يواجه المدافع الشاب دين هويسن، أحد أبرز الرهانات المستقبلية لـ ريال مدريد، فترة عصيبة من تراجع المستوى بعد بداية وصفت بالمثالية تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو. وكان النادي الملكي قد استثمر 58 مليون يورو للتعاقد مع اللاعب من بورنموث الإنجليزي، واضعًا فيه الثقة ليكون حجر الزاوية في دفاع الفريق لسنوات طويلة.
وبعد أربعة أشهر فقط بقميص الميرينجي، اختبر الدولي الإسباني الشاب في ريال مدريد؛ فبعد الإشادات الهائلة التي نالها عقب مونديال الأندية، تحول المشهد إلى انتقادات وشكوك بسبب ارتكابه بعض الأخطاء الفنية المؤثرة في المباريات الأخيرة.
ويرتبط هذا الهبوط في المستوى بعوامل فنية وبدنية عديدة، تزامنت مع تراجع عام في أداء مشروع تشابي ألونسو الدفاعي، مما جعل المدافع صاحب الـ20 عامًا يجد نفسه مضطرًا للدفاع في مساحات ضيقة داخل منطقة جزائه بدلًا من المبادرة بقطع الكرات وبناء اللعب من وسط الملعب كما كان يفعل في بداياته.
أسباب تراجع مستوى هويسن مع ريال مدريد
تكمن أبرز أسباب تراجع أداء هويسن في غياب “المرجع الدفاعي” بجانبه، حيث تأثر اللاعب بشدة بإصابة شريكه إيدير ميليتاو، الذي كان يمنحه الحرية والتعلم المباشر في الملعب، في حين لم يحصل بعد على الوقت الكافي للتأقلم مع أنطونيو روديجر، حيث لم يشاركا معًا كأساسيين سوى في مباراة واحدة فقط منذ بداية الموسم.
كما تظهر لغة الأرقام حجم الضغوط التي تعرض لها اللاعب مؤخرًا، فقبل إصابته في الركبة التي أبعدته لثلاثة أسابيع، عانى هويسن بوضوح في مواجهة ليفربول بفقده لـ 15 كرة وفشله في 14 تمريرة، وهي حالة من التوتر تكررت في ديربي مدريد وفي مواجهة رايو فاليكانو التي استبدل فيها بين الشوطين، مما يشير إلى تأثره البدني والذهني بجدول المباريات المزدحم كونه أصبح ركيزة أساسية أيضًا في تشكيل لويس دي لا فوينتي مع المنتخب الإسباني.
هل ينجح هويسن في استعادة بريقه بعد الإجازة؟
يأمل المدافع الشاب أن تكون فترة التوقف الحالية بمثابة “إعادة ضبط” لمسيرته، حيث يخطط لاستغلال الإجازة لشحن بطارياته البدنية والتخلص من آثار الإرهاق الذي نال من جسده نتيجة المشاركة المستمرة منذ كان في بورنموث، وهو أمر يراه النادي طبيعياً للاعب في سن العشرين يمر بمرحلة التطور في أعلى مستويات التنافس.
ورغم الانتقادات، فإن الثقة داخل أروقة “فالديبيباس” في موهبة هويسن لا تزال ثابتة ولم تتزحزح، حيث تدرك إدارة ريال مدريد أن الطريق نحو القمة لن يكون مفروشاً بالورود دائماً، وأن هذه العثرات هي جزء ضروري من عملية صقل شخصية اللاعب ليصبح القائد القادم للدفاع الملكي.