوجد نص قانوني يمنع الحراس من استخدام هذه الطرق، لكن النقاشات داخل أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم تبدو جدية.
فالأصوات تتعالى بضرورة الحفاظ على مبدأ “تكافؤ الفرص” بين المسدد والحارس، وعدم تحويل ركلات الترجيح إلى لعبة حسابات مخفية خارج إطار المنافسة الطبيعية.
سواء تم حظر هذه الممارسات قريبًا أو لا، فإن الجدل سيبقى قائمًا؛ وبينما يرى البعض أن الحارس يجب أن يُسمح له بالاستفادة من كل ما هو متاح، يؤكد آخرون أن كرة القدم تفقد جزءًا من عفويتها حين تتحول إلى معركة بيانات.
وفي المنتصف تبقى صورة حراس مثل بيكفورد وأبو جبل عالقة في الأذهان، كجزء من تاريخ طويل من الحيل الذكية التي تسعى الفيفا الآن لتقييدها.