فاران: شعرت بالاكتئاب في ريال مدريد.. وهذا السبب وراء اعتزالي
كشف اللاعب الفرنسي السابق رافائيل فاران عن المعاناة النفسية التي واجهها خلال مسيرته الاحترافية، مشيرًا إلى أن تجربة الانضمام إلى ريال مدريد في سن الثامنة عشرة كانت صعبة للغاية على المستوى النفسي.
فاران انضم إلى ريال مدريد من لنس وهو في الثامنة عشرة من عمره عام 2011، قبل أن ينتقل إلى مانشستر يونايتد بعد 10 سنوات، وقضى في ملعب أولد ترافورد 3 مواسم، ليرحل في صيف 2024 إلى كومو، لكنه يعتزل كرة القدم دون أن يكمل الموسم مع الفريق الإيطالي.
بطل العالم 2018 تحدث في تصريحات لصحيفة “لوموند”، كشف من خلالها عن بعض الجوانب النفسية التي أثرت عليه خلال مسيرته الاحترافية.
فاران يكشف عن مشاكله في ريال مدريد
وقال المدافع الفرنسي السابق: “بعد انضمامي إلى ريال مدريد، واجهت أولى مشاكلي. كنت في الثامنة عشرة من عمري، ولم تكن فترة مراهقتي طبيعية. كنت وحيدًا، أتدرب طوال الوقت، وبالكاد ألعب. شعرت وكأن حلمي يتلاشى. كنت في الملعب مركزًا تمامًا، لكن بعد ذلك لم أرغب في العودة إلى المنزل. كنت أشعر بالاكتئاب ولم أعد أستمتع بأي شيء”.
وأضاف: “تلك المشاعر عشتها بمفردي دون التحدث مع أي شخص، كان هذا هو الثمن الذي يجب دفعه. كنت أعتقد أنه يجب عليك خوض هذا التحدي لتحقيق النجاح. كنت في بداية مسيرتي المهنية، وكنت أطرح على نفسي ألف سؤال: هل اتخذت القرار الصحيح بقدومي إلى هنا؟ هل أغادر؟ هل أتحدث عن الأمر؟ كنت أعاني من نوع من الوحدة، أشعر وكأن كل شيء ينهار”.
وأشار فاران إلى أن الصعوبات النفسية لم تتوقف بعد تحقيقه الحلم الأكبر بالفوز بكأس العالم 2018: “كانت الفترة التي تلت كأس العالم صعبة للغاية. تحقق حلمك وتتربع على قمة كرة القدم العالمية، ثم يأتي الانهيار. أتذكر أن جائحة كورونا ساعدتني على الخروج من حالة الاكتئاب تلك. تمكنت من معالجة كل تلك المشاعر وإعادة ضبط نفسي. إنه أمر متناقض، لأن تلك الفترة كانت صعبة للغاية على الكثيرين من حيث الصحة النفسية”.

لماذا قرر فاران الاعتزال في سن 31 عامًا
وتطرق اللاعب الفرنسي إلى تأثير جدول المباريات المكثف على الصحة النفسية للاعبين، قائلًا: “بعد تسعة أيام من نهائي كأس العالم 2022، لعبت مباراة مع مانشستر يونايتد. لم يكن لديّ حتى وقت للتفكير في الهزيمة. الجدول الزمني مشكلة كبيرة. أتفهم أنها تجارة، لكننا نفقد الجودة كعرض رائع. إما أنك لا تلعب بكامل طاقتك، أو تلعب كالروبوت. هناك المزيد من الإصابات الجسدية، ومن الواضح أن تأثيرها على الصحة النفسية للاعبين كبير جدًا”.
وأكد فاران أن ضغط المباريات كان أحد أسباب اعتزاله المبكر: “كان أحد الأسباب، نعم، لأن جدول المباريات كان مجنونًا. لم يكن لدي أي فترات راحة تسمح لي بالتعافي جسديًا أو عقليًا. كرة القدم تشبه المجتمع إلى حد ما، مع نوع من الاندفاع المحموم”.
وأكمل: “عليك دائمًا بذل المزيد من الجهد، ودائمًا بشكل أسرع. إنه أمر مرهق للغاية. نحن بحاجة إلى استراحة. ليس لأننا لا نريد اللعب، ولكن للعب بشكل أفضل. الفكرة ليست الهروب من المنافسة، ولكن أن تكون في المكان الصحيح عقليًا، لأنه إذا واصلت تجاوز الحدود، فسوف ينكسر شيء ما عاجلًا أم آجلًا”.

ولفت فاران الانتباه إلى صعوبة الحديث عن الصحة النفسية في كرة القدم: “في غرفة الملابس، يكتم الجميع مشاكلهم ولا يُظهرونها. في كرة القدم، تظل الصحة النفسية موضوعًا محظورًا بشكل خاص. من المهم أن نقول إن إظهار ضعفك لا يعني أنك ضعيف”.
واختتم: “على وسائل التواصل الاجتماعي، لا نعرض سوى أفضل لحظات حياتنا، ولكن وراء ذلك نمر بأوقات عصيبة. بغض النظر عن مسيرتنا المهنية، فنحن بشر في المقام الأول. إن التحدث عن ذلك يساعد في إظهار أن مشاكل الصحة النفسية يمكن أن تؤثر على أي شخص”.