عشق إيرلينج هالاند للطعام غريب.. سيارته بها “بوتوجاز”!

في عالم كرة القدم، حيث تتقاطع القوة البدنية مع الذكاء التكتيكي، تبرز شخصية إيرلينج هالاند كأحد أعظم النجوم الذين تمكنوا من دمج جوانب الحياة اليومية مع متطلبات الأداء الرياضي الفائق، بعيدًا عن الميدان، يحمل النرويجي عادات غذائية وتفاصيل شخصية غير تقليدية، جعلت من شغفه بالطعام موضوع حديث الإعلام وعشاق اللعبة على حد سواء.

من المدهش أن نعلم أن نجم نادي مانشستر سيتي يستهلك ما يصل إلى 6000 سعرة حرارية يوميًا، وهو رقم يفوق بكثير المعدل الموصى به للذكر البالغ بثلاثة أضعاف، هذا النظام الغذائي المكثف ليس مجرد وسيلة لاستمداد الطاقة، بل هو جزء من فلسفة حياة متكاملة تهدف إلى تعزيز القوة البدنية والقدرة على التحمل.

ففي فيلمه الوثائقي “هالاند – القرار الكبير”، صرح قائلًا: “أنتم لا تأكلون هذا، لكنني مهتم بالعناية بجسدي، أعتقد أن تناول الطعام الجيد والمحلي قدر الإمكان هو الأهم، يقول الناس إن اللحوم سيئة، ولكن.. أي لحوم؟ اللحوم التي تشتريها من ماكدونالدز؟ أم البقرة المحلية التي تأكل العشب؟ أنا آكل القلب والكبد”.

هكذا، لا يكتفي إيرلينج هالاند بتناول الطعام بكميات ضخمة فحسب، بل يحرص على اختيار أطعمة غنية بالعناصر الغذائية، مثل قلب وكبد البقر اللذين يوفّران له جرعات كبيرة من الحديد، والريبوفلافين، وفيتامين ب12، وفيتامين أ، والنحاس؛ مكونات أساسية لضمان قوة عضلية مستمرة وتحسين أداء القلب والأوعية الدموية.

التدريب والنظام الرياضي لـ إيرلينج هالاند

ليس الطعام وحده ما يميز أسلوب إيرلينج هالاند، بل إن نظام تدريبه اليومي يشكل حجر الزاوية في نجاحه المذهل، فقد كشف مدربه السابق، ستانيسلاف ماسيك، عن تفاصيل روتينية مدهشة؛ حيث كان هالاند يقوم بـ300 تمرين ضغط و1000 تمرين شد بطن يوميًا.

Monday work 💪🏻 pic.twitter.com/HGCS1Rm2ue

— Erling Haaland (@ErlingHaaland) February 25, 2025

كما يُعرف عنه أنه يمارس تمارين القلب والأوعية الدموية بشكل مكثف، ويحرص على الركض في الطبيعة واستخدام التلال لتحدي قدراته البدنية، هذا المزيج بين التدريب الشاق والنظام الغذائي المزدوج الجانب هو ما يجعله يحتفظ بسرعته الخارقة وقوته البدنية على مدار الموسم.

تفاصيل شخصية عن إيرلينج هالاند تُثير إعجاب الجماهير

لا يقتصر شغف هالاند بالطعام على الأرقام والإحصائيات فحسب، بل يمتد إلى تفاصيل يومية تبدو عادية لكنها تحمل في طياتها طابعًا فريدًا، إذ يعتبر تناول عجة الجبن واللحم المقدد من طهاة مانشستر سيتي من طقوسه الخاصة التي يكاد يكون لها طابع شعبي، إلى جانب وجبة اللازانيا التي يطبخها والده، ألفي إنجي، والتي يُنظر إليها كرمز للحنين إلى الجذور والعائلة.

قد مازحه مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا بقولٍ ظريف: “يمكننا أن نتقدم بعرض حتى يأتي والد إيرلينج ليطبخ لنا، إذا كان هذا هو سر أهداف إيرلينج فسوف أقنع رئيس النادي بخلاف ذلك!”، هذا الموقف يعكس الجانب الإنساني والمرح في شخصية النجم، الذي يجمع بين الالتزام الجاد والروح المرحة التي تقربه من جماهيره.

من بين أغرب التفاصيل التي أثارت فضول عشاق إيرلينج هالاند، تأتي حقيقة أن سيارة رولز رويس التي يسافر بها للتدريب مجهزة بـ”بوتوجاز” – موقد للطهي! نعم، فحتى أثناء التنقل وعلى هامش الرحلات التدريبية، لا يفارق شغفه للطعام تفاصيل حياته اليومية، هذه اللمسة الفريدة تعكس مدى حرص النجم على متابعة نظامه الغذائي حتى في أبعد مراحل السفر، مؤكدةً أن الطعام ليس مجرد وسيلة للتغذية، بل هو جزء لا يتجزأ من روتينه المتكامل.

Just a post game snack for Erling Haaland 🥩 pic.twitter.com/aBSzm17zUC

— Football on TNT Sports (@footballontnt) February 15, 2025

في زمن تتزايد فيه الاهتمامات الشخصية والإنسانية للرياضيين، يلقى هالاند، بعاداته الغريبة وشغفه المثير للطعام، اهتمامًا خاصًا من قبل جماهير كرة القدم، فالمشجعون لا يكتفون بمتابعة أدائه على أرض الملعب فحسب، بل يتابعون أيضًا تفاصيل حياته اليومية التي تُظهر الجانب الإنساني خلف الصورة الرياضية القوية، هذا الاهتمام المتبادل بين اللاعب وجماهيره يُعزز من صورة هالاند كنجم عالمي يستطيع أن يجمع بين القوة البدنية والروح الإنسانية الطيبة.

إن عشق إيرلينج هالاند للطعام وعاداته غير التقليدية يمثلان جانبًا جديدًا من الشخصيات الرياضية المعاصرة؛ شخصيات لا تكتفي بتحطيم الأرقام القياسية على أرض الملعب، بل تُعبر أيضًا عن شغفها بحياة متوازنة تجمع بين التدريب المكثف والنظام الغذائي المدروس واللمسات الشخصية الفريدة.

من خلال كل تمرين وكل وجبة وكل لحظة تُقضى في رحاب الحياة، يُعيد هالاند تعريف معنى الانضباط والتميز في عالم كرة القدم، ليظل مصدر إلهام لكل من يسعى لتخطي الحدود وتحقيق المستحيل، لذا تُعد قصة هالاند بمثابة درس في كيفية تحويل العادات الغريبة إلى قوة دافعة للنجاح، حيث يثبت أن التفرد والشغف بالتفاصيل الصغيرة يمكن أن يكونا سر التفوق في عالم يمتلئ بالتحديات والضغوط المستمرة.