في لحظة صاخبة من تداخل الرياضة بالسياسة، وجد كريستيانو رونالدو نفسه في قلب عاصفة إعلامية جديدة بعد ظهوره إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة إلى البيت الأبيض.
صورة واحدة كانت كافية لتفتح أبواب التأويل، وتمنح منتقديه فرصة إضافية للغمز واللمز، بينما يتساءل العالم، ماذا يفعل “أيقونة كرة القدم” في دائرة شخصية مثيرة للجدل؟
وبين كل الأصوات، جاء صوت لويس ساها، مهاجم مانشستر يونايتد السابق، ليمنح الحكاية بُعدًا أكثر حساسية، فقد وجّه تحذيرًا واضحًا لرونالدو من الانجراف إلى علاقة قد تُفهم على أنها دعم سياسي، معتبرًا أن اللاعب البرتغالي يتحوّل—رغمًا عنه—إلى “أداة” في مشهد لا ينتمي إليه.
لقاء يسبق قرار الفيفا… وأسئلة بلا إجابة
الزيارة التي التقطتها عدسات العالم جاءت قبل أيام قليلة من رفع الفيفا إيقاف كريستيانو رونالدو، وعودته للمشاركة في كأس العالم المقبلة بأمريكا الشمالية.
تقارب زمني صادم فتح باب الشبهات، ودفع البعض لطرح تساؤلات عن مغزى الاجتماع، وهل كان مجرد لقاء بروتوكولي أم خطوة تحمل رسائل غير مباشرة.
ساها، وفي حديثه لموقع Pundit Arena، لم يُخفِ دهشته من خيارات رونالدو في هذا التوقيت الحساس، وأشار إلى أن اللقاء—سواء كان عفويًا أو مرتبًا—قد يُفسَّر كنوع من التأييد لرئيس مثير للانقسام داخل بلاده وخارجها.
ساها يكشف مدى حجم تأثير كريستيانو رونالدو على العالم
قال ساها بلهجة هادئة لكنها قاطعة: “كريستيانو رونالدو واحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم، قد يظن أن الأمر مجرّد صورة، لكنه ليس كذلك، كل ظهور له يحمل دلالة، وكل خطوة تُقرأ بآلاف الطرق”.
وأوضح أن اللاعب ربما لم ينتبه إلى حجم التأثير السياسي للصورة، أو إلى كون بعض الأطراف قد تستغلها لصالح أجندة معينة.
وأضاف أن هذا النوع من الزيارات كان يمكن أن يكون أقل حساسية في سنوات سابقة، لكن الآن العالم أكثر انقسامًا، وكل صورة أشبه ببيان رسمي.
من تحريك زجاجات كولا… إلى تحريك نقاش عالمي
تذكّر ساها حادثة بسيطة أثارت زوبعة في الماضي، عندما أبعد رونالدو زجاجات المشروبات الغازية خلال مؤتمر صحفي، حركة صغيرة صنعت ضجة عالمية، ودفعت الأسواق إلى التفاعل.
ومن وجهة نظر ساها، فإن لاعبًا يحمل هذا المستوى من التأثير لا يمكنه اعتبار أي لقطة “عابرة” أو بلا تبعات، رونالدو ليس سياسيًا، ولم يدّعِ يومًا لعب هذا الدور، لكن حضوره الطاغي يجعل من كل خطوة محسوبة، وكل صورة قابلة للتأويل.
ووسط الجدل المحيط بعلاقته الأخيرة مع ترامب، تبدو نصيحة ساها أشبه بجرس إنذار: احمِ صورتك، ولا تسمح لأحد باستغلال مكانتك.
فالنجم الذي صنع مجده بقدميه يجد نفسه الآن مضطرًا للالتفات إلى ما هو أبعد من الملعب، حيث تُصنع الانطباعات بالصور قبل الأهداف، وباللقطات قبل البطولات.
وهكذا يبقى السؤال معلقًا في الهواء، هل كان لقاء عابرًا… أم بداية جدل جديد لن يهدأ قريبًا؟
رونالدو
بنزيما
ياسين بونو
رياض محرز