365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكأس العالم 2022كرة القدم الألمانيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

فزورة كأس العالم – من هو الحارس الوحيد الذي توج بجائزة أفضل لاعب في المونديال؟

هناك أسطورة لدى مدربي كرة القدم حول العالم تقول: ” إذا كان لديك حارس جيد في الفريق فلا بأس “، ربما يكون هذا الاعتقاد هو السائد بالفعل لدى الجميع وليس المدربين فقط، ما ساهم في ظهور مقولة أخرى تقول: ” الحارس هو نصف الفريق وأحيانًا يكون هو كل الفريق “.

في ألمانيا تحديدًا يضعون الحارس أولًا ومن ثم يأتي البقية، فعلى مر العصور قدم الدوري الألماني العديد من حُراس المرمى العمالقة من مختلف الفرق والأندية، لكن واحدًا فقط من بينهم جميعًا نجح في أثر قلوب الألمان حتى بات “ملكًا” لهم منذ انطلاق مسيرته وحتى علق قفازه أخيرًا وسلم الراية لحارس آخر ليكمل المهمة.

وفي سلسلة ” فزورة كأس العالم ” وهي سلسلة أسبوعية يقدمها 365Scores، نعيد إليكم خلالها قصة ما أو معلومة ما -ربما- تتعرف عليها لأول مرة، لكن على شكل فزورة.. فهل تعرف من هو الحارس الوحيد الذي توّج بجائزة أفضل لاعب في المونديال قبل انطلاق كأس العالم 2022 ؟

من إدمان المخدرات إلى حراسة عرين العملاق البافاري

ولد الحارس الوحيد المتوج بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم، في 15 يونيو عام 1969، في مدينة كالسروه في ألمانيا الغربية، ولم يحتاج للكثير من السنوات ليبدأ مداعبة كرة القدم، خاصة وأن والده كان لاعب في فريق المدينة “نادي كالسروه”.

ما ساهم في انطلاق مسيرة نجله حين بلغ عامه السابع مباشرة، بعدما قرر الوالد ضم ابنه الصغير إلى نادي كالسروه أيضًا، وبسبب تألق الفتى الصغير نجح في التدرج بين الفئات العمرية للنادي الألماني بالفعل.

حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول في عام 1988 وكان لا يزال في عامه التاسع عشر، لكن تفاجئ الحارس الشاب أن مدرب الفريق الأول كان يعتبره الحارس الثالث وليس الثاني.

وبسبب عدم مشاركته على الإطلاق في أي مناسبة فقد الحارس الشغف تجاه اللعبة، ما سهل عليه الاستسلام أمام المخدرات في عامه العشرين! حتى بات مُدمنًا لها بالفعل.

اكتشف جوستان مدربه في كالسروه في ذلك التوقيت حقيقة الأمر، وأن الحارس قد أقدم على إدمان المخدرات ما أدى لتغيبه لفترة طويلة ثم انقطاعه عن التدريبات.

جوستان لم يكتفِ بالصمت أو البقاء مكتوف الأيدي، وقرر الأخذ بيد هذا الحارس لما رأى فيه من موهبة جيدة للغاية ربما تنطلق في المستقبل، وظل يساعده حتى تعافى من إدمان المخدرات نهائيًا وعاد ليضع كرة القدم رقم 1 في حياته.

الأمر الذي ساهم فيما بعد في تطوره بشكل مبهر، ففي عام 1990 كتب له القدر اللعب كحارس أساسي مع كالسروه، ونجح الحارس في التشبث جيدًا في تلك الفرصة ما ساهم في مشاركته في 22 مباراة حافظ خلالهم على نظافة شباكه في 7 مباريات.

بالرغم أن فريقه لم يكن بين فرق منتصف جدول الترتيب حتى في الدوري الألماني، لكن الحارس أدى بشكل جيد جدًا حتى تفجرت موهبته في موسم 1993، بعدما قاد فريقه لإنهاء الموسم في المركز السادس وهو نفسه المركز المؤهل لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي.

وفي الموسم التالي مباشرة؛ 1994، حقق الحارس موسمًا جيدًا للغاية وحافظ على شباكه في 11 مباراة بالتمام في الدوري الألماني، بخلاف قيادته لفريقه في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي حتى دور نصف النهائي، بعدما خرج بشباك نظيفة في 5 مباريات من أصل 7 مباريات.

لكن لسوء الحظ ودع فريق كالسروه البطولة في نصف النهائي في كأس الاتحاد الأوروبي على يد سالزبورج النمساوي بسبب قاعدة أفضلية الهدف.

وبسبب تألقه في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، لفت أنظار المسؤولين في بايرن ميونخ، ما ساهم في إتخاذ النادي البافاري قرارًا صارمة بضرورة ضمه، وبالفعل تمت الصفقة بمقابل وصل إلى قرابة 3.5 مليون يورو، لتصبح أغلى صفقة في التاريخ في ذلك التوقيت!

الحارس الذي لا يعرف طريق الابتسامة

تألق الحارس بقوة مع بايرن ميونخ ما ساهم في ضمه ضمن قائمة منتخب ألمانيا المشاركة في كأس العالم 1994! لكنه لم ينال شرف المشاركة في تلك النسخة في أي مباراة مع المانشافت.

ودع منتخب ألمانيا البطولة من دور ربع النهائي بعد الهزيمة أمام بلغاريا بنتيجة 2-1، لتنتهي أحلام الحارس تمامًا في حصوله على فرصة تاريخية لا تُنسى.

https://www.youtube.com/watch?v=TJDomKSTa7w

بعد نهاية المونديال، بدأ موسمه الأول مع بايرن ميونخ الذي لم يكن جيدًا على الإطلاق، حيث حصل الحارس على فرصة المشاركة بشكل أساسي ليصبح حارس بايرن الأول، لكنه أنهى مع الفريق في المركز السادس، بجانب توديع دوري أبطال أوروبا من دور نصف النهائي بعد الخسارة من أياكس آمستردام بنتيجة 5-2.

المفارقة أن الحارس تعرض لإصابة قوية قبل مباراة بايرن وأياكس في نصف نهائي دوري الأبطال، ولم يشارك في المباراتين بالأساس، وهي نفسها المباراة.

برغم أن موسمه الأول مع بايرن ميونخ فشل في الفوز معه بأي لقب، لكن في الموسم التالي 1996، نجح في معانقة أول لقب أخيرًا بعد فوزه في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي مع بايرن على فريق بوردو الفرنسي بنتيجة 5-1 مجموع المباراتين.

بعد تلك المباراة تحديدًا، تم اختيار إسم الحارس في قائمة منتخب ألمانيا المشاركة في بطولة يورو 1996. لكنه لم يشارك في أي مباراة أيضًا.

برغم ذلك، منتخب ألمانيا حقق لقب يورو 1996 بعد فوزه على التشيك في المباراة النهائية بنتيجة 2-1، لكن كُتب القدر لهذا الحارس الفوز بلقبه الأول والوحيد مع منتخب ألمانيا في مسيرته بالكامل!

هذا الحارس لم يستسلم أبدًا، ليُكمل تألقه المعهود عنه في موسمي 1997 و1998، بعدما حقق لقبي الدوري الألماني وكأس ألمانيا، لكنه فشل في الفوز مع بايرن بدوري أبطال أوروبا، بخلاف ذلك تم استدعائه مع المانشافت في كأس العالم 1998، لكن هذه المرة كالمعتاد لم يشارك في أي مباراة!

خاصة وأن منتخب ألمانيا ودع كأس العالم 1998 باكرًا، بعدما خسر في دور الـ 16 على يد منتخب كرواتيا بنتيجة 3-0.

لم يستسلم الحارس على الإطلاق، ففي موسم 1999 والذي كان من أفضل مواسمه على الإطلاق، بعدما لعب 51 مباراة في مختلف البطولات وحافظ على نظافة شباكه في 26 مباراة بينهم! بجانب فوزه بالدوري الألماني وكأس ألمانيا.

بجانب الموسم المبهر الذي قدمه الحارس مع بايرن ميونخ، والذي عُرف منذ ذلك الحين بلقب “العملاق”، الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لمواجهة مانشستر يونايتد، وبرغم تعملقه لكنه خسر المباراة بهدف “أولي جونار سولشاير” الشهير.

برغم الخسارة تم اختياره كأفضل حارس مرمى في دوري أبطال أوروبا في تلك النسخة، ووصله خبر هام فيما بعد تلك المباراة مباشرة، بعدما وقع عليه الاختيار ليكون ضمن قائمة ألمانيا المشاركة في بطولة يورو 2000.

إذا الأحلام أيضًا تتحقق.. ولكن!

في بطولة يورو 2000 شارك الحارس أخيرًا كحارس أساسي مع منتخب ألمانيا، لكن لسوء حظه الشديد، ودع المانشافت البطولة من دور المجموعات!

وفي الموسم الجديد، نجح في الوصول مع بايرن ميونخ إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ليصطدم حلمه بأحلام فالنسيا هذه المرة.

انتهت المباراة في وقتها الأصلي والإضافي بنتيجة 1-1، لتحتكم في النهاية لركلات الحظ الترجيحية، هنا تحققت المعجزات أخيرًا، نجح الحارس في التصدي لـ 3 ركلات جزاء دفعة واحدة ليمنح كأس البطولة أخيرًا للبافاري، تلك البطولة كانت سببًا في فوزه أيضًا بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم في العام نفسه.

في عام 2002، نجح في قيادة بايرن ميونخ للفوز بكأس العالم للأندية بعد الفوز على بوكا جونيور بنتيجة 1-0، لكنه خسر السوبر الأوروبي أمام ليفربول، وودع مع البافاري من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

لكن ولأن في هذا الموسم شارك في 50 مباراة بمختلف البطولات، وحافظ على نظافة شباكه في 25 مباراة بالتمام، ساهم ذلك في تأكيد فرصته نحو حراسة عرين منتخب ألمانيا في كأس العالم 2002.

من هو الحارس الوحيد الذي توّج بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم ؟

دعنا لا نُؤخر الإجابة أكثر من ذلك، الحارس الوحيد الذي نجح في التتويج بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم هو الألماني الدولي العملاق “ أوليفر كان “، وحقق تلك الجائزة بالفعل في نسخة كأس العالم 2002 مع ألمانيا.

في كأس العالم 2002، سقط منتخب ألمانيا في المجموعة الخامسة، رفقة منتخبات: ” الكاميرون – السعودية – أيرلندا “

تخطى المانشافت مبارياته الثلاثة في دور المجموعات بعدما حسمها كافة بالفوز، إلى جانب ذلك خرج “أوليفر كان” بشباك نظيفة في مواجهتين فيما استقبلت شباكه هدف وحيد.

تأهل منتخب ألمانيا نحو دور الـ 16 وتخطى أوروجواي بنتيجة 1-0، وفي ربع النهائي تفوق على أمريكا بنتيجة 1-0 أيضًا، وفي نصف النهائي أطاح بصاحب الأرض “كوريا الجنوبية” بنتيجة 1-0.

ليشارك أوليفر كان في تواجد منتخب ألمانيا في نهائي كأس العالم 2002، أمام منتخب البرازيل، بعدما حافظ على نظافة شباكه في 5 مباريات من أصل 7 مباريات.

برغم تعملق أوليفر كان في التصدي لصواريخ البرازيل المتجهة بشكل متتالي نحو مرماه، لكنه لم يقوى على التصدي أمام كرات الظاهرة رونالدو، ليتلقى الهدف الأول في الدقيقة 67 والهدف الثاني في الدقيقة 79.

انتهت المباراة بتفوق البرازيل بنتيجة 2-0، ليتوج السيليساو أخيرًا بلقبه الخامس في كأس العالم، ليصبح أكثر المنتخبات فوزًا باللقب في التاريخ.