شهر الحظ.. فينيسيوس جونيور يستعيد رباطة جأشه في مارس

في عالم كرة القدم، تمر مسيرة أي لاعب بمراحل متقلبة بين التألق والانخفاض، وبين لحظات المجد وفترات التراجع، البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم نادي ريال مدريد الإسباني، لم يكن استثناءً من هذه القاعدة.

فقد واجه فينيسيوس جونيور خلال الفترات الأخيرة بعض التقلبات التي جعلته لم يكن في أفضل حالاته التي اعتاد عليها الفريق الميرنجي وكذلك الجماهير، لكنه دائمًا ما يعود بقوة في اللحظات الحاسمة.

من بين الأشهر التي تبدو وكأنها تحمل له حظًا خاصًا، يبرز شهر مارس كمرحلة استثنائية ينجح خلالها الجناح البرازيلي في استعادة مستواه والرد على أي انتقادات.

فبراير.. شهر التذبذب

قبل أن نصل إلى مرحلة التألق، لا بد من التوقف عند الأداء الذي قدمه فينيسيوس في شهر فبراير خلال الموسمين الماضيين، أرقامه في هذا الشهر تعكس أداءً متوازنًا، لكنه لم يكن حاسمًا كما هو الحال في مارس:

• فبراير 2024 – 2025: سجل هدفًا واحدًا، وقدم تمريرتين حاسمتين.
• فبراير 2023 – 2024: سجل هدفًا واحدًا، مع ثلاث مساهمات تهديفية أخرى.

هذه الأرقام توضح أن فينيسيوس لم يكن غائبًا تمامًا، لكنه لم يكن اللاعب الحاسم الذي يعتمد عليه ريال مدريد لتحقيق الانتصارات.

قد يكون السبب وراء ذلك هو ازدحام الجدول وضغط المباريات، أو ربما انخفاض طفيف في حالته البدنية، لكنه في كل مرة كان يعود مع بداية مارس ليظهر بصورة مغايرة تمامًا.

مارس.. الانفجار الحقيقي لـ فينيسيوس جونيور

على العكس من فبراير، يبدو أن مارس هو شهر التألق بالنسبة لفينيسيوس، حيث شهد تحسنًا واضحًا في أرقامه خلال الموسمين الماضيين:

فينيسيوس يضاعف النتيجة لريال مدريد#الدوري_الإسباني | #رمضان_مع_beIN#LaLiga pic.twitter.com/cakkL5oUHq

— beIN SPORTS (@beINSPORTS) March 9, 2025

• مارس 2024 – 2025: سجل هدفًا حتى الآن، مع احتمالية زيادة رصيده في المباريات المقبلة.
• مارس 2023 – 2024: كان هذا الشهر استثنائيًا للنجم البرازيلي، حيث سجل 6 أهداف كاملة، ليقود ريال مدريد لتحقيق انتصارات حاسمة في مختلف المسابقات.

الفرق الشاسع في الأرقام بين فبراير ومارس يطرح تساؤلًا مهمًا: ما الذي يتغير في أداء فينيسيوس مع دخول الشهر الثالث من السنة؟ هل هو تحسّن بدني؟ أم أن اللاعب نفسه يشعر براحة أكبر مع دخول مراحل الحسم؟

ما الذي يجعل مارس شهر الحظ لـ فينيسيوس جونيور؟

عدة عوامل قد تفسر هذا التحول الملحوظ في أداء فينيسيوس خلال شهر مارس:

1. التصاعد البدني: مع تقدم الموسم، يصل اللاعبون إلى ذروة مستواهم البدني، وهو ما قد يفسر تحسن أداء فينيسيوس في هذه الفترة مقارنة ببدايات العام.
2. دوافع الحسم: في هذا التوقيت من الموسم، تبدأ المنافسات في الوصول إلى مراحلها الحاسمة، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا، ومع كون فينيسيوس أحد العناصر الأساسية في هجوم ريال مدريد، فإنه يشعر بأهمية دوره في هذه المرحلة.
3. تحسّن التفاهم مع زملائه: قد يكون فينيسيوس بحاجة إلى بعض الوقت في كل موسم لاستعادة انسجامه مع زملائه في خط الهجوم، وعندما يصل مارس، يكون قد بلغ أعلى درجات التناغم مع باقي الفريق.

حتى الآن، بدأ فينيسيوس مارس 2025 بهدف في شباك رايو فاليكانو، وهو ما قد يكون إشارة مبكرة على أنه سيواصل التألق في هذا الشهر، مع مباريات حاسمة قادمة، أبرزها مواجهة أتلتيكو مدريد في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، قد يكون هذا الشهر فرصة جديدة للبرازيلي لإثبات قدرته على حمل فريقه في اللحظات المهمة.

إذا استمر فينيسيوس بنفس النهج الذي أظهره في مارس 2024، فقد يكون ريال مدريد أمام فترة ذهبية يقودها الجناح البرازيلي، الأرقام السابقة تشير إلى أن هذا الشهر يمثل نقطة تحول إيجابية له، لكن التحدي الحقيقي سيكون في الحفاظ على هذا المستوى حتى نهاية الموسم.

بين تذبذب الأداء في فبراير، والانفجار في مارس، يظل السؤال الأهم: هل يواصل فينيسيوس تألقه هذا العام؟ أم أن مارس 2025 سيكون مختلفًا عن سابقه؟ الإجابة ستظهر في المباريات المقبلة، لكن إن كان هناك شيء مؤكد، فهو أن هذا اللاعب دائمًا ما يجد طريقه للعودة، تمامًا كما فعل في كل مرة من قبل.