أخبار الكرة المغربيةكأس العالم 2026أخبارالرجاء

عندما تآمر رونالدو على “الأسود”.. قرعة كأس العالم 2026 تُعيد كابوس 98 إلى أذهان المغاربة

أعادت قرعة كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية كندا والمكسيك، ذكريات الجيل الذهبي لمنتخب المغرب، وأيقظت ذكريات مونديال مونديال فرنسا 1998 وحيثياته التي لا تُفارق أذهان جماهير “أسود الأطلس”.

ولم تمرّ ساعات طويلة على سحب قرعة كأس العالم 2026 حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب بتعليقات تستعيد ذكريات مؤلمة تعود إلى مونديال فرنسا 1998، ومؤامرة البرازيل الشهيرة.

كلما ذُكرت كأس العالم، إلا وعاد معها الحنين إلى “الجيل الذهبي” للكرة المغربية، وإلى تلك الليلة التي لا تُنسى، ليلة سقط فيها “أسود الأطلس” ضحية ما يسميه كثيرون بـ”مؤامرة البرازيل والنرويج”، والتي أطاحت بآمال المغاربة في العبور إلى الدور الثاني، رغم الأداء الكبير الذي قدمه زملاء “كاماتشو”.

كأس العالم 2026.. ما قصة الذكرى السيئة التي تذكرها المغاربة

بطولة كأس العالم كانت دائما مسرحا لأحداث استثنائية، لكن ما حدث للمنتخب المغربي في مونديال 98 ظلّ واحدا من أكثر الوقائع مرارة في تاريخ الكرة المغربية رغم تعاقب السنوات.

وعلى الرغم من الأداء البطولي للمنتخب بقيادة المدرب الفرنسي هنري ميشيل، ورغم الجيل الذهبي الذي جمع بين نجوم كبار في دوريات أوروبية مرموقة، انتهى المشوار بخيبة كبيرة في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

كان حلم تكرار إنجاز مونديال 1986 يلوح في الأفق، خاصة وأن العناصر التي حملت قميص منتخب المغرب وقتها، كانت تُعدّ الأفضل منذ سنوات، من حيث الجودة والانسجام والموهبة.

رحلة التأهل.. جيل من ذهب وملعب محمد الخامس شاهد

بدأت قصة ذلك الجيل قبل المونديال بسنوات قليلة، حين شقّ طريقه بصعوبة في التصفيات الأفريقية، قبل أن يحسم التأهل من مركب محمد الخامس في الدار البيضاء على حساب منتخب غانا، بهدف المهاجم خالد رغيب.

وكان ذلك التأهل الثاني تواليا لأسود الأطلس بعد مشاركة 1994، لكنه كان تأهلا بطعم خاص نظرا لثقل الأسماء التي ارتدت القميص المغربي آنذاك.

وضمّت تشكيلة 98 لاعبين صنعوا أسماءهم في أعتى الدوريات الأوروبية، نور الدين النيبت، صخرة دفاع ديبورتيفو لاكورونيا، صلاح الدين بصير ومصطفى حجي، نجما لاكورونيا أيضا، الطاهر لخلج وعبد الكريم الحضريوي في بنفيكا البرتغالي، عبد الإله صابر في سبورتينج لشبونة.

قرعة كأس العالم 2026
قرعة كأس العالم 2026

دور المجموعات.. بداية واعدة ونهاية صادمة

في المباراة الأولى، وقف المنتخب المغربي ندا لخصمه الأوروبي القوي. سجّل مصطفى حجي واحدا من أجمل أهداف المونديال بعد تمريرة ساحرة من لخلج، قبل أن يُلغى هدف صحيح لعبد الجليل هدا “كاماتشو”، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2، مع شعور عام بأن هناك ما هو قادم.

وأمام البرازيل، احترم المنطق نفسه، خسر الأسود بثلاثية نظيفة أمام منتخب مرشح للقب، لكن الأداء لم يكن سيئا إلى درجة الانهيار، بل ظلّ الأمل قائما في الجولة الأخيرة.

وفي مباراة حياة أو موت ضد اسكتلندا، ضرب المنتخب المغربي بقوة، وسجّل صلاح الدين بصير هدفين، وأضاف كاماتشو هدفا ثالثا، في ليلة كان يُمكن أن تُخلّد تاريخيا لولا ما حدث في المبار اة التي جرت بالتزامن لحساب ذات المجموعة.

الجولةالمباراةالنتيجة
1المغرب ضد النرويج2-2
2المغرب ضد البرازيل0-3
3اسكتلندا ضد المغرب3-1

مؤامرة البرازيل والنرويج… القصة التي لا تُنسى

كانت آمال المغاربة معلّقة على مباراة البرازيل والنرويج، حيث كان يكفي أن تنتهي بالتعادل كي يعبر المغرب إلى الدور الثاني.

لكن الدقائق الأخيرة شهدت ما وصفه المغاربة بـ”المؤامرة”، بعدما حصلت النرويج على ضربة جزاء وصفها المعلقون والخبراء بالمثيرة للجدل، ليُسجّل المنتخب الاسكندنافي هدف الفوز، ويُخرج المغرب من البطولة رغم انتصاره الكبير على اسكتلندا.

انتهى المونديال، لكن مشاعر الغضب لم تنته، وما زال كثيرون يرون أن الأسود خرجوا “مغدورين” لكن برأس مرفوع، بعدما صفق لهم العالم، وتغنّت الصحافة الدولية بعروضهم الراقية.

لماذا تعود القصة اليوم مع قرعة 2026؟

إعادة الحديث عن كابوس 98 مع قرعة كأس العالم 2026 يعود إلى طبيعة المجموعات وترتيباتها التي تدفع الجماهير لإحياء ذكريات سابقة، سواءً بحنين للإنجاز أو استحضارا لخيبات الماضي، خاصة مع تواجد المغرب، البرازيل، اسكتلندا في مجموعة واحدة.

وبينما يستعد الجيل الحالي لخوض العرس العامي بعدما أوقعته قرعة كأس العالم 2026 في مجموعة قوية، لا يزال جيل 98 يُلهم اللاعبين والجماهير، ويذكّرهم بأن كرة القدم لا تُختصر في نتيجة، بل في الروح والانتماء والقتالية التي ميّزت “أسود الأطلس” في تلك النسخة.

فهل تكون قرعة كأس العالم 2026 فأل خير على منتخب المغرب وفرصة للثأر من واقعة مونديال 98.. أم تحمل الأيام القادمة عكس ذلك؟

حكيم الزايري

صحفي مغربي من مواليد عام 1994، بدأ العمل في المجال الإعلامي سنة 2016، مسؤول عن تغطية أحداث الكرة المغربية بموقع 365Scores، ومحترف في التعليق الصوتي وكتابة "سكريبتات" للفيديوهات القصيرة، وإعداد تقارير رياضية بالصوت والصورة، بالإضافة لكتابة مقالات في الكرة العالمية.