الدوري الإيطاليروماأخباربطولات ودوريات
الأكثر تداولًا

سعود عبد الحميد يرفع شعار “لا يأس مع الحياة”

تعد روح الأمل والتفاؤل من أهم الأسس التي يستند إليها الإنسان في مواجهة تحديات الحياة، إذ تُمكنه من تخطي العقبات والظروف الصعبة، وهو ما أظهره سعود عبد الحميد بالفعل لنا؛ وفي هذا السياق، يستحضر الكثيرون المقولة الشهيرة لألبير كامو: “في أعماق الشتاء، تعلمت أخيرًا أن هناك في داخلي صيفًا لا يُقهر”.

تُعد هذه العبارة رمزًا للصمود والإيمان بالقدرة على النهوض مهما اشتدت الظروف، وتؤكد أن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، بل يجب على الإنسان أن يستمد من داخله القوة لتحقيق أحلامه والتغلب على الصعاب ليصل لمبتغاه دون أن يقع أسيرًا لليأس والبؤس.

في عالم كرة القدم، يُمثل هذا المعنى أبعادًا عدة، خاصةً عندما نرى اللاعبين الشباب يكافحون من أجل إثبات أنفسهم وسط المنافسات الشديدة والضغوط الكبيرة، ويأتي شعار “لا يأس مع الحياة” الذي رفعه سعود عبد الحميد في وقت عصيب من مسيرته الكروية، ليكون رسالة تحمل بين حروفها الأمل والعزيمة في قلب كل من يواجه تحديات في مجاله.

سعود عبد الحميد - روما
سعود عبد الحميد – روما – المصدر: Gettyimages

انطلق سعود عبد الحميد في فصل الصيف من عام 2024 في رحلة انتقالية جديدة، حيث جاء من صفوف نادي الهلال السعودي إلى العاصمة الإيطالية لينضم إلى فريق روما، بصفقة بلغت قيمتها 2.5 مليون يورو، ووقع عقدًا لمدة أربع مواسم يمتد حتى 30 يونيو 2028، جاء انضمامه إلى ذئاب الكالتشيو بآمال كبيرة وتوقعات عالية من قبل المتابعين، إذ كان يُنظر إليه كأحد الظهيرات اليمنى الموهوبة التي يُمكنها أن تُحدث فرقًا في الدوري الأوروبي.

سعود عبد الحميد لا يستسلم.. هدف رائع في التدريبات

منذ انتقاله إلى العاصمة الإيطالية، واجه سعود تحديات جديدة؛ فقد وجد نفسه محصورًا في “دكة البدلاء” لفترة من الزمن، حيث لم يكن يحظى بفرص اللعب الكافية، مما أثّر على معنوياته في البداية، ومع ذلك، لم تكن هذه المرحلة سوى اختبار لصبره وإصراره على النجاح، ففي شهري نوفمبر وديسمبر من عام 2024، بدأت الحياة تبتسم له مع خوضه أكثر من مباراة، حيث استطاع أن يظهر لمحات من موهبته الفنية والتكتيكية التي طالما لاقت إعجاب الجماهير.

لكن مع بداية العام الحالي 2025، عاد الحظ ليختبر عزيمته مرة أخرى؛ إذ عاد سعود إلى دكة البدلاء ولم يُشارك ولو لدقيقة واحدة في أي بطولة مع الفريق حتى الآن، ورغم هذا الواقع الذي قد يُثني عزيمته، يبقى شعار “لا يأس مع الحياة” هو المنارة التي يسترشد بها، حيث يتابع تدريبات الفريق الأول بنادي روما بكل حماس وعزيمة، كما تُظهر لقطات التدريب التي ينشرها الحساب الرسمي لنادي روما على منصة “إكس” مدى التزامه وجديته في العمل على تحسين أدائه، مما يبرز روحه القتالية ورغبته في النهوض بمستواه.

تُعدّ التدريبات الجماعية بمثابة معسكر لتطوير مهاراته، إذ تتخللها لقطات فنية رائعة يُبرز فيها سعود ما لديه من إمكانيات فردية متميزة، ففي التدريبات الجماعية الأخيرة، برز بشكل لافت حين سجل هدفًا مميزًا خلال “التقسيمة” التي أعدها المدير الفني كلاوديو رانييري، بدأت اللقطة حين استلم سعود الكرة من الجانب الأيمن، ثم قام بمراوغة المدافع الأول، وتفوق بحركة فنية على المدافع الثاني، قبل أن يسدد الكرة بذكاء ليستقر هدفه داخل الشباك، هذا الهدف لم يكن مجرد نتيجة فردية، بل كان بمثابة إعلان عن عودته القوية وإصراره على أن الفرصة لا تزال قائمة لتحقيق المزيد.

على صعيد المشاركات الرسمية، شارك سعود عبد الحميد مع الفريق الأول لنادي روما في ست مباريات منذ انتقاله في صيف 2024، حيث جمع ما يقارب 315 دقيقة لعب فقط، وفي هذه المشاركات، سجل هدفًا وصنع تمريرة حاسمة، مما أكسبه مكانة تاريخية كأول لاعب سعودي يسجل في بطولة قارية أوروبية، جاء هدفه التاريخي في شباك سبورتنج براجا ضمن منافسات الجولة السادسة من مرحلة الدوري الأوروبي، معلنًا بذلك بداية فصل جديد في مسيرته الكروية.

على الرغم من التحديات والظروف الصعبة التي مر بها سعود عبد الحميد في بداية رحلته مع روما، إلا أن رسالته “لا يأس مع الحياة” تعكس إيمانه الراسخ بأن المثابرة والعمل الجاد قادران على تغيير المسار، إن التزامه المستمر بالتدريب والسعي لإثبات نفسه يجعلانه نموذجًا يُحتذى به في الإصرار والروح الرياضية العالية، وفي عالم تتنافس فيه النجوم على الظهور، يبقى سعود رمزًا للأمل والتحدي، حيث تؤكد تجربته أن الفشل ليس نهاية المطاف بل هو خطوة نحو النجاح إذا ما تم استغلاله في تحسين الأداء والعودة أقوى.

يستمر سعود عبد الحميد في كتابة فصل جديد من مسيرته الرياضية وسط تحديات المنافسة الأوروبية الصعبة، حيث يبقى الأمل والإصرار هما السبيل لتحقيق الأحلام، مؤكّدًا للجميع أن الحياة لا تستسلم لمن يناضل بثبات، وأن الفرص تطرق أبواب من لا يفقدون الأمل مهما واجهوا من صعاب، شعار “لا يأس مع الحياة” ليس مجرد كلمات تُرفع، بل هو فلسفة حياة تضيء الطريق نحو مستقبل مشرق في سماء كرة القدم.

إحصائيات المحترفين العرب


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.