زجاجة بول وسحر أفريقي سبب تتويج ليفربول بالدوري 2020
في عالم كرة القدم، لا تسير الحكايات دائمًا وفق منطق الإحصائيات أو تكتيكات المدربين وحدها، أحيانًا تتدخل الأساطير والطقوس الغريبة لتمنح المباريات والبطولات طابعًا سحريًا يثير الخيال.
واحدة من أكثر القصص غرابة ارتبطت بتتويج ليفربول بالدوري الإنجليزي موسم 2019-2020، حين خرج أسطورة الحراسة بروس جروبيلاار ليؤكد أن “زجاجة بول وسحر أفريقي” كان لهما دور في رفع لعنة أنفيلد ومنح الريدز لقبهم الأول بعد ثلاثين عامًا من الانتظار.
القصة تعود إلى ما رواه الحارس الزيمبابوي السابق، الذي ارتدى قميص ليفربول في ثمانينيات القرن الماضي وكان أحد أبرز رموز النادي، إذ كشف في تصريحات صحفية لوسائل إعلام عالمية مثل FourFourTwo وThis is Anfield أنه خلال مباراة ودية على ملعب أنفيلد بعد اعتزاله بسنوات، قرر تنفيذ طقس تعلمه في أفريقيا عندما كان لاعبًا هناك.

جروبيلاار أوضح أنه سكب زجاجة بول على قائم وعتبة المرميين في أنفيلد، معتقدًا أن ذلك يرفع “اللعنة” التي كانت تمنع ليفربول من الفوز بالبطولات المحلية الكبرى.
قصة “تعويذة” إفريقية وراء تتويج ليفربول بالدوري 2020
الطقس بحد ذاته بدا صادمًا وغريبًا، لكن جروبيلاار تحدث عنه بجدية، قائلاً إنه استعاد عادة قديمة عرفها عندما كان يلعب في زيمبابوي، حيث كان اللاعبون يؤمنون بأن سكب البول على القائمين يطرد الأرواح الشريرة أو يكسر أي لعنة تُلقي بظلالها على الفريق.
المفاجأة أنه بعد هذه الواقعة بوقت قصير، لم يخسر ليفربول أي مباراة على ملعبه، وفي الموسم التالي توج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، في لحظة انتظرها الجمهور ثلاثة عقود كاملة.
القصة بطبيعة الحال قوبلت بجدل واسع؛ بعض المشجعين رأوا فيها مجرد مصادفة مثيرة جرى تضخيمها، فيما اعتبرها آخرون لمسة أسطورية تضيف بعدًا روحانيًا لمسيرة النادي.
On this day in 2020, Liverpool lifted their first league trophy for 30 years 🏆 pic.twitter.com/EVgRVUqQLx
— B/R Football (@brfootball) July 22, 2023
الصحافة الإنجليزية تعاملت معها بخليط من السخرية والفضول، بعضهم وصف الأمر بـ”الطقس الأكثر غرابة في تاريخ ليفربول”، بينما تناولت مواقع أخرى الموضوع من زاوية أن الرياضة كثيرًا ما تختلط فيها الخرافة بالواقع.
من الناحية المنطقية، لا يمكن اعتبار زجاجة بول سببًا مباشرًا لتتويج ليفربول بالدوري، الفريق بقيادة يورجن كلوب كان قد وصل إلى مستوى استثنائي على الصعيد الفني والبدني، وامتلك منظومة متكاملة من الدفاع القوي إلى الهجوم الفتاك بقيادة محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو، إضافة إلى حارس عملاق مثل أليسون بيكر.
كل هذه العناصر، إلى جانب الاستقرار الإداري والتخطيط الطويل الأمد، هي التي وضعت الريدز على القمة.
لكن في الرياضة، لا يُستهان أبدًا بالعامل النفسي والرمزي، ربما لم يكن لفعل جروبيلاار أي تأثير فعلي، لكنه أطلق حكاية أيقونية غذّت خيال الجماهير وربطت بين الماضي والحاضر، وجعلت التتويج بالدوري أكثر إثارة.