أخبار الكرة الإسبانيةدوري أبطال أوروباقصص 365Scores365TOP

ريال مدريد يحقق لقب دوري أبطال أوروبا 2026.. والسبب كأس العالم

في كرة القدم، هناك أندية تُبنى بالمال، تُكدس لها الصفقات، وتُنسج حولها الأحلام بقدر ما تُنسج حولها الألقاب، وهناك أندية تُبنى بالأدوات، بالخطط، بالأسماء الدقيقة التي يرسمها المدير الرياضي كمهندس يشيّد مشروعًا طويل الأمد وهناك أندية أخرى تُولد من رحم الصدفة.. من لحظة فارقة، من نتيجة عابرة، من موسم لا يتكرر.

لكن ريال مدريد؟ هذا نادٍ مختلف، نادٍ لا يخضع لتلك القوانين الأرضية، مدريد تُصنع أمجاده بقوانين لا يراها إلا من عاش قصته فهو يملك قوانين تتجاوز المنطق، وتضع التاريخ تحت قدميها، قوانين تجعل المستحيل يبدو عاديًا، وتجعل العادي يبدو لا يليق بنادٍ ارتبط اسمه بكلمة “الأبطال”.

على مدى عقود، ظلت علاقة ريال مدريد بكأس العالم شيئًا يُشبه الأسطورة؛ علاقة لا تُفسَّر بكرة قدم، ولا بتحليل فني، ولا حتى بالحظ، بل هي خيط خفيّ، رابط كونيّ، يجعل المونديال يبدو كزر سحري يُعيد تشغيل ماكينة الهيمنة الأوروبية البيضاء كل أربع سنوات، فكلما انتهى كأس العالم.. استيقظ الميرينجي، وكلما ارتفعت أعلام المونديال، ارتفعت معها راية مدريد في أوروبا.

ما القناة الناقلة لمباراة ريال مدريد ضد أولمبياكوس وأين تشاهد مباريات دوري أبطال أوروبا؟
كيليان مبابي – فينيسيوس جونيور – أردا جولر – ألفارو كاريراس – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

ومن هنا يبدأ السؤال الذي يهمس به التاريخ بصوت مُخيف: هل يكون مونديال 2026 هو الشرارة القادمة، العلامة التي تُعيد مدريد إلى منصة دوري الأبطال؟.. الإجابة حين تُقرأ في دفاتر الماضي، وحين تُقارن بالأرقام التي تحوّلت إلى قدر مكتوب تأتي واضحة، واثقة، لا لبس فيها: نعم، وبقوة أكبر مما يمكن أن يتخيله أكثر المتفائلين.

آخر 3 كؤوس عالم.. ريال مدريد بطل أوروبا

عندما يتحدث التاريخ يصمت المنطق ويتراجع التحليل، وتبقى أمامك حقائق لا يمكن إلا الإيمان بها مهما بدت خارجة عن حدود التفسير، فمنذ لحظة عودة ريال مدريد إلى منصات أوروبا في أواخر التسعينيات، تغيّر شكل القارة بالكامل.

منذ ذلك الحين، حصد النادي الملكي على 15 نسخة من دوري الأبطال :

لقب دوري أبطال أوروباالموسم
11955–1956
21956–1957
31957–1958
41958–1959
51959–1960
61965–1966
71997–1998
81999–2000
92001–2002
102013–2014
112015–2016
122016–2017
132017–2018
142021–2022
152023–2024
سنوات حصاد ريال مدريد لدوري أبطال أوروبا

ليؤكد للعالم أنه ليس مجرد نادٍ كبير، بل المعيار الأعلى الذي تُقاس به قوة المنافسين، لكن وراء هذه الأمجاد خط خفي لا يلاحظه إلا من يتتبع التاريخ بدقة، عندما يلعب كأس العالم للأندية يتوج ريال مدريد بالكأس ذات الأذنين، هذه ليست صدفة.. ليست حكاية من الخيال.. وليست لعبة أرقام، إنها حقيقة موثقة، ونسق كروي تكرر حتى أصبح أشبه بقانون يحكم البطولات الأوروبية.

تصنيف قرعة كأس العالم 2026
كأس العالم 2025 – (المصدر: Getty images)

بعد كأس العالم 2014، عاد ريال مدريد بوجه جديد وروح مشتعلة ليتوج باللقب الغالي ويعلن بداية مرحلة سيطرة مختلفة تمامًا على البطولة الأغلى في القارة العجوز.

بعد كأس العالم 2018، كان العالم يتوقع نهاية الفريق بعد الأداء الجبار وحصد بطولتين على التوالي للملكي، فمن كان يتوقع أن يحقق ريال مدريد الكأس 3 مرات على التوالي، لكن مدريد كتب ملحمة أخرى التتويج جاء ليكمل الثلاثية الخالدة (2016–2017–2018)، ليعلن عن أعظم حقبة في تاريخ دوري الأبطال الحديث.

بعد كأس العالم 2022، انهار الفريق محليًا، وتعرض لانتقادات غير مسبوقة، وتوقع الكثيرون موسمًا انتهت فيه “الروح المدريدية” لكن الفريق عاد كعادته من حيث لا يتوقع أحد.. وفي 2022 حقق لقبًا وُصف بـ المعجزة الكروية بعد سلسلة ريمونتادات لا تُنسى.

ثلاث مونديالات.. ثلاث تتويجات ملكية متتالية بعدها، لم يعد الأمر مجرد تكرار، لقد أصبح قانونًا كونيًا يفرض هيمنته على أوروبا كل أربع سنوات، وقاعدة صلبة تقول: كلما رفع العالم كأسه.. رفع مدريد ذات الأذنين.

عندما تتوسّع الدائرة.. تزداد الحقيقة رعبًا

هنا لا نتحدث عن مجرد “ترند رقمي” ظهر مصادفة، ولا عن دورة نجاح طبيعية لفريق كبير، نحن أمام ظاهرة زمنية، حالة نادرة تتكرر بدقة تكاد تكون علمية، وتشير إلى ارتباط غامض بين أكبر بطولتين في كرة القدم.

سنة كأس العالمبطل أوروبا بعد المونديالالبلد المتضيف
1998ريال مدريد فرنسا
2002ريال مدريداكوريا واليابان
2014ريال مدريدالبرازيل
2018ريال مدريدروسيا
2022ريال مدريدقطر 
في آخر 7 نسخ من كأس العالم قبل 2026 توج ريال مدريد في 5 مناسبات

خمس تتويجات من أصل سبع محطات، بنسبة نجاح 71% بعد كل كأس عالم، هذه ليست سلسلة عابرة، بل منظومة كاملة تشتغل مع الزمن، كأن المونديال يضغط زرًا سريًا داخل غرفة الكؤوس في سانتياجو برنابيو، فتبدأ ماكينة النادي الملكي بالعمل من جديد، وتعود تلك الروح التي لا يشبهها شيء في كرة القدم.

ما يطرح بدوره سؤال مهم للغاية، هل هناك فريق آخر يعيش هذا الارتباط الكوني مع بطولات العالم؟ الإجابة ببساطة لا.. هل استطاع أحد تفسير هذه الظاهرة؟ قليلون لكنهم جميعًا يلتقون عند فكرة واحدة.

تشكيل ريال مدريد ضد أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا 2025-26
أردا جولر – فينيسيوس جونيور – كيليان مبابي – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

كأس العالم هو الوقود الذي يُشعل ماكينة ريال مدريد، والشرارة التي تعيد الروح الأوروبية إلى جسد النادي كل أربع سنوات، إنها علاقة فريدة.. علاقة لا تُفسَّر بالمنطق وحده، ولا تخضع لتحليل رقمي فقط، إنها امتداد لتاريخ نادٍ لا يعيش على البطولات، بل يكسبها قيمة عندما ترتبط به.

ريال مدريد 2026.. صُنع خصيصًا ليُتوَّج بعد مونديال

عندما تنظر إلى ريال مدريد اليوم، تدرك فورًا أنك لا تقف أمام فريق عادي، بل أمام كتيبة مكتملة التفاصيل، مصممة بعناية لتكون السلالة الجديدة من الهيمنة الملكية، في الخط الأمامي يظهر لك هجوم خارق يجمع بين السرعة والمهارة والقدرة على الحسم؛ فينيسيوس يلتهم المساحات، ومبابي يصنع الرعب في أي دفاع، وجولير يتحرك بذكاء قاتل بين الخطوط، وبراهيم دياز يضيف لمسة الإبداع التي تغيّر اتجاه المباريات في لحظة. 

خلفهم يقف وسط ملعب يُوصف – دون مبالغة – بأنه الأفضل في العالم: بيلينجهام بثقل قائد صغير في العمر كبير في التأثير، وفالفيردي كنموذج للاعب الذي لا يتعب ولا يخطئ، وتشواميني الذي أصبح صمام الأمان في كل مواجهة، وكامافينجا الذي يمنح الفريق الحيوية في كل متر من الملعب، وصولًا إلى سيبايوس الذي يُتوقّع أن يكون القادر على منح الوسط بعدًا جديدًا.

ما القناة الناقلة لمباراة ريال مدريد ضد إلتشي وأين تشاهد مباريات الدوري الإسباني؟
كيليان مبابي – جود بيلينجهام – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

وفي الخلف، يعود الدفاع بثقله الكامل كما لو أنه لم يعرف الإصابات يومًا؛ ميليتاو يستعيد انفجاره البدني، وروديجير يواصل دور المحارب الذي لا يرحم، وأرنولد يعود بخبرة هادئة تمنح الخط اتزانه، بينما سيبايوس يذكّر الجميع بأنه أحد أكثر المدافعين استقرارًا في اللحظات الحاسمة، كل ذلك يكتمل بعودة أسطورية لحارس من كوكب آخر.. تيبو كورتوا، ذلك الجدار الذي يعيد ترتيب منظومة الفريق بمجرد وقوفه بين القائمين.

هنا تتكامل الصورة: نجوم تَشكّلوا ونضجوا في كأس العالم، ومواهب شابة تستعد للانفجار بعده، وفريق يبحث بجوع واضح عن المجد الأوروبي السادس عشر، كل تفصيلة في هذا الفريق، من تركيبته إلى أعماق شخصيته، تقول إن هذا مشروع بُني ليُتوَّج بعد كأس العالم.. تمامًا كما حدث في كل مرة صمت فيها العالم، وتحدّث فيها ريال مدريد بلغته المفضّلة.. لغة البطولات.

هل يمنح كأس العالم مدريد لقب الأبطال 2026؟

إذا كان التاريخ صادقًا، وإذا كانت الصدفة ليست صدفة، وإذا استمر ريال مدريد في اتباع سٌنتة الكونية القديمة، فالنتيجة واضحة: ريال مدريد هو المرشح الأبرز لرفع دوري أبطال أوروبا 2025-2026، لأن كأس العالم 2026 فتح له أبواب المجد مرة أخرى.

هذه ليست أسطورة، ليست خرافة، هذه حقيقة رياضية ثابتة منذ 1998 وحتى اليوم، المونديال يُعيد اختراع كرة القدم كل 4 سنوات، لكن بعد كل إعادة اختراع، هناك فريق واحد فقط يلتقط الجوهر ويحوّله إلى لقب.. ذلك الفريق هو ريال مدريد.

منصور مجاهد

صحفي مصري منذ 2019، خريج إعلام القاهرة، شغوف بكرة القدم الإنجليزية وصناعة التقارير العميقة، مقدم برامج ومعلق صوتي بخبرة أكثر من 7 سنوات بمجال الإعلام.