في ليلة لا تشبه غيرها من ليالي النجومية، وجد الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو نفسه في قلب عاصفة رقمية كادت تُصوّر على أنها “غضب جماهيري”… قبل أن يتضح أن الحقيقة أكثر هدوءًا، وأبعد ما تكون عن السياسة.
نجم نادي النصر السعودي — الهداف الأبدي، وأيقونة كرة القدم الحديثة، وأول ملياردير في تاريخ اللعبة وفق مؤشر بلومبرج — كان يعيش أسبوعًا عاديًا بالنسبة لشخص يملك أكثر من مليار متابع عبر منصات التواصل.
668 مليونًا على إنستجرام، 171 مليونًا على فيسبوك، 105 ملايين على منصة إكس “تويتر سابقًا”، و77 مليونًا على يوتيوب… أرقام تبدو وكأنها تنتمي لكوكب آخر.. لكن هذا العالم الضخم اهتز فجأة.

خسارة غير متوقعة… لماذا فقد كريستيانو رونالدو 9 ملايين متابع بعد لقاء ترامب؟
على مدى عدة أيام، بدأ عدد متابعي رونالدو في التراجع بشكل غير مألوف، وفي الخلفية، كانت لقاءاته الأخيرة في واشنطن تتصدر العناوين: دعوة ملكية لحضور عشاء دولة في البيت الأبيض، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولقاء مباشر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لقاء أثار اعتراض شريحة من جماهيره، وصلت إلى حد تهديد البعض بـ«إلغاء المتابعة»، وكان من السهل — وربما المغري — الربط بين الحدثين؛ لذلك ارتفع الجدل، وتردد السؤال: هل خسر رونالدو 9 ملايين متابع بسبب ظهوره مع ترامب؟
الأرقام قالت إن حسابه على X انخفض من 115 مليونًا إلى 106 ملايين خلال أيام قليلة… رقم هائل، وخطير لو كان مرتبطًا بموقف سياسي أو غضب جماهيري؛ لكن الحقيقة كانت أبسط بكثير، وأكثر تقنية مما يُتوقَّع.
العملية التي قلبت الطاولة: «تطهير البوتات»، منذ استحواذ إيلون ماسك على منصة X، واجهت المنصة انفجارًا ضخمًا في أعداد البوتات — حسابات آلية تتابع وتُعجب وتنشر دون هوية حقيقية.
ولمواجهة هذه الظاهرة، تُجري المنصة بين الحين والآخر عملية تنظيف جذرية تحذف ملايين الحسابات دفعة واحدة، ولأن كريستيانو رونالدو يمتلك قاعدة متابعة هائلة، فقد كان الأكثر تأثرًا.
تسعة ملايين متابع اختفوا كالسراب، ليس لأنهم غاضبون من صورة في البيت الأبيض… بل لأنهم ببساطة لم يكونوا حقيقيين من الأساس، وبنفس الطريقة، تضرر آخرون: بيدري خسر قرابة 200 ألف متابع في ليلة واحدة، وتايلور سويفت نفسها فقدت أكثر من 6 ملايين.
الأمر لم يكن سياسيًا، بل كان عملية تنظيف واسعة اجتاحت المنصة بأكملها، فخسارة 9 ملايين متابع قد تبدو كارثية لأي شخص آخر.. أما رونالدو — اللاعب، الرمز، العلامة التجارية العالمية — فما زال يقف فوق هرم لا ينافسه عليه أحد.