باريس سان جيرمانعثمان ديمبيليأخباربطولات ودوريات

طفل اليوم.. أسطورة الغد: كيف أصبح ديمبيلي مصدر إلهام للأطفال في مدينته؟

لم يكن تتويج عثمان ديمبيلي بالكرة الذهبية 2025 حدثًا يخص باريس سان جيرمان أو جماهيره فحسب، بل تحوّل إلى لحظة تاريخية في مدينة إفرو، حيث بدأ كل شيء.

في مساء الاثنين، وبينما دوّى اسم اللاعب على لسان الأسطورة رونالدينيو في مسرح شاتليه بمدينة باريس، اهتزت قاعة ملعب ماتيو-بودمر في إفرو بالهتاف والدموع والابتسامات.

الأطفال الذين نشأوا على نفس الملاعب الترابية التي احتضنت خطوات ديمبيلي الأولى، قفزوا فرحًا وكأنهم يقطفون معه ثمار الحلم.

عثمان ديمبيلي - باريس سان جيرمان (المصدر: Gettyimages)
عثمان ديمبيلي – باريس سان جيرمان (المصدر: Gettyimages)

عبارة واحدة دوّت في الأجواء: “عثمان، بالون دور”، لتؤكد أن الفتى الذي تربّى بينهم لم يعد مجرد لاعب عالمي، بل رمزًا لفخر مدينة كاملة.

الأطفال يقفزون فرحًا.. ديمبيلي قدوة الجيل الجديد

وُلد ديمبيلي في فيرنون ونشأ في حي مادلين بإفرو، حيث انضم وهو في السادسة من عمره إلى صفوف نادي إيه إل إم إفرو، الذي أصبح لاحقًا “إف سي إفرو”، هناك، بدأت موهبته تلفت الأنظار بسرعة، حتى بات هدفًا لكشافي الأندية المحترفة، قبل أن يشق طريقه نحو رين، ومنها إلى القمة الأوروبية.

جيل بينفاي، مدير نادي إفرو، عبّر عن فخره قائلًا: “إنه يوم لا يُنسى للمدينة والنادي، عثمان أصبح قدوة لكل الأطفال هنا، بالأمس كانوا يرونه فتى عاديًا يجري بينهم، واليوم هو أفضل لاعب في العالم، إنه يمثلنا أفضل تمثيل، ويُثبت أن مدينة صغيرة مثل إفرو قادرة على تقديم العظماء”.

المشهد في قاعة إفرو لم يكن مجرد احتفال، بل كان تجسيدًا لحلم جماعي، الأطفال الذين تابعوا الحفل على الشاشة العملاقة، رأوا في نجاح ديمبيلي مرآة لأحلامهم الخاصة.

ابتساماتهم، دموع الفرح، والقفزات العفوية حملت رسالة واضحة، أي طفل من هذه المدينة قد يصبح أسطورة الغد.

روماريك بولتيل، أحد مدربي ديمبيلي السابقين في فريق تحت 14 عامًا، استعاد ذكرياته معه قائلًا: “كان يمتلك موهبة فنية لا تصدق، كأنه يلعب بيدين لا بقدمين، لم يكن طويلًا أو قوي البنية، لكنه عوض ذلك بمهارته وإبداعه، واليوم، ما زال يحتفظ بنفس التواضع الذي عرفناه”.

نجاحات الموسم الماضي مع باريس سان جيرمان – حيث ساهم في خمسة ألقاب، من بينها دوري أبطال أوروبا، لم تغيّر شيئًا في جوهره، ديمبيلي ظل هو نفسه؛ شاب بسيط، مرح، قريب من عائلته ومدينته.

حين اعتلى المسرح ليتسلم الكرة الذهبية، لم ينس ديمبيلي جذوره، بكلمات مؤثرة ذكر مدينته وأولئك الذين آمنوا به منذ البداية، مؤكدًا أن مسيرته لم تكن رحلة فردية بقدر ما كانت ثمرة دعم جماعي من عائلته، مدربيه، وجمهوره الصغير في إفرو.

وهكذا، لم يعد ديمبيلي مجرد نجم عالمي، بل أصبح “قدوة حيّة”، تذكيرًا دائمًا للأطفال بأن الأحلام الكبيرة تبدأ من أحياء صغيرة، وأن كل خطوة على ملعب ترابي قد تكون بداية طريق نحو المجد.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.