عندما تكون “الخيانة” مشروعة.. مدربون واجهوا أوطانهم بين نشوة النصر وغُصة الحنين

لا يوجد مشهد في عالم كرة القدم أكثر تعقيدًا من تلك اللحظات التي تسبق صافرة البداية، حين يقف رجلٌ ببدلة رسمية، يضع يده على قلبه، لكنه يكتشف أن قلبه منقسم إلى نصفين؛ نصفٌ ينتمي إلى النشيد الوطني الذي يتردد في أركان الملعب، ونصفٌ يلتزم بالعقد والولاء لقميصٍ غريب يرتديه اليوم.
إنها حكاية “المنفى الاختياري” فوق بساط العشب الأخضر؛ حيث يجد المدرب نفسه وجهًا لوجه أمام ذكريات طفولته، وألوان علمه، وصيحات بني جلدته، في هذه المباراة، لا يقود المدرب فريقًا ضد فريق، بل يقود احترافه ضد عاطفته، وتاريخه ضد حاضره؛ هي معركة يخوضها ضد ذاته، حيث يكون الفوز فيها طعمه كالهزيمة، والهزيمة فيها مرارة لا تُنسى؛ فكيف يخطط رجلٌ لسقوط وطنٍ علّمه أولى خطواته في عالم اللعبة؟
جمال السلامي: حين تعانق “الأمانة” نداء “الأصل” – (الأردن 2–3 المغرب – نهائي كأس العرب 2025)
في ليلة قطرية حالمة على ستاد “لوسيل”، وقف المغربي جمال السلامي في أصعب موقف قد يواجهه إنسان؛ كان عليه أن يخطط لإسقاط “أسود الأطلس”، الفريق الذي طالما دافع عن ألوانه كلاعب ومدرب، والبلد الذي يسكن في أعماق وجدانه.
لم يكن خصمه مجرد فريق، بل كان صديقه وزميل دربه طارق السكتيوي، كانت المباراة دراما حية، تقلب فيها الأردن بين الفوز والضياع، وانتهت بدموع الفخر والحسرة في آنٍ واحد.

وقف السلامي في المؤتمر الصحفي، محاطًا بكاميرات العالم، ليضع حدًا لأي لغط حول “انتمائه”، كانت كلماته مزيجًا من الثقة المهنية والاعتزاز الوطني:
“لا أحد يشكك في حبه للمغرب وانتمائه واعتزازه بوطنه.. لقد خدمت الكرة المغربية كلاعب ومدرب، ووصولي لهذه المرحلة بمنتخب الأردن هو في الحقيقة ثمرة لتطور الكرة المغربية وشرف لي أن أمثلها بهذا الشكل”.
“لا يشكك أحد في إخلاصي لعملي وأمانتي؛ أنا الآن مدرب للنشامى، وسألعب لتحقيق الفوز أمام بلادي وفي مواجهة صديقي طارق السكتيوي”.
– جمال السلامي.
بدأت المباراة بضربة مغربية خرافية من منتصف الملعب، لكن “نشامى” السلامي انتفضوا وقلبوا الطاولة بهدفين، وكاد السلامي أن يكتب التاريخ ويسقط “الأصل” بالضربة القاضية؛ ولكن، كما في الأساطير الإغريقية، دائمًا ما تتدخل “التفاصيل الصغيرة” لتغير مجرى القدر.
دخل المخضرم عبد الرزاق حمد الله، وبلمسات غادرة، خطف التعادل قبل دقائق من نهاية الوقت الأصلي، ثم الفوز للمغرب في الأشواط الإضافية.
وقف السلامي يراقب احتفالات وطنه باللقب العربي الثاني في تاريخهم، وبينما كانت قلوب المغاربة ترقص فرحًا، كان قلبه ينزف على ضياع الحلم من بين أيدي لاعبيه الأردنيين الذين آمنوا به.
“النهائي كان رائدًا، وأنا فخور جدًا باللاعبين، كان بإمكاننا إنهاء اللقاء في الوقت الأصلي، لكن المغرب أدرك كيفية التعامل مع التفاصيل الصغيرة، والخبرة هي من حسمت النهائي”.
– جمال السلامي بعد المباراة.
جوس هيدينك: العقل الذي أطفأ مصابيح أمستردام – (روسيا 3–1 هولندا – ربع نهائي يورو 2008)
كانت هولندا في تلك البطولة “إعصارًا” برتقاليًا اكتسح إيطاليا وفرنسا، وكان الجميع يرشحها للقب، لكن على الطرف الآخر، كان ابنها “جوس هيدينك” يبني في الخفاء جيشًا روسيًا شابًا.
وقف هيدينك في المنطقة الفنية يشاهد “طواحين” بلاده وهي تتعطل أمام سرعة لاعبيه، كانت المباراة دراما سريالية؛ مدرب هولندي يلقن العالم درسًا في كيف يتم تحطيم الكرة الشاملة الهولندية.
“آمل أن أكون الخائن الأكبر في هولندا هذا العام، إذا كان عليّ أن أكون خائنًا، فسأكون خائنًا محترفًا جدًا، لا أشعر بأي ندم، أنا أعمل لصالح هؤلاء الفتيان الذين وثقوا بي”.
“لا اعلم كلمات النشيد الوطني الروسي لكني استمتع باللحن وبالتالي سأتمتم بعض الكلمات، اذا اصبحت خائنا فالاجدى بي ان افعلها بالطريقة الملائمة”.
– جوس هيدينك قبل المباراة.
بدأت المباراة بسيطرة هولندية عقيمة، ليصدمهم الروس بهدف رومان بافليوتشينكو، وفي اللحظات الأخيرة، تعادلت هولندا لتظن أنها عادت، لكن هيدينك كان يملك أرشافين في الأشواط الإضافية، انهار البدلاء والأساسيون في هولندا أمام سرعة الروس التي لم تتوقف، ليسجل توربينسكي وأرشافين هدفين صاعقين.
كانت روسيا تلعب بلسانٍ هولندي وعضلاتٍ روسية؛ كان هيدينك يقف هادئًا، يرى بلاده تنهار تكتيكيًا أمامه، بينما كان الجمهور الهولندي في حالة ذهول من “الخيانة التكتيكية” التي تعرضوا لها من ابن جلدتهم.
“إنه أمر مؤلم لبلدي، لكنه فخر لمهنتي، لقد تفوقنا عليهم في كل شيء، تكتيكيًا وبدنيًا، الصبية الروس جعلوني أشعر أنني شاب مجددًا، حتى لو كان ذلك على حساب أهلي في أمستردام”.
– جوس هيدينك بعد المباراة.
برونو ميتسو: الساحر الأبيض الذي أدمى قلب باريس – (السنغال 1–0 فرنسا – افتتاح مونديال 2002)
في ملعب “سيؤول”، وقف الفرنسي برونو ميتسو أمام أساطير فرنسا (زيدان، هنري، ودجوركاييف)، كان ميتسو يعرف كل ثغرة في النظام الفرنسي؛ لم يكتفِ بالدفاع، بل زرع في لاعبي السنغال “عقيدة التمرد”، كانت اللحظة التي سجل فيها بوبا ديوب الهدف هي اللحظة التي سقط فيها قناع ميتسو الفرنسي ليظهر خلفه وجه “الأسد السنغالي”.
“قالوا لنا إننا الفريق الأضعف، وقال بيليه إننا سنخرج من الدور الأول، نظرت في عيون لاعبيّ ورأيت رغبة في الانتقام، فرنسا هي بلدي، لكن السنغال هي قلبي اليوم، سنلعب وكأنها حرب استقلال كروية”.
– برونو ميتسو قبل المباراة.
في افتتاحية المونديال الآسيوي، كانت فرنسا هي “الملك” المتوج على عرش العالم وأوروبا، والسنغال هي “التلميذ” الذي يقوده متمرد فرنسي بملابس رياضية بسيطة وشعر طويل (ميتسو).
لعب ميتسو على “الروح الإفريقية” مستغلًا معرفته الدقيقة بالغرور الفرنسي، في الدقيقة 30، انطلق الحاج ضيوف كالسهم، وأرسل عرضية ارتبك فيها الدفاع الفرنسي، ليضعها “بوبا ديوب” في الشباك.
🗓️ 2002
— FIFA World Cup (@FIFAWorldCup) February 4, 2024
🇫🇷🆚🇸🇳
Papa Bouba Diop and Senegal's shining moment. 🕺 pic.twitter.com/eFGOLLHien
باقي المباراة كان جحيمًا على فرنسا؛ القائم والعارضة وصمود الحارس السنغالي، بينما ميتسو يصرخ على الخط كأنه يوجه ثورة لا مباراة كرة قدم.
صمتٌ تام في باريس، واحتفالات صاخبة في داكار، كان ميتسو هو العقل المدبر لـ “الفضيحة الفرنسية” التي لن تنساها الصحافة هناك أبدًا.
“لقد حققنا المعجزة، شعوري لا يوصف؛ كفرنسي أشعر بالأسف لأبطال العالم، ولكن كمربي وكمدرب، أنا فوق السحاب، لقد علمنا العالم أن الكرة لا تعترف بالجنسية، بل تعترف بالعرق والجهد”.
– برونو ميتسو بعد المباراة.
جاك تشارلتون: “الخائن” المتوج بالحب الأيرلندي – (أيرلندا 1–0 إنجلترا – يورو 1988)
كان جاك تشارلتون يمثل “الهوية الإنجليزية” في أبهى صورها؛ بطل مونديال 1966، لكنه عندما تولى تدريب أيرلندا، نقل إليهم “الروح القتالية الإنجليزية” ليضرب بها إنجلترا نفسها، في شتوتجارت، كانت المباراة ملحمة من الصمود الأيرلندي أمام الهجمات الإنجليزية.
“يعتقد الإنجليز أنهم يملكون الحق الحصري في الفوز لأنهم اخترعوا اللعبة. أنا هنا لأثبت لهم أن العمل الشاق في دبلن يتفوق على الغرور في لندن. لست هنا لأغني النشيدين، أنا هنا لأفوز بمباراة كرة قدم”.
– جاك تشارلتون قبل المباراة.
مباراة جسدت الصراع التاريخي والسياسي، يقود فيها الإنجليزي تشارلتون جيشًا أيرلنديًا ضد بني وطنه؛ لم تكن مباراة تكتيكية بقدر ما كانت معركة استنزاف، سجل راي هويتون هدفًا مبكرًا برأسية في الدقيقة السادسة.
بعدها، تحولت المباراة إلى “حصار” إنجليزي لمرمى أيرلندا، لكن تشارلتون زرع في لاعبيه عقيدة الدفاع الانتحاري، كانت الكرات الطويلة الإنجليزية تسقط أمام صلابة الأيرلنديين.
“لقد فعلناها، لا يهمني من هو الخصم، لو كانت إنجلترا أو غيرها، لقد لعبنا بطريقتنا البدائية التي يكرهونها، ونجحنا، الفوز على إنجلترا له طعم خاص في دبلن، وأنا الآن أيرلندي أكثر من أي وقت مضى”.
– جاك تشارلتون بعد المباراة.
هيرفي رينارد: الذي تمنى “خيانة” فرنسا – (المغرب 0–2 فرنسا – نصف نهائي مونديال 2022)
لم يكن رينارد مدربًا للمغرب في تلك المباراة (كان مدربًا للسعودية لكنه حضر ليشجع المغرب الذي دربه سابقًا ويعتبره وطنه الثاني)، ولكن المثال الأبرز هنا هو الصراع العاطفي الذي يمثله رينار كمدرب فرنسي قضى عمره في إفريقيا.
“أنا فرنسي، ولدت في فرنسا، وأحمل جواز سفر فرنسيًا.. ولكن غدًا، سأشجع المغرب، لا يمكنكم تخيل كمية الحب التي منحني إياها هذا البلد، أحيانًا يكون الولاء لمن احتضنك أكبر من الولاء لمن ولدك”.
– هيرفي رينارد قبل المباراة.
في تلك الليلة تحت أضواء ملعب “البيت”، لم تكن كرة القدم مجرد صراع على الجلد المنفوخ، بل كانت فصلًا من رواية إنسانية كتبها “أسود الأطلس” بدمائهم وعرقهم أمام أنظار العالم، هي المباراة التي وقف فيها هيرفي رينار (الفرنسي الذي قاد المغرب سابقًا) ممزقًا، يراقب “أبناءه” في المغرب وهم يحاولون إسقاط “أهله” في فرنسا.
قبل أن يطلق الحكم صافرته، بدأت الدراما تلاحق المغرب؛ سقط الصخرة نايف أكرد في الإحماء، ولحق به القائد رومان سايس في الدقيقة 21. كان الأمر يشبه محاربًا يفقد درعه وسيفه قبل أن تبدأ المعركة الحقيقية. وفي الدقيقة الخامسة، وبقسوة المحترفين، انقض ثيو هيرنانديز ليسجل هدفًا فرنسيًا مبكرًا، لتبدو الأجواء وكأنها تمهد لانهيار مغربي وشيك.
لكن ما حدث بعد ذلك كان معجزة كروية؛ تحول المغرب من “ضحية” إلى “جلاد”، رغم القائم الذي عاند جيرو، إلا أن جواد الياميق طار في الهواء في لحظة انعدمت فيها الجاذبية، مرسلًا ركلة مقصية “سينمائية” ارتطمت بالقائم، وكأن التاريخ كان يرفض أن تدخل هذه الكرة الشباك لشدة جمالها.
في الشوط الثاني، كان المغرب هو “الطرف الأفضل” بكل المقاييس، حاصر أبطال العالم في منطقتهم، وأهدر النجوم فرصة تلو الأخرى، بينما كان رينارد في المدرجات يشاهد “تلاميذه” وهم يذيقون فرنسا مرارة الخوف لأول مرة في البطولة.
وبينما كان الجميع ينتظر تعادلًا مغربيًا مستحقًا، تدخل كولو مواني في الدقيقة 79، ومن اللمسة الأولى كبديل، وضع الكرة في الشباك المغربية. كانت تلك اللحظة هي الصمت الذي ساد الخور؛ لحظة أدرك فيها الجميع أن “التفاصيل الصغيرة” والخبرة القاتلة هي من انحازت لفرنسا، لتنتهي المباراة بنتيجة 2-0.
تاتا مارتينو: الرجل الذي غرق في “بحر الأرجنتين” – (المكسيك 0–2 الأرجنتين – مونديال 2022)
كان مارتينو يواجه وطنه الأرجنتين في مباراة حياة أو موت للمكسيك. طوال المباراة، كانت الكاميرات ترصد ملامحه الجامدة. عندما سجل ميسي، لم يتحرك مارتينو، وكأن جسده في المكسيك وروحه في “روساريو” مسقط رأسه.
“ماذا كنت ستفعل مكاني؟ أعرف أين ولدت، سأخبرك بالسنة، واسم المستشفى، ورمز المنطقة للمدينة، لكن عليّ أن أبذل قصارى جهدي لكي تفوز المكسيك، لا يمكنني التفكير في أي شيء آخر”.
– تاتا مارتينو قبل المباراة.
المكسيك كانت تدافع بـ 5 مدافعين، الأرجنتين كانت عاجزة، ومارتينو كان يسير على الخط بخطوات متوترة؛ فجأة، استلم ميسي الكرة خارج المنطقة، سدد أرضية زاحفة لم يرها الحارس.
في تلك اللحظة، انهار مشروع مارتينو المهني أمام انتماء وطنه. ثم أضاف إنزو فيرنانديز الهدف الثاني ليقضي على المكسيك تمامًا.
غضب عارم في مدرجات المكسيك، واتهامات لمارتينو بأنه “لم يغير شيئًا” لينقذ فريقه، بينما كانت دكة بدلاء الأرجنتين تحتفل بجنون بموت حلم مدربها السابق.
“من الصعب جدًا أن تخسر، والأصعب أن تأتي الهزيمة من عبقري مثل ميسي، لقد فعلنا كل شيء لإيقافهم، لكن الجودة حسمت الأمر، اليوم أشعر بمرارة مضاعفة؛ مرارة الفشل المهني ووجع الانتقادات التي تتهمني بالولاء لوطني”.
– تاتا مارتينو بعد المباراة.
ختامًا، وفي نهاية التسعين دقيقة، وأيًا كانت النتيجة التي تُشير إليها اللوحة، يخرج هؤلاء المدربون من الملعب بعبءٍ ثقيل لا يحمله غيرهم، فمن انتصر منهم على وطنه، سار في ممر اللاعبين بابتسامة خجولة، تخفي خلفها اعتذارًا صامتًا لأهل بيته، ومن خسر أمام بلاده، وجد نفسه بين ناريْن: مرارة الفشل المهني، وراحة غريبة تسللت إلى صدره لرؤية علم بلاده يرفرف عاليًا.
إن مواجهة المدرب لبلده الأم ليست مجرد مباراة تكتيكية، بل هي تذكير دائم بأن كرة القدم، رغم كل احترافيتها المادية، تظل رهينة لتلك الروابط غير المرئية التي تربط الإنسان بترابه الأول. ستبقى هذه اللحظات هي الأكثر إنسانية في تاريخ الرياضة؛ لحظات تُثبت أن الانتماء لا يمكن محوه بتوقيع عقد، وأن الوطن، حتى لو واجهته كخصم، يظل هو الساكن الوحيد في الزوايا التي لا تصلها تعليمات المدربين.
استاد لوسيل: مسرح الأحلام وأيقونة النهايات الكبرى
منذ افتتاحه، فرض استاد لوسيل نفسه كواحد من أكثر ملاعب العالم رمزية، ليس فقط بسبب سعته الجماهيرية الضخمة، بل لأن أهم المباريات النهائية واللحظات التاريخية في كرة القدم الحديثة مرت من على نجيلته، ليصبح بحق “ملعب التتويج”.
| الحدث | التاريخ | المواجهة | النتيجة | القيمة التاريخية |
| نهائي كأس العالم 2022 | 18 ديسمبر 2022 | الأرجنتين vs فرنسا | 3-3 (4-2 ركلات ترجيح) | “ليلة ميسي” وأعظم نهائي في تاريخ اللعبة. |
| نهائي كأس آسيا 2023 | 10 فبراير 2024 | قطر vs الأردن | 3-1 | ليلة التتويج التاريخي الثاني للـ”عنابي”. |
| نهائي كأس القارات للأندية | 18 ديسمبر 2024 | ريال مدريد vs باتشوكا | 3-0 | سطوة “الملكي” في يوم قطر الوطني. |
| نهائي كأس العرب 2025 | 18 ديسمبر 2025 | المغرب vs الأردن | 3-2 | ليلة صراع “السلامي” ضد وطنه المغرب. |
| فيناليسيما 2026 | 27 مارس 2026 | الأرجنتين vs إسبانيا | مرتقب | صدام أبطال القارات (ميسي ضد يامال). |
لقد بات استاد لوسيل هو “بوصلة” كرة القدم العالمية؛ فمنه تبدأ الأحلام وفيه تُحسم الأقدار، سواء كان المشهد هو ميسي وهو يرفع الكأس، أو جمال السلامي وهو يواجه وطنه بقلب ممزق، يظل هذا الملعب هو المكان الذي تتحول فيه الرياضة إلى ملحمة إنسانية خالدة.
لوسيل لم يعد يستضيف مباريات فحسب؛ إنه يستضيف “التاريخ”، وينتظر في مارس 2026 موقعة “الفيناليسيما” بين إسبانيا والأرجنتين، ليكتب سطرًا جديدًا في كتابه الذهبي.
لوسيل في المونديال.. “الأرقام تتحدث”
كان لوسيل هو “قلب” مونديال قطر النابض، حيث استضاف 10 مباريات كاملة، سجلت أعلى معدلات حضور جماهيري وأغزر حصيلة أهداف.
- الأرجنتين 1-2 السعودية: (المفاجأة الكبرى في مونديال قطر).
- البرازيل 2-0 صربيا: (ليلة السامبا ومقصية ريتشاليسون الخالدة).
- الأرجنتين 2-0 المكسيك: (صاروخ ميسي الذي أحيا الأمل).
- البرتغال 2-0 أوروجواي: (تألق برونو فيرنانديز).
- السعودية 1-2 المكسيك: (ليلة الوداع الحزين للأخضر السعودي).
- الكاميرون 1-0 البرازيل: (هدف فينسينت أبو بكر التاريخي).
- البرتغال 6-1 سويسرا: (زلزال دور الـ 16 وهاتريك جونزالو راموس).
- الأرجنتين 2-2 هولندا (4-3 ركلات ترجيح): (معركة ربع النهائي).
- الأرجنتين 3-0 كرواتيا: (تذكرة العبور للنهائي).
- الأرجنتين 3-3 فرنسا (4-2 ركلات ترجيح): (مسك الختام).