لايت 365أخباربطولات ودورياتتقارير ومقالات خاصة

سبع قطط مدفونة.. فريق يقهر غريمه بتعويذة ملعونة

في عالم كرة القدم، لا تقتصر معارك أي فريق على المستطيل الأخضر، فثمة ساحات أخرى تُخاض فيها الحروب، ساحات الخرافة، والأسطورة، والإيمان باللعنات القديمة؛ في الأرجنتين، حيث يتنفس الناس كرة القدم كما يتنفسون الهواء، وُلدت واحدة من أغرب القصص في تاريخ اللعبة يقصًها عليكم موقع 365Scores.. قصة نادي راسينج كلوب، والسبع قطط المدفونة التي غيّرت مصيره بأكمله.

في عام 1967، كان راسينج في قمة المجد بعد أن أصبح أول نادٍ أرجنتيني يرفع كأس الإنتركونتيننتال على حساب سيلتيك الأسكتلندي، لكن في مدينة أفيلانيدا، لم يشارك الجميع فرحة الانتصار، كان الغريم الأبدي إنديبندينتي يغلي من الغضب، خاصة بعد فشله في التتويج باللقب ذاته عامي 1965 و1966.

صاعقة في ملعب فريق كرة قدم - أمريكا
صاعقة في ملعب فريق كرة قدم – أمريكا

بداية حكاية فريق فقد مجده بتعويذة السبع قطط

تقول الأسطورة إن مجموعة من مشجعي إنديبندينتي، بتحريضٍ من ساحرة محلية، تسللت إلى ملعب الرئيس بيرون – معقل راسينج – ودفنت سبع قطط سوداء ميتة تحت العشب الأخضر، ست منها تحت المرمى، والسابعة في مكان سري لا يعرفه أحد؛ الهدف؟ إسقاط الأكاديمية في لعنة لا تنتهي.

في العام نفسه، خسر راسينج أمام غريمه بنتيجة 4-0، ثم بدأت سنوات النحس الطويلة، توقفت البطولات، تبدد المجد، وتحول الفريق من بطل للعالم إلى نادٍ يطارده سوء الحظ في كل خطوة، بحلول عام 1980، لم يكن راسينج قد تذوّق طعم التتويج منذ 13 عامًا، بينما كان جاره الأحمر يعيش عصرًا ذهبيًا.

قرر المدرب خوان كارلوس لورينزو أن الوقت حان لمواجهة المجهول، أمر بحفر أرضية الملعب للبحث عن القطط، فتم العثور على ست فقط، أما السابعة، فبقيت في طي الغيب، حاول النادي طرد النحس بطقوس مضادة — دفن الضفادع، الصلاة، وحتى استدعاء الكهنة — لكن دون جدوى.

الذروة جاءت عام 1983؛ في مباراة مصيرية أمام إنديبندينتي، خسر راسينج مجددًا، ليهبط إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه.

محاولات راسينج لفك التعويذة.. وإيجاد القط السابع أخيرًا

ثم في عام 1998، أقام النادي موكبًا دينيًا ضخمًا بمشاركة 15 ألف مشجع، حملوا تمثال عذراء لوخان إلى الملعب، ورشّ الأب خورخي ديلا بارسا الماء المقدس على الأرض، رئيس النادي وقتها قال: “هذا ليس طردًا للأرواح الشريرة، بل فعل إيمان”، لكن النتيجة لم تتغير؛ خسر راسينج المباراة التالية وأُعلن إفلاسه بعد عام واحد فقط.

في عام 2000، تولى رينالدو موستازا ميرلو تدريب الفريق، كان مؤمنًا بالطقوس والعلامات الغامضة، وأصرّ على حفر خلف المرمى الملعون مجددًا، هذه المرة، تقول الأسطورة إنهم وجدوا القطة السابعة، وأُعيدت الأرض إلى حالها بعد تطهيرها.

وفي مشهد أشبه بالمعجزة، فاز راسينج بالفعل بعدها بلقب بطولة الدوري الأرجنتيني عام 2001 بعد 35 عامًا من الجفاف، وكأن اللعنة انكسرت أخيرًا تحت أقدام لاعبيه.

هل كانت هناك فعلًا قطط مدفونة؟ لا أحد يعرف.. القصة تغيّرت بتغيّر من يرويها، بعضهم قال إنها حدثت في السبعينيات، وآخرون قالوا إنها لم تحدث إطلاقًا، لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن لراسينج ملعبًا تُحيط به القصص، وأن جماهيره وجدت في تلك الحكاية عزاءً لجراحها الطويلة.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.