صلاح في عيون الآخرين.. شخصية صلبة وراء المجد والجدل
أغلب صحف العالم ونجوم أوروبا لا يشغل بالهم في الوقت الحالي سوى محمد صلاح، نجم ليفربول ومصيره بعد تصريحاته الأخيرة التي عبر فيها شعوره بخيبة الآمل بسبب ما يحدث معه واستبعاده من المشاركة الأساسية.
تصريحات صلاح الأخيرة حول شعوره بأن النادي يجعله “كبش فداء” لتراجع النتائج، بعد جلوسه ثلاثة مباريات متتالية على مقاعد البدلاء، فتحت الباب لجدل واسع وتشكيك في شخصيته وردود أفعاله وأدت إلى استبعاده من المباراة الرابعة أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا.
وعلى مدار 8 سنوات ونصف قضاها مو داخل جدران قلعة حُمر الميرسيسايد، صنع لنفسه مكانة استثنائية بين جماهير “الريدز”، الذين وضعوه في مصاف أعظم اللاعبين بتاريخ النادي.
شهدت الأيام الأخيرة وابل من نيران الانتقادات تجاه صلاح والجميع تحدث من من يحبه ومن يكره لكن يبقى هناك سؤال يحتاج الإجابة عنه وهو من هو صلاح بعيدًا عن العناوين والانتقادات؟.
شبكة BBC سبورت، استعرضت الكثير من التصريحات والتي تحدثت عن شخصية اللاعب وموهبته، وصلابته، وتأثيره الإنساني والاجتماعي على جميع من حوله.
كلوب يوضح مشكلة محمد صلاح الوحيدة
يرى يورجن كلوب، المدير الفني الذي قاد صلاح للتتويج بكل الألقاب الكبرى، أن الطريقة التي تربى عليها قائد منتخب مصر كانت المفتاح الأول لشخصيته القوية.
وقال كلوب: “و عرف منذ صغره أنه يجب أن يعمل أكثر من الآخرين كل صيف يعود بمهارة جديدة،كان يدفعنا وندفعه لنستمر دون توقف مشكلاتك مع صلاح تحدث فقط إذا لم يلعب أو تم استبداله”.
أما آدم لالانا قال: “كنت أشعر بالهدوء عندما أنظر إليه لا يعلو في لحظات الفرح ولا ينهار في الأوقات الصعبة. سيظل يقاتل دائمًا”.
صلاح دائمًا يريد أن يكون الأفضل في كل شيء
أكد جيمس ميلنر، أن صلاح يمتلك عقلية تنافسية استثنائية قائلًا: “يلعب وكأنه يحمل تحديًا شخصيًا حتى في الشطرنج أحضر مدربًا وتفوق عليّ مرات عديدة”.
وأوضح ذلك كلوب في المنافسة مع ساديو ماني، أنها كانت جزءًا من شخصية صلاح المحبة للتحدي: “هل كانا صديقين مقربين؟ لا هل كان بإمكانه التمرير أكثر؟ نعم لكنهما كانا ينافسان بعضهما ومن أجل بعض على أرض الملعب”.
هوية صلاح سر نجاحه
وصفت الشبكة البريطانية قرية نجريج بمحافظة الغربية ومسقط رأس محمد صلاح بأنها مكان يعمل معظم سكانه بالزراعة ويعاني كثيرون من الفقر ومع ذلك خرج منها لاعب أصبح أحد أعظم نجوم كرة القدم في العالم.
يقول عمدة القرية ماهر أنور شتيه: “ما ميزه منذ طفولته الانضباط وما زال مرتبطًا بالقرية يعود ليقضي أجمل أوقاته هنا”.
صلاح دعم قريته بمشروعات خيرية عديدة، بينها مركز إسعاف ومعهد ديني ومؤسسة اجتماعية، بجانب مساعدات فردية مستمرة.
صلاح.. الشاب البرئ في تشيلسي
سجل صلاح، ظهوره الأول في الدوري الإنجليزي، ضمن صفوف تشيلسي الإنجليزي، ووقتها كانت أجواء الفريق المليء بالنجوم والضغط تحديًا كبيرًا للاعب شاب.
وقال الحارس السابق لتشيلسي مارك شوارزر: “كان خجولًا قليلًا ومع عدم تسجيله للأهداف زاد إحباطه أتذكر لحظة غضب من مورينيو وجهها نحوه، وكان صلاح متأثرًا جدًا”.
أما ميكا ريتشاردز، الذي لعب معه في فيورنتينا، قال:”كان يفعل كل شيء بشكل مثالي نوم مبكر، تغذية صحيحة كان يريد أن يثبت للجميع أنهم أخطأوا بحقه”.
إيمان راسخ وشعور بالأمان داخل المسجد
تذكر الشيخ شفيق الرحمن، إمام مسجد ليفربول قائلًا: “كان يصل متأخرًا بعد التدريب، لكن الجميع كان يحترم خصوصيته في الصلاة الجميع أمام الله سواء، وهذا ما جعله يشعر بالأمان”.
وقال أحمد حسام ميدو، لاعب توتنهام السابق، عن صلاح “جعل الفتيان يحلمون إذا استطاع شاب من ظروف مشابهة الوصول للقمة، فلماذا لا يستطيعون؟”.
مهما كان ما يحمله المستقبل لـ محمد صلاح مع ليفربول، لكن قصته هي حياة إنسان قبل أن تكون قصة لاعب صعد من الريف المصري إلى قمة أوروبا وشخصية نادرة الوجود من انضباط وتحدي وصلابة.