عادل هرماش لـ365Scores: حكيمي يستحق الكرة الذهبية.. والهلال تجربة لا تُنسى
بين دفء شمس نيم الفرنسية، وصخب مدرجات الرباط والرياض، نسج عادل هرماش حكاية لاعب حمل بين قدميه موهبة، وفي قلبه عشقًا لوطن لا تغيب رايته عن الأفق.
هو ذاك الفتى الذي كبر وهو يحلم بارتداء قميص منتخب المغرب، فصار مع الأيام أحد حراس وسط الميدان، يقاتل من أجل الشعار، ويعزف بلمساته لحن الانتصار.
من أول خطوة على عشب ملاعب لانس، إلى وهج الأضواء مع الهلال السعودي، كان هرماش يعرف أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل رحلة مليئة بالتحديات، واللحظات التي تخلّد في الذاكرة.
لحظة النشيد الوطني، مواجهة الغريم الجزائري، وهتاف الجماهير… كلها فصول صنعت منه لاعبًا يعرف كيف يترك أثره أينما حلّ.
وفي هذه المقابلة، نستعيد معه نبض تلك الأيام، ونكتشف كواليس تجاربه، ونتأمل نظرته للمستقبل، بعد أن طوى صفحة اللاعب ليكتب بحبر جديد سطور المدرب.
#عادل_هرماش يسجل الهدف الأول لفريقه #الظفرة في مرمى #حتا بالدقيقة 23#الظفرة_حتا#دوري_الخليج_العربي#أبوظبي_الرياضية 4 pic.twitter.com/TLBBg5Hgp3
— ADSportsTV (@ADSportsTV) November 24, 2017
هي حكاية عشق للكرة، ووفاء لقميص الوطن، وتجربة غنية بالمعاني، نرويها على لسان بطلها، عادل هرماش.
لنبدأ بالمنتخب الوطني المغربي.. ما هي الذكرى الأبرز التي تحتفظ بها من تجربتك مع أسود الأطلس؟
هناك دائمًا شيء يتردد في ذهنك، وهو لحظة عزف الأناشيد، والنشيد الوطني المغربي مؤثر، وكان بالنسبة لي دائمًا واحدًا من أجمل اللحظات عندما كنت في المنتخب.
بعد ذلك، طبعًا، إذا تحدثت من الناحية الرياضية، هناك المواجهتان المزدوجتان ضد الجزائر، لأن هناك حماسًا لا يُصدق. وأيضًا أول استدعاء لي مع فتحي جمال، الذي أشرف عليّ منذ فئتي الصغرى وحتى الكبار، فهو شخص مهم جدًا بالنسبة لي ولما كان في مسيرتي.

إذن، هذا هو الأثر البارز، وحتى اليوم، كوني مررت بالمنتخب الوطني المغربي، أرى أن الناس ممتنون جدًا في كل مرة يتعرفون علينا. لذلك، هو فخر لي أنني حملت ألوان هذا البلد الرائع.
برأيك، ما الذي تغيّر بين جيلكم والجيل الحالي الذي وصل إلى نصف نهائي كأس العالم؟
ما تغيّر بيننا وبينهم هو تجانس جودة اللاعبين بشكل أكبر، وبالتأكيد هذا أمر لا يمكن إنكاره. أعتقد أن السبب في وصولهم إلى نصف نهائي كأس العالم هو أنهم يمتلكون الكثير من الجودة. نحن أيضًا كانت لدينا الجودة، لكن ربما كنا نملك لاعبين أكثر تميزًا على المستوى الفردي وأقل على مستوى العمل الجماعي.
هذه التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق في البطولات، خاصة في كأس إفريقيا أو كأس العالم. ما ألاحظه أيضًا هو العمل الكبير الذي قام به الركراكي ولاعبوه، والتطور الذي حصل كان ثابتًا، وهناك استمرارية، وهذا أمر منطقي.
اليوم نرى لاعبين مغاربة ينشطون في أكبر أندية العالم، وهذا مصدر فخر، أن ترى لاعبين في باريس سان جيرمان أو ريال مدريد. إذن، هذا هو الفارق بيننا وبينهم. لكنني أعتقد أن الأجيال السابقة ساعدت الجيل الحالي من اللاعبين المغاربة، خاصة في اختياراتهم.

أتحدث هنا تحديدًا عن المنتخب الوطني. فكل جيل ساهم بحجر في بناء ما نراه اليوم في المغرب، ويمكننا ملاحظته في المنشآت وكل ما يتم إنجازه، فكل شيء أصبح على أعلى مستوى.
بالعودة إلى فترتك مع نادي الهلال، كيف عشت هذه التجربة في السعودية، خاصة في نادٍ بهذا الحجم؟
كان انتقالي إلى الهلال مفاجئًا نوعًا ما، لكن عندما ذهبت إلى هناك، أنا من تفاجأ بمستوى المتطلبات في هذا النادي. اليوم، من السهل الحديث عنه لأنه يضم فريقًا مذهلًا والنادي أصبح معروفًا في جميع أنحاء العالم، لكن قبل بضع سنوات، عندما كنت هناك، أدركت جيدًا قيمة هذا النادي.
وأستطيع أن أقول لك، بعد أن لعبت هناك لمدة سنتين ونصف، إنه نادٍ على مستوى عالٍ جدًا، مع ضغط إعلامي كبير وجماهير مذهلة، لذلك لدي ذكريات رائعة معه. ولو أُتيح لي أن أكرر التجربة، سأفعل ذلك فورًا، لأنه نادٍ يترك بصمة قوية في ذاكرة كل من يمر به.
لقد عايشتَ بدايات احتراف اللاعبين الأجانب في السعودية. كيف ترى تطور الدوري السعودي اليوم؟
هذا تطور طبيعي ومنطقي. وعندي لك حكاية صغيرة: عندما وقّعت هناك وأدركت أين وضعت قدمي، اكتشفت مستوى المنافسة بين أندية مثل النصر، الهلال، الاتحاد، الشباب، الأهلي، وحتى أندية مثل الفتح والقادسية، كانت مواجهتهم صعبة جدًا.

أتذكر أنني أجريت حينها مقابلة في فرنسا وقلت إننا في يوم من الأيام، سنبدأ بمتابعة الدوري السعودي في أوروبا. واليوم، بعد عشر أو خمس عشرة سنة، تحقق ما كنت أتوقعه، لأنني بمجرد وصولي لاحظت جودة اللاعبين.
وبالإضافة إلى التطور الذي حدث مع استقطاب النجوم العالميين، مثل كريستيانو رونالدو على سبيل المثال، فإن اللاعبين السعوديين أنفسهم كانوا مميزين جدًا في ذلك الوقت، بل ممتازين للغاية.
ما رأيك في قدوم كريستيانو رونالدو إلى النصر وتأثيره على الدوري السعودي؟
كريستيانو رونالدو لا يحتاج إلى أي تعريف. قدومه إلى هذا الدوري كان الدفعة المثالية لتجاوز مرحلة معينة ورفع السقف إلى مستوى جديد. أحيانًا هناك حدود لا يستطيع كسرها إلا أشخاص محددون، وكريستيانو رونالدو واحد منهم.

اليوم، التأثير العالمي الذي أصبح مرتبطًا بالسعودية يعود بجزء كبير إلى هذه الخطوة، ويجب أيضًا تحية القائمين على استقدامه، وكذلك الأندية التي تنجح يوميًا في تلبية متطلبات لاعب بهذا الحجم. الأمر رائع، وكريستيانو، رغم شهرته الكبيرة، نعرف جميعًا أنه قادر على تغيير العقليات ورفع مستوى الجميع من حوله.
هل تنصح اللاعبين المغاربة الذين ينشطون حاليًا في دوريات الخليج بالعودة إلى أوروبا أم بمواصلة مشوارهم هناك؟
أقول اليوم وبكل وضوح: السعودية، حتى في فترة لعبي هناك، كانت بمستوى أندية وسط جدول الدوري الفرنسي (الليج 1)، لذلك لا أرى سببًا لأن أنصحهم بالعودة إلى فرنسا، بل على العكس.
ومن الناحية الاقتصادية، يمكنني القول إن هذا أحد أهم الجوانب، واليوم أصبح الأمر مُعترفًا به من الجميع. في السابق كنا نتظاهر بعدم ملاحظة ذلك، لكن الآن نرى بوضوح أن المال هو المحرك الأساسي. وفي هذا الجانب، السعودية أفضل بكثير من أوروبا، ولا داعي لإنكار ذلك.
ثم إن الدوري السعودي يمنحك فرصة للبقاء تنافسيًا، ويمكنك اللعب فيه وفي نفس الوقت أن تكون ضمن أفضل المنتخبات في العالم. ونرى ذلك حاليًا بوجود لاعبين برتغاليين، برازيليين، وحتى فرنسيين كبار مثل نغولو كانتي، ينشطون هناك. لذلك، بالنسبة للمغاربة، لا يجب أن يشكل ذلك مشكلة، حتى وإن كان المطلوب منهم بذل مجهود أكبر قليلًا.
أما الإمارات وقطر فالوضع مختلف قليلًا، إذ إن نسق المباريات ليس بنفس القوة، ولهذا أفضلية السعودية تبقى واضحة، لكن في النهاية كل لاعب حر في رسم مساره كما يشاء.
من هم مرشحوك المفضلون للكرة الذهبية 2025؟ وكيف تقيّم حظوظ أشرف حكيمي؟
أنا أقول إن أشرف حكيمي هو المرشح الأول بنسبة 100%. أنا فخور جدًا بما يقدمه ديمبيلي، وسعيد جدًا من أجله، وسأكون سعيدًا لو نالها لاعب مثله أيضًا. لكن هنا الجانب الوطني يغلب، ولذلك أتمنى فوز حكيمي.

(المصدر: Gettyimages)
وبعيدًا عن الجانب العاطفي (كون حكيمي مغربي)، فإنه لا يجب أن ننسى مردوده. وبالنسبة لي، سواء أعجب ذلك البعض أو لم يعجبهم، فهو واحد من أفضل ظهيرين أيمن في تاريخ كرة القدم. إذا ذكرنا كافو، داني ألفيش، فأشرف حكيمي ليس بعيدًا عنهم، بل ربما تجاوزهم، وربما فيليب لام أيضًا، لكن ما يقدمه حكيمي أمر مذهل بكل معنى الكلمة.
لقد أعاد ابتكار دور الظهير الأيمن، وهذا هو التعبير الدقيق، واليوم لا يوجد أحد يلعب في هذا المركز بنفس مستواه.
كيف تقيّم تطور الدوري المغربي؟ وهل تعتقد أن المغرب قادر على الفوز بالنسخة الحالية من بطولة أمم إفريقيا للمحليين؟
المغرب يتقدم بخطى واسعة، وهذا ينعكس على كرة القدم. اليوم، مثلًا، مررت أمام الملعب الكبير الجديد الذي يتم بناؤه في الرباط، وقد أذهلني بكل صراحة. ظروف العمل ممتازة، والكوادر كفؤة، وبالتالي النتائج ستأتي حتمًا.
الجميع يستفيد من هذه الديناميكية ومن الحماس الكبير الذي يحيط بالمغرب حاليًا. لكن كل هذا جاء بعد عمل طويل، وجلالة الملك، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بالرياضة وبكرة القدم خصوصًا، له دور كبير جدًا في ما يحدث، وهذا أمر رائع.

أما بالنسبة للشان، فأنا أعتقد أن المغرب قادر على الفوز بها. نحن نتابع المباريات، واليوم أجيبك بعد خسارتهم أمام كينيا، لكن أرى أن هذه مجرد عثرة. أحيانًا الكرة لا تريد أن تدخل، وعليك أن تتجاوز الأمر سريعًا بدل التفكير المفرط في ما لا يمكن تغييره.
سأكون سعيدًا جدًا إذا فاز المغرب بهذه البطولة، أولًا لأنهم قادرون على ذلك، وثانيًا لأن هناك صديقًا عزيزًا عليّ، يوسف حجي، أكن له احترامًا كبيرًا، وأتمنى أن يحقق هذا الإنجاز.
بدايتك كمُدرب تبدو واعدة. إلى أي حد تريد الوصول؟ وهل لديك خطة لخوض تجربة تدريبية في الدوري المغربي؟
بالنسبة لمسيرتي التدريبية، فقد بدأت مع الفئات الشابة، وبالطبع الأمور سارت بشكل ممتاز. انتقلت بسرعة إلى تدريب الفريق الأول، حيث كان عليّ القيام بمهمة إنقاذ خلال ست مباريات، وكان المطلوب الفوز في أربع مباريات، وقد نجحت في ذلك وأنقذت النادي.
🎂🎂𝐉𝐎𝐘𝐄𝐔𝐗 𝐀𝐍𝐍𝐈𝐕𝐄𝐑𝐒𝐀𝐈𝐑𝐄🎂🎂
Adil Hermach 🇲🇦 (39 ans)
👕9 matchs TCC avec le @ToulouseFC en 2013 pic.twitter.com/GmydYeDqX6
— TFC Database (@TFCDatabase) June 27, 2025
لكن للأسف، في الموسم التالي، كنت على رأس الفريق بإمكانيات محدودة جدًا، والجميع يتحمل جزءًا من المسؤولية، ولم أتمكن من الحفاظ على النادي في الدرجة التي كان فيها. واليوم، سأقدّم استقالتي من النادي خلال هذا الأسبوع.
بالطبع، أحد أهدافي على المدى القريب هو العودة سريعًا إلى المغرب كمُدرب، مع مشروع رياضي جيد ومثير للاهتمام. على الأقل، هذا ما أحاول القيام به، وأتمنى أن أنجح. أنا مصمم جدًا على ذلك.