فأل سئ.. ريال مدريد قد يخسر الدوري بسبب التعادل مع أتلتيكو
تُعد النتائج الدقيقة في المباريات الحاسمة داخل عالم كرة القدم، بمثابة بوابة لمصير الأندية على صعيد البطولات، وفي هذا السياق، جاء تعادل ريال مدريد مع أتلتيكو يوم السبت 8 فبراير 2025 على ملعب سانتياجو برنابيو معقل الميرنجي كصدمة قد تحمل معها إشارات مقلقة عن مسيرة الفريق في المنافسة على لقب الدوري الإسباني.
بينما كان اللقاء يشهد تنافسًا شديدًا، انتهى بنتيجة التعادل الإيجابي بهدف لمثله، لكن قد يبدو أن هذا التعادل يحمل في طياته فصلًا جديدًا من التردد وعدم الثبات، ما يدعو للتساؤل حول قدرة الفريق الملكي على استعادة زمام الأمور في الفترة القادمة.
بدأت المواجهة بطاقة مرتفعة، حيث سعى الفريقان لإثبات جدارتهما في معركة وسط ملعب سانتياجو برنابيو التاريخي، حاول ريال مدريد فرض نسقه المعتاد في الاستحواذ والسيطرة على مجريات اللعب، إلا أن أتلتيكو أظهر تنظيمًا دفاعيًا متماسكًا وروح قتالية عالية.

في الدقيقة 35، استطاع سامويل لينو لاعب أتلتيكو مدريد استغلال فرصة من ركلة جزاء لتحويلها إلى هدف التقدم عن طريق جوليان ألفاريز، ولم يمض وقت طويل حتى رد الميرنجي بهدف التعادل في الشوط الثاني بأقدام الفرنسي كيليان مبابي، حيث جاءت ضربة مرتدة محكمة انتهت بإدخال الكرة في شباك الخصم.
هدف مبابي أوقف تقدم الروخيبلانكوس ولكن أبقى النتيجة على التعادل، رغم المحاولات المتكررة من جانب لاعبي الفريق أصحاب الأرض لاقتناص الفوز، فقد انتهت المباراة بتوازن محايد أثار العديد من التساؤلات حول أداء النادي الملكي في اللحظات الحاسمة.
لمحة تاريخية.. صدى الماضي في مواجهات ريال مدريد ضد أتلتيكو
ليس من المستغرب أن تثير مثل هذه النتائج ذكريات الموسم الذي جمع ريال مدريد وأتلتيكو في مواجهاتهما السابقة، ففي موسم 2017/2018، شهد اللقاء بين الفريقين تعادلًا في كل من مباراة الذهاب والإياب، وكان ذلك الموسم الذي تميز بكونه آخر عام للأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو مع النادي الملكي.
مبابي يدرك التعادل لريال مدريد#الدوري_الإسباني #ريال_مدريد #أتلتيكو_مدريد pic.twitter.com/TDffp8prVW
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) February 8, 2025
في تلك الفترة، بالرغم من قدرة ريال مدريد على تحقيق قمة أوروبية بفوزه بدوري أبطال أوروبا؛ إلا أن التعادلات المتكررة أمام أتلتيكو كانت بمثابة الطعنة التي أثقلت كاهل الفريق في المنافسة على لقب الليجا، مما أدّى في نهاية المطاف إلى خسارته بطولة الدوري الإسباني، بينما توّج به غريمه التقليدي، نادي برشلونة الذي حصد 93 نقطة، فيما تجمد اللوس بلانكوس بالمركز الثالث من سلم المسابقة المحلية برصيد 76 نقطة.
الجدير بالذكر أن لقاء الذهاب لديربي مدريد في موسم 17/18؛ أُقيم على ملعب ميتروبوليتانو معقل الروخيبلانكوس وسيطر الصمت التهديفي على مجريات المواجهة حيث إنتهت بنتيجة التعادل السلبي بين الفريقين، بينما في مباراة الإياب على ملعب البرنابيو، حسم التعادل الإيجابي النتيجة، بهدف أحرزه صاروخ ماديرا للميرنجي مقابل هدف سجله أنطوان جريزمان للأتلتيكو.

هل يتكرر موسم 17/18 مع ريال مدريد بخسارة الدوري الإسباني؟
يُثير تعادل ريال مدريد الحالي العديد من التساؤلات: هل سيُعيد التاريخ نفسه كما حدث في موسم رونالدو الأخير مع النادي؟ ففي موسم 2017/2018، كانت تلك التعادلات مؤشرًا على ضعف الفريق في اللحظات الحاسمة، حتى وإن كانت قدراته في البطولات الأوروبية لا تزال في أعلى مستوياتها.
تعكس تلك الفترة حالة من التردد في الأداء؛ حيث اعتمد الفريق في بعض اللحظات على بريق النجوم، لكنه فشل في استغلال الفرص الحرجة أمام منافس منيع مثل أتلتيكو، وفي المقابل، يُعتبر التعادل الحالي بمثابة إشارة تحذيرية، خاصةً في ظل توقعات الجماهير وإدارة النادي بضرورة تقديم أداء أقوى لضمان المنافسة على اللقب المحلي.
بعد العودة للـ"VAR" الحكم يمنح أتلتيكو مدريد ركلة جزاء ينفذها جوليان ألفاريز بنجاح#الدوري_الإسباني #ريال_مدريد #أتلتيكو_مدريد pic.twitter.com/OA5GHPZjJD
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) February 8, 2025
في خضم هذا التردد وعدم الاستقرار، يبرز سؤال ملحّ يطرح نفسه: هل سيتكرر التاريخ ويتحول هذا التعادل إلى نقطة تحول قد تكلف ريال مدريد لقب الدوري؟ هل ستستمر المشاكل الفنية والتحكيمية في التأثير على نتائج الفريق كما في تلك الحقبة التي شهدت وداع كريستيانو رونالدو، أم أن الفريق الملكي سيستجمع قواه ويعيد كتابة فصول المجد؟ تبقى الإجابة معلقةً في الهواء مع اقتراب نهاية الموسم، حيث تتصاعد التوقعات والتساؤلات حول مستقبل الفريق في المنافسة على اللقب.
إن تعادل ريال مدريد مع أتلتيكو ليس مجرد نتيجة على ورقة؛ بل هو إشارة تحذيرية قد تكشف عن ضعف في الأداء أو تردد في اللحظات الحرجة، مما قد يؤثر على مسار المنافسة في الدوري، ورغم أن الفريق قد يظل قويًا في البطولات الأوروبية، فإن الدوري المحلي يعتمد على استمرارية الأداء في كل مباراة، ومع تساؤل الجميع حول إمكانية تكرار موسم 2017/2018 الذي شهد تعادلات مأساوية مع أتلتيكو وخسارة الليجا رغم تتويج الفريق بدوري الأبطال، يبقى السؤال الأكبر: هل يتكرر التاريخ؟