يواجه اللاعبون الجدد أمثال سعود عبد الحميد، في الأندية الأوروبية الكبرى تحديات كبيرة تختلف عن تلك التي اعتادوا عليها في أوطانهم، سواء من ناحية التأقلم مع بيئة جديدة أو المنافسة الشديدة على المراكز الأساسية داخل الفريق، يعتبر اللاعب السعودي، الظهير الذي انتقل من الهلال إلى روما في صيف العام الماضي بعقد يمتد حتى صيف 2028، مثالاً على تلك التحديات التي قد يواجهها أي لاعب في بدايات مسيرته الأوروبية.
انتقل سعود عبد الحميد إلى روما قادمًا من الهلال، وهو انتقال كان يرافقه توقعات كبيرة وطموحات عالية من قبل الجمهور السعودي، غير أن الفترة الأولى مع النادي الإيطالي جاءت مليئة بالتحديات؛ فقد شارك اللاعب في 6 مباريات فقط خلال الموسم، منها ظهور في الدوري الأوروبي سجل فيه هدفاً في مرمى براجا البرتغالي وقدّم تمريرة حاسمة أمام ليتشي في الدوري الإيطالي، وكانت آخر مشاركة له مع الفريق في 15 ديسمبر الماضي خلال مباراة ضد كومو.
لم يتمكن عبد الحميد من الحصول على الوقت الكافي لإظهار إمكاناته داخل الملعب، إذ أصبح الخيار الاحتياطي الثاني في مركز الظهير الأيمن بعد لاعبين مثل ديفاين رينش وزكي تشيليك، كما اعتمد المدرب الحالي، كلاوديو رانييري، على جيانلوكا مانشيني في هذا المركز، مما أدى إلى تهميش اللاعب بشكل واضح، وقد أدى ذلك إلى تداول شائعات متكررة حول إمكانية استغناء النادي عنه، رغم أن ردود فعل الإدارة والمحللين الرياضيين أكدت أن التهميش قد يكون نتيجة لظروف تنظيمية وفنية داخل الفريق أكثر مما هو خطأ فردي.

آفاق جديدة وفرصة سعود عبد الحميد لإعادة التألق
شهدت روما خلال الموسم الحالي تغييرات متكررة في الجهاز الفني، حيث تولى تدريب الفريق عدة مدربين بدءًا من دانييلي دي روسي مرورًا بإيفان يوريتش، حتى وصول كلاوديو رانييري الذي تولى المهمة في وقت لاحق، ومن المتوقع أن يتم ترقيته إلى منصب إداري في الصيف القادم، مما سيستدعي تعيين مدرب جديد للفريق في الموسم المقبل، تشير التصريحات إلى أن مستقبل عبد الحميد قد يتأثر بشكل كبير بالمدرب القادم، إذ قد يوفر أسلوب اللعب الجديد فرصًا أكبر للظهور والمشاركة بانتظام.
يُعتبر التغيير في القيادة الفنية فرصة محتملة لإعادة ترتيب الأولويات داخل التشكيلة، مما قد يتيح لعبد الحميد الفرصة لإثبات نفسه بشكل أفضل، وبحسب تصريحات الصحفي الإيطالي فيليبو بيافورا، فإن اللاعب لا يزال مرتبطًا بعقد طويل الأمد مع روما، مما يمنحه الوقت اللازم للالتزام والتطور تحت إشراف المدرب الجديد، وقد يكون هذا التغيير سببًا قويًا في منع اللاعب من اتخاذ قرار الرحيل الآن، خاصةً إذا ما استطاع الجهاز الفني الجديد توفير بيئة تنافسية تشجعه على الظهور.
🗳️ | Retweet this if Saud Abdulhamid was your Player of the Match against Braga! 🐺
— AS Roma English (@ASRomaEN) December 12, 2024
Presented by @ComAve_Official#ASRoma | #RomaBraga pic.twitter.com/W3Y0cTQFJV
أكد الإعلاميون أن الوضع الحالي لسعود عبد الحميد ليس بالأمر الغريب في سياق التحديات التي يواجهها اللاعبون الجدد في أوروبا، فقد قال الإعلامي الرياضي ماجد الفهمي إن مرحلة التأقلم والتدرج مع الفريق أمر طبيعي، مشيرًا إلى أن الأمر قد يستدعي إعارة اللاعب مع أحقية الشراء إذا لم تُتحسن ظروفه مع المدرب القادم، في الوقت نفسه، يرى فيليبو بيافورا أن التهميش الذي يعاني منه اللاعب يرجع إلى مشكلة تنظيمية داخل الفريق وليس خللًا شخصيًا، مما يترك الباب مفتوحًا لاستمرار اللاعب في تطوير مستواه مع روما.
على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها سعود عبد الحميد مع روما، فإن بقاء اللاعب وعدم مغادرته في الوقت الحالي يبدو خيارًا مدروسًا، فالتغييرات المتوقعة في الجهاز الفني قد تفتح له آفاقًا جديدة وفرصة لإظهار مستواه الحقيقي، وفي حال لم تتوفر الفرص الكافية، يبقى احتمال الانتقال إلى الدوري السعودي خيارًا من بين عدة خيارات مستقبلية، لكن الوقت الحالي قد يكون الأنسب للانتظار والتأقلم مع البيئة الجديدة واستغلال الفرص التي قد يوفرها المدرب القادم لتحقيق التألق الذي ينشده اللاعب.
محمد عبد المنعم
سعود عبد الحميد
عمر مرموش
أشرف حكيمي