لايت 365أخباربطولات ودورياتتقارير ومقالات خاصة

عظام في الملعب ولعنة لم تُكسر.. قصة انتقام ساحر من أستراليا

عندما ينقل السحر على الساحر، لا وجود سوى للعنة لا تُقهر تُلازمك لسنواتٍ، وهذا ما حدث في نوفمبر 1969، عندما وجد منتخب أستراليا نفسه أمام واحدة من أكثر القصص غرابة في تاريخ التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

الفريق الذي كان مرشحًا لتخطي روديسيا (زيمبابوي حاليًا) بسهولة في طريقه إلى مونديال المكسيك 1970، انتهى به الأمر عالقًا في “أسطورة” لا تزال تروى حتى اليوم، ويقصّها عليكم موقع 365Scores.

بعد تعادلين محبطين، لجأ الأستراليون إلى نصيحة غريبة من صحفي محلي، الاستعانة بـ”نيونجا”، طبيب ساحر من موزمبيق، لوضع لعنة على الخصم.

منتخب أستراليا - المصدر: Gettyimages
منتخب أستراليا – المصدر: Gettyimages

وبالفعل، قام الرجل بدفن عظام قرب المرمى وإطلاق طقوسه الغامضة.

والنتيجة؟ فوز أستراليا 3-1 في المباراة الفاصلة.

ساحر موزمبيق الذي غيّر مسار أستراليا الكروي

لكن القصة لم تنتهِ هنا؛ فالساحر طلب أجره، 1000 دولار، وعندما تجاهل اللاعبون الدفع، انقلب السحر عليهم، ليُقال إنه عكس اللعنة ووضعها على “السوكيروس”.

من تلك اللحظة، كما قال القائد الراحل جوني وارن: “سارت كل الأمور ضدنا”.

ورغم تأهل أستراليا لمونديال 1974 في ألمانيا، إلا أنها لم تسجل أي هدف، ثم فشلت في الظهور مجددًا طوال 32 عامًا، لذلك وارن ظل مقتنعًا أن لعنة الساحر تلاحقهم، حتى بعد الخسارة المؤلمة أمام إيران عام 1997 في ملبورن.

في 2004، ظهر الإعلامي الأسترالي جون سافران بمحاولة “كسر اللعنة”، سافر إلى موزمبيق، أعاد الطقوس الغريبة مع أحفاد السحرة المحليين، حتى أنه غُطي بدم دجاجة، ثم أكمل المراسم في سيدني برفقة وارن.

الأخير شكره مؤمنًا بأنه خلص أستراليا من المصير الأسود، لكنه توفي قبل أن يرى النتيجة!

وبالفعل، بعد عام واحد فقط، تأهلت أستراليا لمونديال 2006 في ألمانيا عبر ركلات الترجيح أمام أوروجواي، لتبدأ حقبة جديدة من المشاركة المستمرة في كأس العالم حتى اليوم.

لكن مع مرور الزمن، بدأت أصوات أخرى تشكك في القصة برمتها، مؤرخون مثل روي هاي نقلوا عن لاعبين من جيل 1969 أنهم لم يسمعوا يومًا عن “ساحر” أو “لعنة”، مرجحين أن الأمر كان مجرد مزحة اخترعها إداريان في البعثة.

سواء كانت الحقيقة خرافة أو واقعًا، تبقى القصة واحدة من أكثر الحكايات غرابة في تاريخ الكرة العالمية، كيف يمكن لطقوس غامضة في ملعب موزمبيقي أن تتحول إلى أسطورة عاشت نصف قرن، لتصنع ما يُعرف حتى اليوم بـ”لعنة الساحر” الأسترالي.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.