أخبار الكرة الإسبانيةدوري أبطال أوروبا365TOPأخبار

شبح الماضي يعود من جديد.. كيف تهدد ركلة جزاء فالنسيا ريال مدريد أمام ليفربول

يدخل ريال مدريد مباراته المرتقبة أمام ليفربول، مساء الثلاثاء 4 نوفمبر، على ملعب “أنفيلد”، وهو في قمة تألقه القاري هذا الموسم، بعد أن حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، مسجلاً 8 أهداف ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة.

في المقابل، يعيش ليفربول وضعًا صعبًا في المجموعة، محتلاً المركز العاشر برصيد 6 نقاط فقط بعد ثلاث جولات، ما يجعل من مواجهة الغد صراعًا بين الطموح والهيمنة، لكن خلف أرقام ريال مدريد المبهرة، تلوح أزمة خفية تهدد الانسجام داخل الفريق – أزمة بدأت بركلة جزاء “غير مهمة” أمام فالنسيا، وقد تتحول إلى شرخ نفسي قبل موقعة أنفيلد.

فينيسيوس جونيور - ريال مدريد ضد فالنسيا
فينيسيوس جونيور – ريال مدريد ضد فالنسيا

من فياريال 2010 إلى فالنسيا 2025.. التاريخ يعيد نفسه

قبل خمسة عشر عامًا، في فبراير 2010، كان تشابي ألونسو لا يزال لاعبًا في ريال مدريد عندما أصرّ على تنفيذ ركلة جزاء أمام فياريال، رغم أن المنفذ المعتاد حينها كان كريستيانو رونالدو، سجّل ألونسو الهدف، لكن اللقطة الأبرز لم تكن في الشباك، بل في ملامح رونالدو الغاضبة ورفضه الاحتفال.. مشهد عابر ظاهريًا، لكنه كشف حينها عن صراع خفي على القيادة والهيبة داخل الفريق.

واليوم، بعد 15 عامًا، يتكرر المشهد أمام أعين الرجل ذاته، ولكن هذه المرة من مقاعد التدريب، ففي مواجهة فالنسيا الأخيرة، وبينما كان ريال مدريد متقدمًا بثلاثية نظيفة، طلب فينيسيوس جونيور تنفيذ ركلة جزاء كانت مخصصة لكيليان مبابي، الذي كان على بُعد هدف من تحقيق “هاتريك”.


استجاب مبابي لطلب زميله وأعطاه الكرة، بل همس له نصيحة قبل التسديد:

“سدّد على يمينه“.

لكن الحارس خولين أجيريزابالا تصدى للكرة ببراعة، وأضاع فينيسيوس الفرصة، في لقطة كانت كافية لإشعال الجدل حول أحقية كل لاعب في اتخاذ القرار داخل الفريق.

التوتر تحت السطح.. بداية شرخ في منظومة الانسجام

لطالما كان ريال مدريد في السنوات الأخيرة نموذجًا للتوازن والروح الجماعية، رغم وجود نجوم من العيار الثقيل، حتى في عصر رونالدو، حافظ الفريق على تراتبية واضحة واحترام للأدوار داخل الملعب، لكن مشهد ركلة الجزاء الأخيرة أوحى بأن الطمع بدأ يتسلل إلى صفوف الميرينجي – لا طمعًا ماديًا، بل رغبة في الأضواء والأرقام الفردية.

ما القناة الناقلة لمباراة ريال مدريد ضد مارسيليا وأين تشاهد مباريات دوري أبطال أوروبا؟
فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

مبابي، النجم الجديد، جاء ليكون واجهة المشروع الهجومي، وفينيسيوس يسعى لإثبات أنه ما زال “الأيقونة الأولى” في البرنابيو، هذه الثنائية تحمل بريقًا كبيرًا، لكنها أيضًا قابلة للاشتعال في أي لحظة إذا لم يضبط ألونسو الإيقاع النفسي بينهما.

تشابي ألونسو بين الماضي والحاضر

تشابي ألونسو، الذي عاش تجربة مماثلة كلاعب، يدرك تمامًا حساسية هذه المواقف، لكن الفارق الآن أنه يقف في موقع المسؤولية، وعليه أن يوازن بين النجوم دون أن يفقد السيطرة على غرفة الملابس.
تصريحه بعد المباراة كان لافتًا:

نحن نحدد المنفذين، وكيليان هو الأول، لكنهم يتخذون قراراتهم داخل الملعب، وما يهمني هو أن تُسجَّل الركلات“.

عبارة دبلوماسية، لكنها تكشف قلقًا دفينًا: هل بدأ ألونسو يرى تشققات صغيرة في الروح الجماعية التي لطالما ميزت ريال مدريد؟

قبل مواجهة أنفيلد.. الخطر النفسي أكبر من الفني

ليفربول سيستقبل ريال مدريد في ملعبه التاريخي وسط أجواء مشحونة ورغبة في الانتقام من خسارات الماضي، ومع الضغوط الجماهيرية والندية العالية، فإن أي خلاف صغير داخل صفوف الميرينجي – سواء على من يسدد ركلة جزاء أو من يقود الهجوم – يمكن أن يتحول إلى نقطة ضعف قاتلة.

ليفربول ضد ريال مدريد
ليفربول ضد ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

في المقابل، ليفربول الذي يعاني من نتائج متذبذبة، قد يجد في هذا الشرخ النفسي فرصة لإرباك منافسه مبكرًا، فالفريق الذي بدأ يتساءل “من هو النجم الحقيقي بالفريق” يكون فريق يمكن أن يفقد توازنه في لحظة الحسم.

نقطة التحول.. بين الروح والطموح

قد لا تكون مباراة أنفيلد اختبارًا تكتيكيًا بقدر ما هي اختبار للروح والاتحاد داخل ريال مدريد، فالفريق الذي عاش تاريخه على مبدأ “الجميع من أجل الشعار”، يبدو أنه يدخل مرحلة جديدة يسودها صراع ناعم على الزعامة بين نجومه.

وإذا لم ينجح تشابي ألونسو في إعادة الألفة سريعًا، فقد يجد نفسه يواجه شبحًا يعرفه جيدًا -شبح ركلة جزاء فياريال – الذي يطل من الماضي ليهدد حاضره في دوري الأبطال، تساؤلات عديدة لن تجيب عليها سوى 90 دقيقة على ملعب أنفيلد.

منصور مجاهد

صحفي مصري منذ 2019، خريج إعلام القاهرة، شغوف بكرة القدم الإنجليزية وصناعة التقارير العميقة، مقدم برامج ومعلق صوتي بخبرة أكثر من 7 سنوات بمجال الإعلام.