جياني إنفانتينولايت 365أخباربطولات ودوريات

من الملاعب إلى طاولة المفاوضات.. سر تواجد إنفانتينو في قمة السلام بشرم الشيخ

في لقطة غير متوقعة للشعوب في العالم وحتى للجماهير الرياضية، ظهر جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في مؤتمر السلام الذي عُقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعمًا لجهود وقف إطلاق النار في غزة، لكن وراء حضوره رسائل تُشير إلى أن كرة القدم باتت تستخدم، هذه المرة، كأداة دبلوماسية في صراعات الشرق الأوسط.

من قلب القاهرة إلى شرم الشيخ، حافظت مصر على موقعها التاريخي كـ”صوت العقل” في صراعٍ لم يعرف الهدوء، فمنذ اللحظة الأولى لتصاعد الأحداث في غزة، تحركت الدبلوماسية المصرية على أكثر من محور، عبر اتصالاتٍ مكثّفة مع الأطراف كافة، وضغوطٍ مستمرة لفرض وقف لإطلاق النار يضع حدًّا لنزيف الدم الفلسطيني.

قادت مصر المفاوضات الصامتة في الكواليس، واستضافت على أرضها قمة السلام بشرم الشيخ لتكون نقطة التقاء بين القادة الإقليميين والدوليين، وجاءت مشاركتها تأكيدًا على أن القضية الفلسطينية ليست ملفًا عابرًا في أجندة السياسة المصرية، بل قضية أمنٍ قومي وإنساني في آنٍ واحد.

جياني إنفانتينو رئيس الفيفا - دونالد ترامب رئيس أمريكا - المصدر: gettyimages
جياني إنفانتينو رئيس الفيفا – دونالد ترامب رئيس أمريكا – المصدر: gettyimages

إنفانتينو رفقة الدبلوماسيين.. حضورٍ يحمل أكثر من رمز رياضي

إنفانتينو، الذي اشتهر بمشاركاته في فعاليات كروية وسياسية، استقبله الرئيس المصري، ووقف بجانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة السلام، وهو المشهد الذي فاجأ الكثيرين.

لكن هذا التواجد ليس مجرد إطلالة رمزية؛ بل يُعد تعبيرًا عن دور تطلّعي يسعى فيه الفيفا أن يكون لاعبًا في ميادين السياسة، لا فقط في الملاعب، ليؤكد أن كرة القدم لها رسالة سامية لا تتوقف عند مجرد التسعون دقيقة فقط.

ظهر رئيس الفيفا خلال المؤتمر وهو يهنّئ قادة وزعماء الدول التي شاركت في مفاوضات وقف إطلاق النار، ويتحدث عن دور كرة القدم كوسيلة للتقارب بين الشعوب.

وليس خفيًا على أحد أن علاقته بترامب قد تطورت إلى شراكة علنيّة، خاصة بعد أن دعا إنفانتينو إلى منح الأخير جائزة نوبل للسلام، في إشارة إلى الدور الأميركي في الوساطة بين الكيان الصهيوني وقطاع غزة.

غزة تحت القصف.. مشهد الألم والسلام المتأرجح

في الوقت الذي وقف فيه القادة على منبر السلام، يشهد قطاع غزة واقعًا مأساويًا مأخوذًا بين أنقاض الحرب وآمال المواجهة، القصف المدفعي والجوّي الذي طال المدنيين والمباني ترك أثارًا عميقة، إذ تحول التدمير إلى مشهد يومي، والخراب إلى خلفية للصراع المستمر منذ أكتوبر 2023.

رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه؛ لا تزال الأسئلة الكبرى تُطرح: كيف سيعود الفلسطينيون لحياة كريمة؟ كيف تُدار إعادة الإعمار وسط غياب الأمن المطلق؟ إنفانتينو ودوره في هذه المعادلة يتجاوز رمزية الحضور، فقد حاول أن يضع كرة القدم في موقع الوسيط الجامع في ظل الصمت الدبلوماسي المتقطع.

من الرياضة إلى السياسة.. دوائر التأثير تتداخل في قمة السلام

لم يكن إنفانتينو غريبًا عن السياسة القارية؛ فليس جديدًا أن رؤساء الاتحادات الكروية يظهرون ضمن فعاليات دولية تتجاوز الرياضة، لكنها المرة الأولى تقريبًا التي يرى فيها كثيرون في تواجده في غزة تدخلاً واضحًا في ملف حسّاس يتجاوز الدور الإعلامي إلى ما يشبه دور “الوسيط الرياضي”.

مشاركته في مؤتمر السلام، خاصةً بعدما سبق وأعرب عن دعمه العلني للكيان الصهيوني، حيث أثار ذلك ردود فعل متباينة، يعتبر استثمارًا سياسيًا تحت غطاء “كرة القدم” لتغليف الموقف بدلًا من أن يتلقى هجومًا حادًا، ركض سريعًا رفقة الرئيس السيسي ليؤكد سلامة نواياه.

إنفانتينو نجح في توظيف اللحظة، ويبقى السؤال: هل سيُترجم حضوره إلى فعل ملموس في غزة؟ أم أن القمة ستبقى صفحة مؤقتة في تاريخ الصراع؟ تواجده على طاولة السلام ربما يرسم بارقة أمل، لكن الأهم يُطرح: هل تستطيع كرة القدم أن تُعيد بناء ما هدمته الحروب؟ فقط الزمن وحده كفيل بالكشف.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.