الدوري الإيطاليروماأخباربطولات ودوريات
الأكثر تداولًا

سعود عبد الحميد يُعيد تجربة محمد صلاح المريرة

تمر حياة الإنسان بمراحل مختلفة، بعضها مشرق يحمل معه النجاح والتقدم، وبعضها مظلم تختبر فيه قدرته على التحمل والصبر، وهو ما يمر به حاليًا سعود عبد الحميد، الذي انضم إلى نادي روما الإيطالي في بداية موسم 2024-2025.

اللحظات الصعبة كثيرًا ما تكون مفصلية في تشكيل الشخصية وبناء المستقبل؛ وفي عالم كرة القدم، يواجه اللاعبون هذه التحديات بشدة، حيث يُطلب منهم إثبات أنفسهم في بيئات جديدة ومنافسة شرسة، قد ينجح منهم في عبور نفق التحديات المُظلم، وقد يتعثر بعضهم ويتوه داخله.

تجربة سعود عبد الحميد تعيد إلى الأذهان بداية مسيرة النجم المصري محمد صلاح مع تشيلسي الإنجليزي، عندما انتقل صلاح إلى البلوز في منتصف موسم 2013-2014، كان يحلم بإثبات نفسه في واحدة من أكبر البطولات الأوروبية، لكن الواقع كان مغايرًا تمامًا.

سعود عبد الحميد - روما - الدوري الإيطالي
سعود عبد الحميد – روما – المصدر: Gettyimages

اللاعب السعودي الواعد انتقل إلى روما في أغسطس 2024، بعد سنوات من التألق مع نادي الهلال والمنتخب، كان انتقاله خطوة كبيرة في مسيرته، حيث دخل أبواب أحد أعرق الأندية الإيطالية، ووقع عقدًا يمتد لثلاث سنوات.

لكن التحدي الأكبر بدأ بعد توقيعه، إذ لم يحصل سعود حتى الآن على فرصة حقيقية للمشاركة مع الفريق الأول، ما أثار تساؤلات حول مستقبله مع النادي، فمنذ حوالي خمسة أشهر، اكتفى المدافع السعودي بمشاهدة معظم مباريات الذئاب من على مقاعد البدلاء.

المعاناة طريق النجومية.. سعود عبد الحميد يُعيد سيناريو صلاح

في تصريحاته الأولى بعد الانتقال، أبدى سعود تفاؤله بهذه التجربة الجديدة، حيث أكد أن العرض كان مغريًا ولا يمكن رفضه، مشيدًا بنصائح مدرب المنتخب السعودي روبيرتو مانشيني، الذي شجعه على خوض هذه المغامرة في أوروبا، كما أعرب عن رغبته في تكرار مسيرة محمد صلاح الناجحة، واعدًا ببذل كل ما في وسعه لإثبات نفسه.

لكن الواقع أثبت صعوبة المهمة، سعود يواجه منافسة قوية في مركزه، ومع وجود لاعبين أصحاب خبرة كبيرة في الفريق، يبدو أن المدرب لم يمنحه الفرصة الكافية حتى الآن، هذا الوضع يعيد إلى الأذهان ما حدث مع محمد صلاح، الذي لم يستسلم، وفضل الانتقال للبحث عن فرصة أفضل.

تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو، لم يحصل صلاح على الفرصة الكافية للمشاركة، لعب طوال فترته مع تشيلسي 19 مباراة فقط، سجل خلالها هدفين، اللاعب تحلى بالصبر في الموسم الأول لعله يحصل على فرصة، لكن في موسمه الثاني، تقلصت مشاركاته أكثر، ليصبح الخيار الأخير على دكة البدلاء، مكتفيًا بلعب دقائق معدودة في بعض المباريات.

صلاح واجه ضغوطًا هائلة، لكن إصراره على النجاح قاده للانتقال إلى الدوري الإيطالي، حيث تألق مع فيورنتينا ومن ثم روما، ليعود بعدها إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة ليفربول، ويصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم؛ تلك المرحلة كانت درسًا كبيرًا لصلاح، علمته الصبر والعمل الجاد للوصول إلى القمة.

تشكيل ليفربول ضد نوتنجهام بالجولة 21 في الدوري الإنجليزي
محمد صلاح – ليفربول (المصدر:Gettyimages)

رغم قلة مشاركاته، لا تزال الفرصة قائمة أمام سعود عبد الحميد، الدوري الإيطالي يُعرف بأنه مكان مثالي لتطوير اللاعبين الشباب، نظرًا للتركيز الكبير على التكتيك والمهارات الفردية، إذا تمكن سعود من استغلال هذه الفترة الصعبة للتعلم والعمل الجاد، فقد يتحول إلى أحد النجوم البارزين في المستقبل.

هذه التجارب تُظهر أن الفترات الصعبة ليست إلا جزءًا من رحلة طويلة، محمد صلاح، الذي واجه التحديات بشجاعة في بداياته، أصبح اليوم أيقونة عالمية، سعود عبد الحميد لديه نفس الإمكانيات والفرصة لإثبات نفسه، لكن الأمر يتطلب صبرًا وإصرارًا على تحقيق النجاح، الكرة الآن في ملعبه، والجماهير تنتظر لترى إذا ما كان سيُعيد كتابة قصة نجاح أخرى تشبه قصة الفرعون المصري.

إحصائيات المحترفين العرب


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.