تشابي ألونسوريال مدريدريال مدريدأخبار

غضب الخروج يؤدي لنهاية مثالية.. هل يكرر فينيسيوس ما فعله رونالدو مع زيدان؟

في كرة القدم، كثيرًا ما تتحول لحظات الغضب إلى شرارة انفجار، ووقود يشعل نيران الغضب لمصلحة الفريق، وهو ما يأمل أن يفعله فينيسيوس مثلما سبقه كريستيانو رونالدو.

فينيسيوس جونيور خرج من مباراة ريال مدريد ضد برشلونة أمس في الكلاسيكو، وهو يشتعل غضبًا، ولم يكن راضيًا عن قرار المدرب تشابي ألونسو.

دخل رودريجو مكان فينيسيوس، وغادر فيني ملعب سانتياجو بيرنابيو بالكامل، وذهب إلى غرف خلع الملابس، لكنه بعد لحظات عاد من جديد إلى مقاعد البدلاء.

تجاهل ألونسو ما فعله فينيسيوس، ولم يتحدث بشكل كبير عن غضب فيني، وأراد الحديث أكثر عما حدث في الكلاسيكو، بعد فوز الملكي على البلوجرانا، وتعزيز الصدارة بفارق 5 نقاط.

ما حدث بين فينيسيوس وألونسو يعيد إلى الأذهان واقعة كريستيانو رونالدو مع زين الدين زيدان في عام 2016، منذ حوالي 9 سنوات.

لماذا اعترض رونالدو على زين الدين زيدان؟

على ملعب جران كناريا، يوم السبت 24 سبتمبر 2016، حل ريال مدريد ضيفًا على لاس بالماس، ضمن الجولة السادسة من بطولة الدوري الإسباني.

تقدم أسينسيو، ثم تعادل تانا، قبل أن يسجل كريم بنزيما هدف التقدم للملكي عند الدقيقة 67، ولكن بعد 5 دقائق كان الحدث الأبرز في المباراة.

رفع الحكم اللوحة وظهر رقم كريستيانو رونالدو بالأحمر، مما يعني أن زيدان قرر أن يكون البرتغالي هو اللاعب الثاني الذي سيخرج من الملعب بعد أسينسيو.

خرج رونالدو ووجد زيدان في طريقه، صافحه لكن دون أن ينظر إليه، وذهب إلى مقاعد البدلاء وهو يتفوه ببعض الكلمات التي تعبر عن غضبه.

ازداد الغضب عندما سجل لاس بالماس هدف التعادل القاتل عن طريق سيرجيو أراوخو في الدقيقة 85، وحصل الكناري على نقطة ثمينة من الملكي.

ذلك التعادل استغله برشلونة حينها وفاز بخماسية على سبورتينج خيخون، ليقلص الفارق إلى نقطة مع الملكي في الصدارة، خاصة بعد سقوط ريال مدريد في فخ التعادل قبلها ضد فياريال أيضًا.

زيدان صرّح بعد المباراة: “لم يكن أداء رونالدو سيئًا. سنلعب يوم الثلاثاء، ويجب على كريستيانو أيضًا أن يرتاح من أجل أن يكون في حالة بدنية جيدة. كان خروجه من الملعب من أجله، حتى يكون جاهزًا لمواجهة بوروسيا دورتموند”.

وشدد زيزو وقتها: “هل رونالدو كان غاضبًا؟ ربما هذا تفسيركم، لكنه دائمًا يحب التواجد في الملعب، وأحيانًا نضطر لإخراجه كما حدث اليوم”.

زيدان حافظ على رونالدو ليُكافئه في النهاية

رونالدو لم يسجل في تلك المباراة، وكان قد سجل هدفين فقط من أصل 4 مباريات خاضها، بعدما غاب عن بداية الموسم بسبب إصابته الشهيرة التي تعرض لها في نهائي يورو 2016 ضد فرنسا.

حاول زيدان الحفاظ على اللياقة البدنية لكريستيانو رونالدو، وسجل البرتغالي في مباراة بوروسيا دورتموند، لكن الملكي تعثر حينها، وكان شهرًا صعبًا على الملكي بعد التعادل في 3 مباريات على التوالي.

حينها أطلقت صحيفة “ماركا” عنوان “لعنة اللون الأصفر” بعدما تعادل ريال مدريد ضد فياريال، ثم لاس بالماس، وأخيرًا أمام بوروسيا دورتموند، بل وعاد الملكي وتعادل مع إيبار في الدوري.

كريستيانو رونالدو - كريم بنزيما - سيرجيو راموس - المصدر (Getty images)
كريستيانو رونالدو – كريم بنزيما – سيرجيو راموس – المصدر (Getty images)

مع مرور الوقت كان ريال مدريد يحقق انتصارات بشق الأنفس، مثل أتلتيك بلباو وسبورتينج خيخون، ومع عودة البرتغالي واستعادة لياقته البدنية، اكتشف أن زيدان كان على حق عندما حاول الحفاظ عليه في البداية.

هاتريك ضد ديبورتيفو ألافيس، ثم الهاتريك التاريخي أمام أتلتيكو مدريد في ملعب فيسنتي كالديرون، وكانت غيابات رونالدو في بعض المباريات للراحة، باستثناء مواجهة ديبورتيفو لاكورونيا للإيقاف.

كان زيدان يستعين بكريستيانو رونالدو في دوري الأبطال مع بداية الأدوار الإقصائية، وكان الرجل الأخطر في العالم، وفي الوقت نفسه كان الفريق يحسم الدوري.

غاب رونالدو عن مباريات إيبار، ثم ليجانيس وسبورتينج خيخون وديبورتيفو لاكورونيا وغرناطة، وفاز الملكي بتلك المباريات ليحسم الدوري الإسباني.

ألفارو موراتا - ريال مدريد - المصدر (Getty images)
ألفارو موراتا – ريال مدريد – المصدر (Getty images)

على الجانب الآخر، كان كريستيانو يُبدع في دوري أبطال أوروبا، ومع نهاية دور المجموعات كان البرتغالي قد سجل هدفين فقط وصنع 4.

في الأدوار الإقصائية، سجل في نابولي ذهابًا وإيابًا في دور الـ16، ثم اكتسح بايرن ميونخ بثنائية في أليانز أرينا، ثم الهاتريك الذي أسقط مانويل نوير في سانتياجو بيرنابيو.

لم يتوقف كريستيانو وسجل هاتريك في ذهاب نصف النهائي ضد أتلتيكو مدريد، وفي النهائي ثنائيته في شباك بوفون كتبت الثانية عشرة بالذهب.

كان ذلك هو الموسم الوحيد الذي يحقق فيه كريستيانو رونالدو دوري الأبطال والدوري الإسباني معًا.

أرقام كريستيانو رونالدو في موسم 2016-2017

المباريات46
الأهداف42
التمريرات الحاسمة12

ما علاقة فينيسيوس بغضب رونالدو وزيدان؟

في حقيقة الأمر، يعيش فينيسيوس جونيور أيامًا غير مستقرة في ريال مدريد، كما كان الحال ببداية موسم 2016-2017 مع كريستيانو رونالدو.

اللاعب الذي جلب الأبطال واليورو في موسم واحد، كان رده على من وصفوه حينها بـ”المنتهي”، وبدأ الموسم التالي بإصابة قوية في عمر الـ32 عامًا.

الآن، فينيسيوس جونيور لم يعد النجم الأول في ريال مدريد، بعدما حصل مبابي على الأضواء، ويتحسس البرازيلي خطوات العودة من جديد لتهتف مدرجات سانتياجو بيرنابيو باسمه.

خاض فينيسيوس 13 مباراة منذ بداية الموسم، سجل خلالها 5 أهداف وصنع 4 في الدوري الإسباني، ولم يتمكن من تسجيل أي هدف في بطولة دوري أبطال أوروبا.

ما فعله فينيسيوس أثناء خروجه من الملعب كان مشابهًا قليلًا لكريستيانو رونالدو، حتى وإن كان غضب فيني أكبر، وفي مباراة أكثر أهمية من تلك التي كانت منذ 9 سنوات.

فينيسيوس جونيور - ريال مدريد - المصدر (Getty images)
فينيسيوس جونيور – ريال مدريد – المصدر (Getty images)

في النهاية كان المشهد مشابهًا، وربما الظروف كذلك لكلا اللاعبين، وما يسعى له فيني بالتأكيد هو أن يكون ختام الموسم بالطريقة نفسها.

بطل الدوري والكأس، رجل الموسم الأول في ريال مدريد، ويحقق الكرة الذهبية التي كانت قريبة منه في 2024، ولا يزال لم يتمكن من تجاوز صدمة خسارتها حتى الآن.

ألونسو يستطيع أن يكرر ما فعله زيدان

ريال مدريد حاليًا يمتلك عمقًا في التشكيل يجعله يستطيع اللعب في بطولة الدوري بفريق، وآخر لدوري أبطال أوروبا، خاصة مع فارق الـ5 نقاط، مما يمنح الأريحية للمدرب الإسباني.

زيدان فعل ذلك الأمر في 2016-2017، استخدم أسينسيو وفاسكيز وموراتا، مع خاميس رودريجيز، في ظل غياب رونالدو أو بنزيما في بعض الأحيان.

كذلك المرونة التي كان يمتلكها المدرب الفرنسي في ذلك الوقت بوجود لاعبين يمكنهم اللعب في أكثر من مركز، وهو ما يحدث حاليًا مع ألونسو.

تشابي ألونسو - المصدر (Getty images)
تشابي ألونسو – المصدر (Getty images)

نرى لاعبين مثل أردا جولر وماستانتونو يمكنهم اللعب في أكثر من مركز هجومي، كذلك كامافينجا وتشواميني على المستوى الدفاعي.

ذلك الأمر قد يؤدي لنهاية مماثلة لما حدث في موسم 2016-2017، ولكن الأهم هو أن يعي فينيسيوس ذلك، ويُدرك أن مبدأ المداورة وإراحة اللاعبين سيعود بالنفع على المجموعة، حتى وإن كان يُريد إثبات نفسه وإعادة إحياء مسيرته من جديد.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة