فن أم استفزاز؟ جدارية لامين يامال تقسم حي توريتا

وسط حي توريتا في برشلونة، تحوّلت جدارية لامين يامال، لاعب النادي الكتالوني رقم 10، إلى محور جدل واسع، بين من يعتبرها رمزًا فنيًا واحتفاءً بالنجم الصاعد، وبين من يرى فيها استفزازًا وتشويشًا على المشهد المحلي.

الجدارية تعرضت صباح اليوم للتخريب، مما أضاف فصلًا جديدًا في تاريخها المثير للجدل؛ بالنسبة للأطفال في المنطقة، كانت الجدارية مصدر فرح حقيقي.

فقد حصل لاعبو نادي لا توريتا على قمصان برشلونة تحمل اسم لامين يامال، وبعضهم حصل حتى على تذاكر لمشاهدة مباراة الفريق ضد أولمبياكوس في كامب نو.

ممثلو الرابطة المحلية صرّحوا: “عندما قُدم النادي، حصل كل طفل على قميص برشلونة، الأطفال كانوا سعداء… حتى أولئك الذين يشجعون ريال مدريد”.

الجدل يشتعل.. جدارية لامين يامال بين الإعجاب والتخريب في برشلونة

لكن في محاولة لإيجاد حل وسط، أجرى مجلس المدينة استطلاع رأي بين سكان الحي، وكانت النتيجة حاسمة: 69.6% صوتوا لصالح إزالة الجدارية من موقعها الحالي دون نقلها إلى مكان آخر داخل البلدية.

رئيسة البلدية، مارتا بوجول، أكدت: “لقد تواصلنا بالفعل مع المؤسسة لإزالة الجدارية في أسرع وقت ممكن دون الإضرار بنادي كرة القدم”.

في الأصل، كان من المقرر إزالة الجدارية في شهر مايو خلال مهرجان “فيستا دي لا كرو”، ما كان سيتيح الوقت الكافي للوفاء بالعقد والحفاظ على الحي دون أي تأثير مالي.

📌 A mural of Lamine Yamal in Valdoruf Square, meant for the club’s stadium, sparked much controversy for being in a public space. Some residents objected, citing weak local ties and even racist remarks, while many had no issue. 🤔
[sport] pic.twitter.com/TjGCYsOQuB

— Barça Notes 🗒 𝕏 (@BarcaNotes) December 13, 2025

لكن الجدل تصاعد بشكل غير متوقع، خصوصًا أن الجدارية لم تؤثر على الحياة اليومية للحي، بالمقابل، هناك قضايا محلية أكثر إلحاحًا، مثل سوء رصف الشوارع، الإضاءة غير الكافية، والجداول الملوثة، لم تُثر نفس القدر من ردود الفعل.

مع تصاعد الجدل، انتهى الأمر بالجدارية إلى أعمال تخريب، ما يطرح تساؤلات حول الحدود بين الفن والاحتفاء الرياضي، وحول مدى قدرة الرموز الرياضية على إشعال النقاش المجتمعي، حتى في الأماكن التي يفترض أن تكون هادئة ومجتمعية.

الجدارية، التي وُضعت لتكريم لاعب صاعد، أصبحت اليوم مثالًا حيًا على كيفية انقسام الرأي العام بين الاحتفاء بالنجومية والإحساس بالاستفزاز، وبين الفن والتدخل في الفضاء العام.